أول اتصـال بيـن طهـران و«الأطلسـي» منـذ 30 عـامـاً

أعلن مسؤول في حلف شمال الأطلسي امس، ان الحلف وايران اجريا الأسبوع الماضي اتصالا هو الاول بينهما منذ قرابة 30 عاما، وذلك في وقت أكدت طهران انها ستلبي دعوة اميركية لحضور مؤتمر دولي بشأن افغانستان في لاهاي الثلاثاء المقبل، من دون ان تحدد مستوى المشاركة فيه.
وقال المسؤول في الحلف الأطلسي في بروكسل ان «سفيرا إيرانيا زار الأسبوع الماضي حلف شمال الأطلسي للمرة الاولى منذ سقوط نظام الشاه» وقيام الجمهورية الاسلامية في كانون الاول العام 1979. واوضح ان «الايرانيين مهتمون بتعاون محتمل حول افغانستان» لمعالجة المشاكل التي تعاني منها ايران، فيما وصف مسؤول آخر في الحلف الأطلسي هذه الاتصالات بانها «استكشافية».
في موازاة ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حسن قشقاوي، ان ايران لم تحدد بعد من سترسله للمؤتمر الدولي في لاهاي الذي سيحضره الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ووفود اكثر من 80 دولة. واوضح «ايران ستشارك.. لكن مستوى المشاركة غير واضح بعد».
وسئل قشقاوي ما اذا كانت ايران تعتزم اغتنام هذه الفرصة لعقد لقاء بين دبلوماسيين إيرانيين وأميركيين، فامتنع عن الرد واكتفى بالقول ان المسالة غير مطروحة في الوقت الراهن. وقد اعلنت وزارة الخارجية الاميركية بدورها، انه «ليست هناك اي خطط حاليا» لعقد لقاء مماثل. واوضح المتحدث غوردون دوغيد ان كلينتون تأمل في ان تؤدي ايران «دورا ايجابيا» في افغانستان. وذكر قشقاوي ان بلاده ستشارك ايضا في اجتماع «منظمة شنغهاي للتعاون» المخصص لأفغانستان والمقرر عقده اليوم الجمعة في موسكو، بحضور الولايات المتحدة ايضا. وقد أعلن المتحدث باسم الخارجية الروسية اندري نيستيرينكو، أن روسيا مستعدة لتقديم مساعدة في تنظيم لقاء بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين على هامش مؤتمر موسكو. وقال «روسيا بصفتها الدولة المستضيفة للمؤتمر مستعدة لتقديم كافة أشكال الدعم في حال أبدى الجانبان (الأميركي والإيراني) رغبة في ذلك». وأضاف أن الوفد الأميركي سيكون برئاسة مساعد وزيرة الخارجية باتريك مون، في حين سيترأس الوفد الإيراني نائب وزير الخارجية محمد مهدي اخوندزاده.
وفي السياق، قال وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي، ان هناك حاجة لإيجاد حل اقليمي للمسألة الأفغانية. واوضح خلال زيارة للبرازيل «نعتقد انه يجب إيجاد حل اقليمي لازمة افغانستان.. هدف ايران في المنطقة هو مساعدة السلام والاستقرار والهدوء الضروري لتقدم المنطقة».
ورأى الصحافي والمحلل الايراني ما شاء الله شمس الواعظين، ان حضور ايران مؤتمر لاهاي «إشارة ايجابية مفادها انها مستعدة لمساعدة الولايات المتحدة على إعادة الهدوء الى افغانستان». وتابع «ان ايران تعرف ان القوات الدولية مجرد ضيفة وستغادر افغانستان، في حين ان قوات طالبان جزء من المشهد الأفغاني. طهران تريد التحرك بحيث لا تصبح حركة طالبان عدوة لها».
في هذا الوقت، اعتبر وزير الخارجية البريطانية ديفيد ميليباند ان رسالة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى القيادة الايرانية الأسبوع الماضي، تمثل أفضل فرصة لايران لتحسين العلاقات معها. واوضح «اعتقد انه لن تكون هناك فرصة أفضل لطهران من التي قدمها الرئيس اوباما.. والتي تعبر عن رغبة بالتواصل مع الشـعب والحكومة في ايران للمضي الى الأمام ولتمارس ايران حقوقها في المجتمع الدولي».

المصدر: وكالات