تقديم السيرة الروائية في الأدب العربي الحديث
كان غوستاف فلوبير (1821-1880) يقول: «أنا هي السيدة بوفاري» والسيدة بوفاري هي حاملة اسم رواية فلوبير المعروفة بهذا الاسم، مثلما هي الشخصية المحورية أو الرئيسة في هذه الرواية، أما نجيب محفوظ فيؤثر عنه أنه صرح أكثر من مرة :« أنا هو كمال عبد الجواد»، وكمال عبد الجواد هو أحد شخصيات الثلاثية، والشخصية الأبرز في الجزء الثالث والأخير منها «السكرية» (1957).
لكن الرواية ليست مجرد سيرة ذاتية فردية لكاتبها حتى تكون سيرة إحدى شخصياتها، ولو كانت الشخصية المحورية في الرواية المعنية معادلة لسيرة الكاتب الشخصية، كما قد يوحي قولا غوستاف فلوبير ونجيب محفوظ، فالرواية، كما هو معروف، هي رؤيتها الكلية، هذه الرؤية التي تنبثق من نسيج الرواية وشبكة علاقاتها وأحداثها الفنية، من «رؤية العالم» المعلنة أو المضمرة وفي الرواية، وهي رؤية مستخلصة من بناء الرواية أو من قراءتها، وربما من هنا يصح القول إن كل اشخاص الرواية هي أبعاد وأبعاض من شخصية الكاتب وسيرة الذاتية، وتعدد شخصيات الكاتب واختلاف دلالاتها معادل للتعدد في ذات الكاتب وللتعدد في المجتمع والحياة، وربما يكون هذا هو السبب الكامن خلف «تعدد الأصــــــــــــــوات» في الروايــــــة.
بهذا ربما تكـــــــون الرواية التي يكتبها الكاتب لحظة من حياة، أو لحظة من سيرة حياة كاتبها، مثلما هي لحظة أو بعد من أبعاد تاريخ مجتمعها، ومثلما هي لحظة من لحظات تاريخ الجنس الروائي الذي تنتمي إليه، وبهذا المعنى ربما نستطيع تفسير قول فلوبير، «أنا هي السيدة بوفاري» على أنه يعني أنه هو هذه الرواية، بكل ما تمثل، وبكل ما تعني، وعلى مختلف المستويات، أي بكل رؤيتها الكلية وأبعاد هذه الرؤية ودلالاتها.
في هذه الحالة قد تكون حياة الشخصية الروائية- الذاتية استعارة مصغرة لحياة بلاد وزمن ومجتمع، ويمكن أن تكون الفترة إياها، مع بلادها ومجتمعها، استعارة مكبرة لحياة الشخصية الروائية- الذاتية وآلية تكون وعيها وفنها، وفي رحلة الذهاب والاياب ما بين الاستعارتين يقرأ «الكتاب» وتقرأ الحياة والمجتمع وسيرة الكاتب ورؤية العالم.
لكن حياة الروائي وسيرته الذاتية، وحتى فنه، لا تنفصل عن سيرة مجتمع الروائي وزمنه، مثلما لا تنفصل مشاغل الروائي وهمومه، حتى الفنية منها، عن هذا المجتمع وهذا الزمن، فالرواية منسوجة من رقعة ثلاثية الأبعاد والألوان، وهذا «المثلث» هو مثلث: الزمان، المكان، الإنسان، وربما من هنا تبدأ الرواية، بما هي سيرة لكاتبها- حسب هذه القراءة- تصبح كذلك، سيرة ذاتية لمجتمعها، مثلما هي- الرواية- فصل في السيرة الذاتية لجنسها الأدبي وتاريخها الأدبي- الروائي، بالإمكان اعتبار ثلاثية نجيب محفوظ (بين القصرين 1956، قصر الشوق 1956، السكرية 1957) وعبر نسيجها الروائي وتعدد شخصياتها وزمنها، وعبر رؤيتها الكلية، إذا أخذنا بما تقدم، سيرة ذاتية لراويها أو كاتبها، كما بالإمكان اعتبارها «سيرة ذاتية» لمصر خصوصاً والمجتمع العربي عموماً في الفترة ما بين الحربين الأوروبيتين -العالميتين خلال النصف الأول من القرن العشرين المنصرم، وبهذا المعنى فالثلاثية سيرة ذاتية داخلية- خارجية خاصة- عامة في الوقت نفسه، وربما كان هذا ما تقوله أو ما تفعله كل رواية جادة أو كل كتابة ذات مستوى رفيع، فيما أرى، وبهـــــذا المعنى فـ :«الخبز الحافي، 1982» لمحمد شكري، ليست مجرد سيرة شخصية، أو سيرة للشقاء الفردي أو الحضيض الاجتماعي الذي ارتفع الكاتب منه، بمقدار ما هي سيرة للشقاء البشري عموماً، وتبيان كيف «يخرج الحي من النتن والمتحلل» ص/8/.
قد تكون الرواية سيرة ذاتية شخصية، كما في رواية حنا مينه «بقايا صور، 1975»، وكما في رواية محمد شكري الآنفة ذكراً، وقد تكون السيرة الذاتية هي العنصر الأبرز، كما يمكن أن نقرأ في كثير من الروايات العربية، مثل «الزمن الموحش، 1973» لحيدر حيدر، وقد تكون الرواية سيرة ذاتية- عائلية كما في رواية «صدقي اسماعيل، 1924-1972»، «العصاة، 1963»، وقد تكون الرواية سيرة ذاتية لمجموعة بشرية خلال جيل واحد، أو فترة زمنية محددة، كما في رواية حسيب كيالي، 1924-1992 «مكاتيب الغرام، 1956» أو كما في رواية فتحي غانم، 1924-2003 «الرجل الذي فقد ظله»، وقد تكون الرواية سيرة داخلية لحياة ومعاناة داخلية لمشكلة حضارية- تاريخية- اجتماعية، كما في روايتي «قنديل أم هاشم، 1939» ليحيى حقي 1905-1992، و«موسم الهجرة من الشمال، 1965» للطيب الصالح، حيث تعرض هاتان الروايتان سيرة المثقف العربي في لقائه مع أفكار ونمط حياة الغرب الأوروبي الحديث خلال النصف الأول من القرن العشرين، وبدهي أن الروايتين تعرضان كذلك سيرة داخلية- ذاتية لصاحبهما، مثلما تقدمان سيرة عامة للمجتمع العربي وهو يعاني هذه القضية إياها.
ثلاثية حنا مينه السيرية (بقايا صور- 1975، المستنقع- 1977، القطاف- 1986)، مثلاً، تروي سيرة طفل يكتشف العالم مع تفتح وعيه الذاتي، مثلما تروي في الوقت نفسه سيرة بلاد- مجتمع يكتشف وعيه وينفتح على العالم الحديث وعلى أفكاره وقضاياه، وكما يكتشف الطفل في الرواية الحب والفقر والسياسة، فإن بلاداً ومجتمعاً يكتشفان هذه القضايا والأفكار والأوضاع.
تروح الرواية وتجيء ما بين العام والخاص، ما بين الفردي والجماعي، ما بين الواقع والمخيلة، مثلما تروح وتجيء ما بين السيرة الذاتية والسيرة الاجتماعية، بحيث يصبح الخاص عاماً، ويصبح العام خاصاً، بحيث تصبح السيرة الذاتية رواية عامة، وتصبح الرواية سيرة ذاتية، وهذا التحليل، إذا ما أخذنا به، يضعنا وجهاً لوجه أمام مشكلة مشروعية، أو إمكانية تقسيم الرواية، أو تصنيفها إلى رواية سيرية، رواية اجتماعية، رواية تاريخية، رواية عاطفية، رواية سياسية.. الخ، كما يفعل بعض النقاد، ومن جهتي أعتقد أن هذا مجرد «خطأ نقدي شائع».
لكن، في هذه الحالة، ما هي الحدود ما بين الرواية والسيرة الذاتية، ما هي نقاط الاتصال، وما هي نقاط الانفصال، أو بتعبير أدق، ما هي النقاط الفاصلة- الواصلة ما بين هذين النوعين من الكتابة؟! وهل تكون الرواية المسماة «رواية سيرية» هي النوع المعروف في النقد الأدبي الألماني برواية «سنوات التعلم» أو «سنوات التربية».
تكاد الرواية أن تكون خيالاً في خيال، مع الحفظ الواجب لعلاقة الخيال بالواقع، فالرواية قد تكون «سرداً متخيلاً» كما قد يرى بعضهم، أما السيرة الذاتية فتكاد أن تكون «حقائق عيشت» أو معاشة، إنها «سرد استرجاعي لحياة مضت» لكن من يستطيع الادعاء أن الخيال- الرواية- مقطوع الصلة من الواقع في جذوره وفروعه ومكوناته؟! وبالمقابل من منا يستطيع القول ان عملية «الاسترجاع للحقائق»، في السيرة الذاتية، لا تحتوي أي عنصر من عناصر التخييل، أو من عملياته وآلياته؟! فهل تقوم السيرة الذاتية- حقاً على حقائق معيوشة فقط؟! أليس الخيال هو القوة، أو الآلية التركيبية «العظمى» التي تقوم عادة بإعادة تركيب الحقائق وترتيبها ووصلها وفصلها وإعادة تقديمها أو «إعادة بنائها»؟!.
قد لا تتقيد الرواية بمكان وزمان وتفاصيل حياة كاتبها، في حين قد تتقيد السيرة الذاتية بذلك، لكن هذه العناصر السيرية مبثوثة في ثنايا العمل الروائي، فرواية «جمال الغيطاني» الزيني بركات، 1976 مثلاً تجري أحداثها في زمن المماليك وقاهرتهم العتيدة، لكن قارىء الرواية يقرأ فيها زمن جمال عبد الناصر في الستينيات من القرن العشرين، وربما يقرأ فيها بغداد ودمشق، مثلما يقرأ القاهرة، وربما يقرأ فيها القارىء زمنه ونفسه، مثلما يقرأ زمن المماليك وزمن عبد الناصر وزمن جمال الغيطاني الشخصي، على الرغم من كل «قناع التغريب» الذي ترسمه لغة الرواية وزمنها وشبكة علاقاتها وشخصياتها التاريخية المملوكية، ذلك أن هذه الرواية هي في حقيقتها «سيرة ذاتية» لكل فرد يعيش في مجتمع قمعي استبدادي- تجسسي دميم، مثلما هي رواية وسيرة ذاتية لجمال الغيطاني.
قد لا تتقيد الرواية بضمير المتكلم، كما في كثير من السير الذاتية، فالرواية تكتب عبر مختلف الضمائر، مفردة ومتمازجة، كما قد لا تتقيد الرواية بزمن شخصي محدد أو «استرجاع ماضٍ» كما قد تفعل السيرة الذاتية، لكن الحقيقة - فيما يبدو - ان العمل الفني يتجاوز كل هذه الفروقات والحدود والتعريفات، فكل عمل فني هو تخط لحدود جنسه، مثلما هو إعادة تأسيس لهذه الحدود، كل عمل فني هو تجاوز للحدود والأجناس، هو تنافذ ورحلة ذهاب واياب ما بين كل الأجناس الأخرى، ومن هنا يصح الكلام عن شعرية الرواية وملحميتها وسيرية الرواية، وسردية الشعر العظيم، أو رواية السيرة.
رواية توفيق الحكيم (1898-1978) «عودة الروح 1933» هي سيرة ذاتية خاصة- عامة- وملحمة، مثلما هي سيرة روائية، أو رواية سيرية لـ «محسن وعائلته» مثلما هي سيرة ذاتية لـ «مصر»، وربما كان هذا ما دفع طيب الذكر جمال عبد الناصر 1918-1970 للإعجاب بها، ومن يدري فقد يكون جمال عبد الناصر رأى في «عودة الروح» شيئاً من سيرته الذاتية، فأحبها، مثلما رأى فيها شيئاً من سيرة مصر وسيرة توفيق الحكيم.
بالطبع، من التعسف في النقد، مثلما هو من التعسف في القراءة ان يقال: هذه الشخصية في هذه الرواية هي زيد من الناس أو عمرو في الحياة المعيوشة وان نجيب محفوظ هو كمال عبد الجواد- فقط -، وقد وجه الكثير من النقد لكثير من القصص والروايات على هذا الأساس، كما حدث لرواية حيدر حيدر «الزمن الموحش» وبعدها رواية هاني الراهب «بلد واحد هو العالم، 1985» وقبلهما رواية «مكاتيب الغرام» لحسيب كيالي، حيث كان هناك إمكانية للمماثلة بين شخصيات الرواية المصورة وشخصيات معروفة في الوسط الثقافي، وقبل ذلك كان الرسام الروسي «ليفيتان» قد عتب على صديقه «أنطون تشيخوف، 1860-1940» لأنه -كما رأى الرسام- قد صور «حياتهم» الخاصة في احدى قصصه «اللعوب»، لكن المشكلة تبقى أبعد من ذلك، فيما أرى، فالمشكلة، في رأيي، تكمن في علاقة المخيلة والفن أو الكاتب أو المنتج خصوصاً، بالواقع عموماً، لكن تلك مشكلة أخرى كما يقال.
مشكلة الرواية السيرية أعقد من ذلك، وتجري في غير هذه الأماكن، فالروائي قد يستخدم سيرته الذاتية، أو قد يستخدم خيوطاً منها في نسيج عمله الروائي، ولكن مجرد استخدامه خيوط سيرته الذاتية في عمل فني، حتى ولو كان سيرة ذاتية، ينزع عنه صفة الذاتية ويحول العمل الفني من عالم الذاتية الخاصة إلى عالم المخيلة والفن والاستعارات عموماً، وخيط السيرة الذاتية، أو سير الآخرين من معارف وأصدقاء، أو من شبكة علاقات الكاتب الحياتية، إنما تصبح خيوطاً في نسيج المخيلة، نسيج العمل الفني واستعارته ودلالاته.
ومن هنا تصبح الرواية، أو السيرة الذاتية، أو أي كتاب عملاً فنياً جديداً أعادت المخيلة نسجه وأعطته دلالة أخرى بواسطة «الحقيقة» التي أعيد نسجها عبر الخيال واللغة وطرائق السرد وأساليبه ومجمل الاستعارات والبناءات المتولدة عن ومن هذه العملية الفنية، وبهذا المعنى فإن روايات «جبرا إبراهيم جبرا 1924- 2000» وعالمها الفني، هي سيرة ذاتية لرحلة الكاتب الحياتية- الفكرية، الشخصية من لاجىء فلسطيني فقير الى «عائش في أجواء عراقية- ليبرالية- حداثية- برجوازية خاصة في وسط يريد أن يكون حديثاً أوروبي الطابع»، ربما بذلك يصح القول: إن رؤية الراوية، أو العالم الروائي، سواء أكان سيرياً أم تخيلياً، هي التي تشير الى مضمر السيرة الذاتية للروائي، وليس مجرد تشابه الأحداث والأشخاص والأقوال في الرواية مع ما يماثلها في الواقع المعيوش، ولهذا تبدو مثل هذه المطابقة، على الرغم من إمكانها أحياناً، عملاً متعسفاً، وغير ذي جدوى من وجهة نظر الفن والنقد، وربما القراء ممن لا يعرفون شخص الكاتب، أو شبكة علاقاته الحياتية أو اليومية، أو لا يعرفون مجتمع الكاتب وثقافته أصلاً.
قد يربط بعضهم الرواية السيرية بطفولة الفن الروائي أو بعدم نضج الكاتب، وتاريخ الرواية العربية يغري يمثل هذا الربط، قد يكون ذلك صحيحاً، وقد لا يكون، فثمة أعمال ناضجة تستخدم السيرة الذاتية، وقد أشرنا الى بعضها كثلاثيتي نجيب محفوظ وحنا مينه، وموسم الهجرة الى الشمال للطيب الصالح، وثمة أعمال من بداية نشوء الفن الروائي تستخدم السيرة الذاتية، وقد سبق ذكرها أيضاً، إلا ان هناك أعمالاً «بدائية» تستخدم السيرة، وثمة أعمال ناضجة أيضاً لا تبدو فيها واضحة السيرة الذاتية، كما في رواية «الوقائع الغريبة لاختفاء سعيد أبي النحس المتشائل، 1982»، لاميل حبيبي، وفي كل الأحوال، من الواضح أن تأثير ومسار السيرة الذاتية يبدو واضحاً وناشزاً في كثير من الروايات العربية، وهذا من بعض مظاهر السلبية، إن لم نقل الضعف والتعثر في الرواية العربية.
خلاصة القول: ليس هناك حدود واضحة أو فروق دقيقة بين السيرة الروائية والرواية غير السيرية، وإن وجدت هذه الحدود في السيرة الذاتية تحديداً والقائمة بشكل مباشر على استرجاع حياة شخص ما، وبين الرواية التي لا تتقيد بتفاصيل و«حقائق» حياة الفرد، أو سيرته الذاتية، لكنها تحتويها وتعيد تركيب وترتيب ونسج حياة الفرد وأحداثها وعلاقاتها في بناء متخيل وجديد، على الرغم من أن مواده منسوجة من خيوط الواقع، والرقعة المنسوجة قد تشابه الواقع، لكنها ليست الواقع، إنه بناء جديد أخذت حجارته من ركام قصر آخر فصار بناء جديداً، وبعض النقاد- القراء، يرى في القصر الجديد مواد وملامح القصر القديم، وبعضهم قد لا يرى ذلك، وربما لا يهمه كل ذلك، ما يعنيه هو فقط- هذا القصر- الرواية- الجديدة ومدى فنيته وجماله وإمكانية سكناه والتمتع في «أبهائه».
تبقى مسألة أخيرة، وكان بالإمكان أن تطرح منذ البداية:
ما هي الرواية السيرية، أي:
ما تعريفها وما حدودها؟!
ربما كان طرح مثل هذه الأسئلة من مخلفات الماضي، فالحدود الفاصلة ما بين الأنواع الأدبية غير موجودة، حتى يمكن «الحد» وقضية «نقاء» الأجناس الأدبية لا تقل خطأ عن قضية «نقاء الأعراق والثقافات» والأجناس الأدبية تعيش على حدود بعضها وما بين بعضها بعضاً، والقارىء أو الناقد هو الذي يعطي هذا التحديد أو ذاك، حسب موقعه وموقفه وثقافته، وبهذا المعنى نستطيع أن نقرأ «الخبز الحافي، 1982» لمحمد شكري على أنها رواية، ورواية سيرة وسيرة ذاتية.. وعلى أنها مجرد كتاب ممتع.
خلاصة القول: ما تزال السمة «السيرية» واضحة وبارزة في الرواية العربية، وبهذا المعنى فهي أكثر من مجرد «التضمين الفني»، شبه الحتمي في الرواية لبعض جوانب سيرة الكاتب الشخصية، هذا التضمين شبه الحتمي الذي يحتويه الفن الروائي بطبيعة، وطبيعة المخيلة وآلية عملها، والمسألة أن هذه السمة السيرية الذاتية ما تزال تبدو غضة وفجة في كثير من الروايات العربية، دون أن يستوعب «عامل» السيرة الذاتية بشكل فني مقبول، أي دون «تمثل» هذا العامل تمثلاً روائياً- فنياً.
محمد كامل الخطيب
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد