تقارير دولية تحذر من انهيار الخدمات الصحية بقطاع غزة
حذرت منظمة الصحة العالمية ومسؤول بالأمم المتحدة من تداعيات خطيرة نتيجة الانهيار الحاد في قطاع الخدمات الصحية بقطاع غزة، جراء الحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني.
وعبر ماكس غيلارد، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في "الأراضي الفلسطينية المحتلة"، عن القلق إزاء الآثار التي يخلفها الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة على القطاع الصحي، وجدد مطالبته برفع الحصار، كما دعا إلى "ضرورة فتح المعابر المؤدية إلى غزة."
وقال غيلارد، في تصريحات نقلتها إذاعة الأمم المتحدة، إن "الحصار يؤثر على النظام الصحي، وبشكل أوسع على صحة ورفاه الشعب على المدى البعيد، فالأطباء والممرضون والفنيون لم يتمكنوا من الخروج من غزة منذ فترة طويلة لتلقي التدريبات الضرورية."
وأضاف المسؤول الأممي أن "الكثير من البنية الأساسية للمستشفيات والعيادات الطبية قد دمرت في العملية العسكرية الإسرائيلية قبل عام"، في إشارة إلى عملية "الرصاص المصبوب"، التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة أواخر العام 2008 ومطلع العام الماضي.
كما أشارت إذاعة المنظمة الدولية إلى أن الأمم المتحدة وجمعية وكالات التنمية الدولية، التي تمثل أكثر من ثمانين منظمة غير حكومية، قد عقدتا مؤتمراً صحفياً في مستشفى "الشفاء" بغزة الأربعاء، بهدف "إلقاء الضوء على آثار الحصار على القطاع الصحي."
من جانب آخر، قال تقرير لمنظمة الصحة العالمية حول الواقع الصحي في الأراضي الفلسطينية، إن "الأحداث الأخيرة في قطاع غزة، أدت إلى تدهور خطير في ظروف معيشة المواطنين الصعبة أصلاً، وزادت من انحسار النظام الصحي الضعيف."
وذكر التقرير أن "الإغلاق المفروض على غزة منذ منتصف عام 2007، وحتى آخر هجمة عسكرية إسرائيلية في الفترة بين 27 ديسمبر/ كانون الأول 2008 و18 يناير/ كانون الثاني 2009، أدى إلى التدهور الحاصل حالياً في محددات الصحة البيئية والاقتصادية والمجتمعية."
وأوضح التقرير أن "كثير من العلاجات الطبية الخاصة، مثل عمليات القلب الجراحية، وعلاج بعض أنواع السرطان، غير متوفر في غزة، وعليه فإن المرضى يتم تحويلهم للعلاج في مستشفيات خارج غزة، ولكن قوبلت طلبات تصاريح السفر لكثير من المرضى بالرفض أو التأخير من قِبل السلطات الإسرائيلية، ما أدى إلى تفويت جلسات العلاج."
وبحسب التقرير، فقد تقدم المرضى بنحو 1103 طلبات للسلطات الإسرائيلية، من أجل الحصول على تصريح لاجتياز معبر إيريز، خلال ديسمبر/ كانون الأول الماضي، مشيراً إلى أنه تم رفض أو تأخير نسبة تصل إلى أكثر من 21 في المائة من هذه الطلبات.
وأشار التقرير، وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إلى وفاة اثنين من المرضى وهما ينتظران إحالتهما للعلاج، أحدهما في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والآخر في الشهر التالي، كما توفي 27 مريضاً، وهم بانتظار التحويل إلى الخارج منذ بداية العام 2009.
ورصد التقرير حالة لفتاة فلسطينية، تُدعى فداء طلال حجي، تبلغ من العمر 19 عاماً، تم تشخيص حالتها المرضية في عام 2007 على أنها مصابة بسرطان الغدد اللمفاوية "داء هودجكن"، وكانت تتلقى العلاج في مستشفى الشفاء بغزة، ولكن صحتها تدهورت وتم إخبارها أنها بحاجة إلى عملية زراعة نخاع عظمي.
وبين التقرير أن إمكانيات هذه العملية غير متوفرة في غزة، وقام الأطباء المتابعين لحالتها بتحويلها للعلاج في إحدى المستشفيات داخل إسرائيل، وتم تحديد أكثر من موعد لإجراء العملية، ولكنها فشلت في الحصول على موافقة السلطات الإسرائيلية للسماح لها بالمرور عبر معبر "إيريز"، حتى وفاتها.
وفيما ذكر تقرير منظمة الصحة العالمية أن فداء توفيت بتاريخ 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2009، فقد أشار إلى أن السلطات الإسرائيلية وافقت على طلبها في اليوم التالي، أي بعد مضي ثلاثة أيام على موعد دخولها المستشفى.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد