بشكيك تطمئن واشنطن على قاعدتها
هددت سلطات قرغيزستان الجديدة بتوقيف الرئيس المطاح به كرمان بيك باكاييف الذي تضاربت الروايات حول ما إذا كان ينوي الاستقالة أم لا، وذلك في وقت أكدت فيه رئيسة الحكومة الانتقالية روزا أوتونباييفا التزامها بالاتفاقات التي تحكم قاعدة ماناس المؤجرة من واشنطن التي أبدت دعمها لهذا البلد، الذي دفن أمس ضحايا الاشتباكات وقد بلغ آخر تعداد لهم 81.
وقالت أوتونباييفا إن حكومتها تواجه ضغطا شعبيا متزايدا لتوقيف باكاييف الذي أطيح به وفر الأربعاء الماضي إلى مسقط رأسه جلال آباد جنوبا.
وتحدثت عن مذكرات اعتقال بحق أعوان وعائلة باكاييف الذي "يجب أن يخضع لمحاكمة حقيقية"، وقالت إن حكومتها لن تستخدم القوة لتوقيفه فـ"هناك طيف من الخيارات" لكنه "يضيق أكثر فأكثر".
وعرضت السلطات سابقا ضمانات على باكاييف مقابل استقالته، وقالت أوتونباييفا إن دستورا سيصاغ خلال ستة أشهر وتنظم انتخابات جديدة.
لكن مسؤولا رفيعا في الحكومة الانتقالية هو عمر بيك تيكباييف لوّح أيضا بالقوة إذا "زعزع" باكاييف الاستقرار.
ونُقل عن باكاييف أكثر من تصريح بخصوص خطواته القادمة، إذ نقلت عنه رويترز من جلال آباد رفضه القطعي للتنحي، وإنْ عرض محاورة الحكومة الانتقالية "على الرغم من أنها غير شرعية".
لكن إنترفاكس الروسية نقلت عن نيوزويك الروسية استعداده للاستقالة مقابل ضمانات، حيث قال "نعم أنا جاهز إذا أرادوني أن أستقيل، لكنني لا أعرف علامَ أحصل في المقابل".
واتهم باكاييف جهات خارجية لم يسمها بالضلوع في ما جرى، ودعا إلى نشر قوة سلام أممية حتى لا تنزلق قرغيزستان إلى الفوضى، ونفى أن يكون أمر قواته بإطلاق النار على المتظاهرين أمام القصر الرئاسي، وأبدى قبوله لجنة تحقيق مستقلة يمتثل لقرارها إذا وجدته مذنبا.
وحذر باكاييف -الذي كان يتحدث إلى رويترز شرط ألا يكشف مكان تواجده- من أن محاولة تصفيته "ستُغرق قرغيزستان في حمام دم"، لأن أنصاره لن يسمحوا بذلك.
وقال إن الحكومة الانتقالية التي تقودها امرأة وساعدته في الوصول إلى السلطة في 2005، لم تتصل به بعد.
لكن مبعوثا لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا تحدث عن لقاء بين الطرفين لم يعلق على نتائجه.
وتخشى الحكومة الانتقالية تحول تجمع شعبي تقليدي -يسمى محليا الكورولتاي- لتعيين حاكم مؤقت لجلال آباد، إلى اشتباكات بين أنصار السلطة الجديدة ومؤيدي باكاييف.
وأعلن عميد مجلس أعيان جلال آباد تأجيل الانتخابات "احتراما للحداد".
وأبدت روسيا دعمها للسلطات الجديدة في بشكيك حيث توجد قاعدتان روسية وأميركية.
وقالت أوتونباييفا سابقا إن رئيس وزراء روسيا فلاديمير بوتين اتصل بها واستفسر عن الأوضاع وعرض العون، وأبلغته هي بالحاجة إلى مساعدات لدعم اقتصاد البلاد سيبحثها موفد لها إلى موسكو.
وقال مسؤول روسي هذا الأسبوع إنه يجب أن تكون في قرغيزستان قاعدة واحدة هي القاعدة الروسية "كانت".
وتعهدت السلطات الجديدة باحترام الاتفاقات التي تحكم القاعدة الأميركية، لكن البنتاغون أعلن تعليقا مؤقتا للرحلات منها إلى أفغانستان لدواع أمنية، بقرار من قائد المنشأة التي عبرها الشهر الماضي وحده 50 ألف جندي من قوات التحالف الدولي في أفغانستان.
وقالت الخارجية الأميركية إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تحدثت إلى أوتونباييفا لتبلغها دعم واشنطن، وتعرض المساعدة الإنسانية، وتبحث الحاجة إلى إعادة الاستقرار في المنطقة.
وكانت قاعدة "ماناس" حسب متحدث أميركي بين أمور أثيرت في النقاش، وتلقت كلينتون تطمينات بأن السلطات الجديدة ستلتزم بالاتفاقيات التي تحكم القاعدة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد