تداعيات صفقة روبرت مردوخ مع الوليد بن طلال على الثقافة العربية

25-04-2010

تداعيات صفقة روبرت مردوخ مع الوليد بن طلال على الثقافة العربية

الجمل: تحدثت التقارير والمعلومات عن صفقة الملياردير "اليهودي" الأميركي روبرت مردوخ مع الملياردير "المسلم" السعودي الوليد بن طلال, والتي قامت بموجبها شركة نيوز كورب التابعة لروبرت مردوخ بشراء حصة من أسهم شركة روتانا غروب التابعة للوليد بن طلال: ما هي خلفيات وأبعاد وتداعيات هذه الصفقة؟

سردية صفقة روبرت مردوخ-الوليد بن طلال
تقول المعلومات التي أوردتها المصادر الأميركية وعلى وجه الخصوص شبكة إي بي سي نيوز, وصحيفة وول سالوليد بن طلال إلى اليمين  وروبرت مردوخ إلى اليسارترييت جورنال التابعة للوبي الإسرائيلي وجماعة المحافظين الجدد, بأن الملياردير اليهودي الأميركي روبرت مردوخ قد وقعت شركته نيوز كورب عقدا تم بموجبه شراء 9,1% من أسهم شركة روتانا غروب التابعة للملياردير العربي الوليد بن طلال, وإضافة لذلك أكدت التقارير والمعلومات بأن قيمة الصفقة قد بلغت 70 مليون دولار أميركي وأضافت التقارير والمعلومات بأن شركة نيوز كورب التابعة لليهودي الأميركي روبرت مردوخ قد حصلت على حق المضي قدما في خيار تعزيز موقعها داخل شركة روتانا غروب بشراء 18,2% من أسهم الشركة خلال الـ18 شهر القادمة, وذلك وفقا للمزايا التفضيلية التي منحها العقد لشركة نيوز كورب.
أكد خبراء وكبار مسئولي شركة نيوز كورب بأن عقد الصفقة مع شركة روتانا غروب سوف يمنح شركة نيوز كورب قدرة أكبر في تعزيز وتطوير أنشطتها الإعلامية في أسواق الشرق الأوسط والتي برغم هشاشتها فقد شهدت خلال السنوات الأخيرة اتساعا هائلا في البرامج والفضائيات التلفزيونية, وفي هذا الخصوص فقد تحدث اليهود الأميركي جينيس مردوخ (ابن روبرت مردوخ) والذي يتولى منصب رئيس مجلس الإدارة والمشرف على عمليات شركة نيوز كورب الإعلامية في القارة الأوروبية والآٍسيوية قائلا بأن شركة روتانا غروب الإعلامية العربية تمثل لاعبا شرق أوسطيا رئيسيا في الساحة الإعلامية الشرق أوسطية ونحن في شركة نيوز كورب نأمل في أن نعمل ونتعاون معا.
منح عقد الصفقة شركة نيوز كورب مقعدان في مجلس إدارة شركة روتانا غروب وذلك على حد تصريحات اليهودية الأميركية أليس مكاندرو التي تتولى منصب المتحدثة الرسمية باسم شركة نيوز كورب.

الصفقة وخلفيات "الترويض": الملياردير الوليد بن طلال
من المعروف سلفا أن الملياردير السعودي الوليد بن طلال, والمنحدر من أم سليلة أسرة لبنانية مسلمة سنية عريقة, يعتبر من أكبر المستثمرين العرب في الأسواق الأميركية, وبحسب آخر الإحصائيات التي نشرتها مجلة فوربز عن تراتبية أثرياء العالم, يحتل الوليد بن طلال المرتبة 22 في سلم تدرج أثرياء العالم, وتشير معلومات البورصات والأسواق المالية إلى أن الوليد ابن طلال من المستثمرين في شركة سيتي كول المصرفية المالية الأميركية وشركة آبل إينكوربريشن الأميركية وغيرها, وإذا كانت التقارير الإعلامية العربية قد اهتمت بصفقة شراء اليهودي الأميركي الملياردير روبرت مردوخ لبعض الأسهم في شركة روتانا غروب التابعة للملياردير العربي الوليد بن طلال فإن علاقة الوليد بن طلال بروبرت مردوخ هي أقدم من ذلك, وفي هذا الخصوص نشير إلى المحطات الآتية في علاقة الطرفين:
• يمتلك روبرت مردوخ شركة نيوز كورب والتي من أحد فروعها شبكة فوكس نيوز المشهورة ببرامجها وتقاريرها السياسية والاقتصادية والفنية والثقافية الداعمة لإسرائيل, وجماعة المحافظين الجدد وجماعات اللوبي الإسرائيلي وجماعات المسيحية الصهيونية, وتقول معلومات البورصات والأسواق المالية بأن الوليد بن طلال يمتلك وحده 7% من أسهم شركة نيوز كورب وذلك بما يضعه في مرتبة ثاني أكبر مالك لشركة نيوز كورب بعد اليهودي الأميركي روبرت مردوخ الذي يعتبر مالكها الأول.
• توجد علاقات تعامل وثيقة سابقة بين شركة روتانا غروب وشبكة فوكس نيوز التابعة لشركة نيوز كورب, نالت روتانا بموجبها حق الوكالة الحصرية الشرق أوسطية لنشر وتوزيع الأفلام والمواد الإعلامية التي تقوم بإعدادها وبثها شبكة فوكس نيوز.
علاقة روبرت مردوخ-الوليد بن طلال لا يمكن القول بأنها بدأت بالصفقة الحالية وذلك لأنه كما هو واضح تجد جذورها العميقة في استثمارات الوليد بن طلال في الأسواق الأميركية بما أدى إلى نشوء شبكة من المصالح بين الشريكين, وما كان لافتا للنظر في تاريخ استثمارات الوليد بن طلال أنه بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر ضد أميركا قد قدم هدية بمبلغ 10 مليون دولار تبرعا منه لأميركا والأميركيين عن الانفجارات, وحينها تحدثت أجهزة الإعلام عن الصدمة القاسية التي تعرض لها سمو الأمير الوليد بن طلال عندما رفض عمدة نيويورك "رود غولياني" استلام الهدية, وما كان مأساويا تمثل في أن أجهزة الإعلام قد نقلت مشهد سمو الأمير وهو ينظر بتأثر بالغ وحزن عميق لأنقاض أبراج التجارة العالمية بعد انهيارها, قائلا بأن ما حدث يمثل جريمة فظيعة, وعلى ما يبدو لم يكن سمو الأمير يعلم مدى الفظاعة التي سوف يعامله بها زعيم اللوبي الإسرائيلي رود غولياني الذي كان يتولى منصب عمدة نيويورك, عندما أعلن بصلافة عمياء عن رفضه لاستلام هدية وتبرع سمو الأمير السعودي الوليد بن طلال.

روبرت مردوخ في الشرق الأوسط: ماذا تقول النوايا والمخططات؟
تحدثت بعض التقارير والتحليلات قائلة بأن اليهودي الأميركي الملياردير روبرت مردوخ-إمبراطور إعلام اللوبي الإسرائيلي في العالم- قد ظل لفترة طويلة وهو أكثر اهتماما بنشر قدراته الإعلامية في منطقة الشرق الأوسط, وذلك بما يتيح له القيام بشن العمليات الحربية الإعلامية النفسية, بما يسير جنبا إلى جنب مقدما المساندة والدعم للعمليات الحربية العسكرية التي تقوم بشنها إسرائيل, وبكلمات أخرى فإن الآلة الإعلامية التي يملكها روبرت مردوخ هي الموازي الداعم والمساند للآلة العسكرية التي تملكها إسرائيل.
أشارت التحليلات إلى أن إسرائيل وإن كانت تتمتع بالتفوق النوعي في الميزان العسكري الشرق أوسطي فهي تعاني من عدم التفوق النوعي في الميزان النفسي الشرق أوسطي, وقد أدى هذا إلى ظهور ما يمكن أن نطلق عليه تسمية فراغ "القوة النفسية" الإسرائيلية, وأضافت بعض التحليلات إلى أن هذا الانكشاف قد ألحق ضررا بالغا بإسرائيل, في المنطقة والعالم, وفيضيوف الملكة رانيا ملكة الأردن هذا الخصوص أشارت التحليلات إلى الوقائع الآتية:
• قبل اندلاع حرب صيف عام 2006م مع حزب الله اللبناني كانت إسرائيل قد رسمت نفسها إعلاميا باعتبارها "الضحية" التي تسعى إلى تخليص جنودها وحماية نفسها من "الجلاد" حزب الله اللبناني, وعلى هذا الأساس حسب الإسرائيليون موقفهم على أساس أنه يجمع بين التفوق النفسي والتفوق العسكري, وقاموا بشن عدوانهم ضد لبنان, وفي مجرى الحرب تغيرت الصورة تماما حيث أصبحت إسرائيل في نظر العالم هي الجلاد, الأمر الذي أدى تغير الموازين, بما أدى بدوره إلى تزايد ضغوط الرأي العام العالمي على الأميركيين والإسرائيليين بشكل تزامن مع تزايد خسائر الإسرائيليين, بما دفع إسرائيل إلى الانسحاب والخروج من لبنان ومواجهة الهزيمة كأمر واقع.
• قبل اندلاع حرب قطاع غزة ( نهاية 2008 / مطلع 2009 ), المعروفة باسم عملية الرصاص المسكوب, كانت إسرائيل قد رسمت نفسها إعلاميا باعتبارها "الضحية" التي تسعى إلى تخليص جنديها "جيلعاد شاليط" من براسن "الجلاد" حركة حماس, والذي لم يكتف بالإمساك بجيلعاد شاليط وحسب وإنما ظل يطلق عليها نيران الصواريخ المهددة لسكانها المدنيين ومنشآتها المدنية يوما يعد يوم, ثم على أساس اعتبارات التفوق النوعي العسكري والتفوق النوعي النفسي, قامت إسرائيل بشن عدوانها العسكري ضد قطاع غزة, وفي مجرى الحرب انقلبت الصورة وأصبحت إسرائيل في نظر العالم هي الجلاد والمجرم الحقيقي في المنطقة, الأمر الذي أدى إلى دفع الإسرائيليين التراجع والقبول بالهزيمة دون تنفيذ أهداف العدوان, وأعقب ذلك أن واجهت إسرائيل ليس سخط الرأي العام العالمي وحسب, وإنما تقارير منظمات حقوق الإنسان ومذكرات التوقيف القضائي للعديد من رموزها السياسيين.
هناك وقائع كثيرة أخرى مماثلة يمكن الإشارة إليها, وحاليا فهناك العديد من المنظمات التطوعية غير الحكومية التي سعى الإسرائيليون وجماعات اللوبي الإسرائيلي لإقامتها بما يتيح لهم تعزيز قدرات إسرائيل النفسية, ضمن محورين هما:
- المحور الأول: إغراق الرأي العام الأميركي والأوروبي بسيل المعلومات المغلوطة التي تشوه صورة العرب والمسلمين وغيرهم من خصوم إسرائيل.
- المحور الثاني: إغراق الرأي العام الأميركي والأوروبي بسيل المعلومات المغلوطة التي تعزز صورة إسرائيل واليهود وأصدقاء إسرائيل باعتبارهم يمثلون قوى الخير والفضيلة في هذا العالم.
إن تقدم إمبراطور الإعلام الأميركي-الغربي, اليهودي الأميركي الملياردير روبرت مردوخ نحو منطقة الشرق الأوسط, هو تقدم أشبه بالعملية العسكرية الإسرائيلية فهو يتم على محورين, تماما على غرار نظرية المسارين التي ظلت تعتمدها إسرائيل, فمردوخ وإن كان قد بدأ تقدمه عبر بوابة سمو الأمير الوليد بن طلال فإن مردوخ نفسه قد بدأ تقدما آخر ضمن بوابة أخرى, وهي بوابة صاحبة الجلالة الملكة رانيا "الأردنية الفلسطينية الأصل" زوجة العاهل الأردني الملك عبد الله وحتى لا نُتّهم بالافتراء والكذب في حق الملوك نشير إلى مجلة هلو ماغازين والملف الخاص للملكة رانيا الذي تحتفظ به والذي يتضمن بين صفحاته صور الحفاوة البالغة التي وجدها الملياردير اليهودي الأميركي والممثلة نيكول كيدمان وزوجها كيث أوربان وهوغ جاكمان وزوجته الممثلة ديبورا لي فورنيس وإيفانكا ابنة الملياردير دونالد ترومب عندما كانوا في زيارة للأردن بضيافة جلالة الملكة رانيا.
بعد حملة "العلاقات العامة" التي نجح من خلالها روبرت مردوخ من فتح نافذتين لولوج منطقة الشرق الأوسط, فإن التوقعات والتسريبات تقول بأن روبرت مردوخ سوف يبذل قصارى جهده في استخدام الموسيقا العربية والدراما العربية والسينما العربية من أجل شن واحدة من أكبر العمليات النفسية الإسرائيلية في الشرق الأوسط, وفي تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي, وذلك بما يتيح للثقافة الليكودية أن تمسك بزمام المبادرة والسيطرة في المسرح الثقافي النفسي الشرق أوسطي, وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن روبرت مردوخ سوف يسعى إلى تبني مشروع ثقافي عدواني من أول مهامه الميدانية استهداف الدراما السورية والتي نجحت خلال السنوات الأخيرة في تعزيز الشعور القومي العربي, واستطاعت أن تملأ الفراغ الذي حدث ففي هذا الجانب بعد تراجع الدراما المصرية بدءا من لحظة التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد وبدء التطبيع المصري مع إسرائيل والذي أعقبته محاولة التطبيع الأردني مع إسرائيل وما شابه ذلك, ومن هنا علينا أن نفهم أن خبرة شبكة فوكس نيوز في المواد الدرامية والسينمائية بمختلف أنواعها سوف تأتي هذه المرة عبر بوابة تطبيع روبرت مردوخ-الوليد ابن طلال والتي سوف تسعى إلى بث المواد التطبيعية إلى كل بيت وكل أسرة وكل غرفة في العالمين العربي والإسلامي, وهذه المرة لن تكون هذه المواد التطبيعية في المواد الدرامية الأميركية التي عربتها ودبلجتها روتانا, وإنما في المواد الدرامية التي سوف تقوم بإعدادها روتانا, وتحت إشراف خبراء اللوبي الإسرائيلي في مجال الدراما, وعلينا أن نتوقع بأن تكون هذه المواد الدرامية مأخوذة من الواقع وتنطق باللغة المحكية المحلية الشامية والمصرية والسعودية واليمنية وهلمجرا.. بما يمكن أن يؤدي إلى إنتاج المزيد من نجوم الشاشة, على غرار النجوم الذين سبق أن أنتجتهم روتانا, وإن اختلف النجوم الجدد اللاحقين عن السابقين فإن الفرق سوف يتمثل في مدى قبول هؤلاء النجوم الجدد على أداء الأدوار الدرامية التطبيعية, أما أداءهم للأدوار التي قد تخدش الحياء العربي والإسلامي فهو أمر سوف يرتبط بمدى قدرة خبراء اللوبي الإسرائيلي الدراميين في توسيع ضمير هؤلاء النجوم الجدد بما يقبل ذلك, ونحن واثقون من نجاحهم في ذلك بفضل التسهيلات والإغراءات والمزايا التي سوف تقدمها شركة سمو الأمير المحترم روتانا غروب.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

التعليقات

للأسف .. كان عنوان يختصر ما بجعبتي من كلام و يا حسرةً على أمةٍ أعزها الله بالإسلام فأغنى نفراً من هذه الأمة وبجهالةٍ منهم يضعوننا أسفل أحذية أناس تضمر الشر والعدوان والبغض والكراهية لهذه الأمة . كلام اختصرت فيه أسفي على ملياردر يدعى مسلم ولكن لا بشركته إسلام ولا باتفاقيته هذه محبة لدينه وإسلامه . وانا إن كنت إسفه فأنا فعلاً إسفة على لقباً قِيل قبل أسمه إلآ وهو الملياردر المسلم .. أسفاً عليك . وآخر كلامي لن أشتم ولن أدنئ من مقامي ولن أصل إلى أسفل القاع من أجل غرض دنيا ولكن كلمتي هي عسى أن يرد الله كيد من ضمر لنا الشر في نحره ولن ينجح بعون الله في بسط مكيداته وسمومه في إعلامنا العربي . فكما قال أحد الأخوة الكرام الإعلام العربي قد تشبع وكلنا الآن قوة ، و إن لم نكن قوةً مادية فنحن بفضلٍ من الله قوة نفسية عظيمة أعزنا الله بالإسلام ورُبط جأشنا بهدي الهادي بن عبدالله .

يترافق هذا الخبر مع خبر إطلاق تلفزيون اسرائيلي ناطق بالعربية و موجه للمشاهد العربي. لا أدري إن كان يحق لنا أن نحاجج الأمير وليد بن طلال لهذه الشراكة. فالرجل شخصية عابرة للهوية بامتياز و لا يجب أن يعاد الى قمقم العروبة المرتبك و الذي زاده ارتباكا سؤال ما زال برسم العروبيين و هو : هل العروبة تعني أن العربي اولى بلحم أخيه العربي ؟؟ لأنه في هذه الحال فإن الجميع بات يتمنى ان تبتلعه أية آفة على ان يبقى حبيس الاحباطات المزينة بالحلم الوطني. نحن نعرف من هو مردوخ و نعرف ان إذلال أمريكا يعني إذلال كل رؤوس المال العربية التي تحيا في الاقتصاد الأمريكي.الاقتصاد الذي يزداد شباباً باحكام سيطرته على مستقبل الشعوب. ليس الوليد بن طلال من يلام. فمجرد جردة حساب لدمشق عاصمة ثقافية يمكن القول أن من احياها هم يهود اوروبا و العالم. و ليس لدينا اعتراض ما دام كاثوليكيي اوروبا و علمانييها لا اعتراض لديهم على هذا الاحتكار للتاريخ و كتابته و كأن أوروبا خارج اليهودية ريف ينتج الدجاج و البيض. لا تعترض سوريا على النهج الاقتصادي الذي صممته العبقريات اليهودية في أمريكا و فرضته على اوروبا حتى وصل الأمر بدولة مثل اليونان الى ان تطالبها ألمانيا بأن تبيع أرضها لسداد الديون الناتجة عن انصياع اليونان للتبشير الألماني بأوروبا اقتصادية حرة موحدة, لا أدري إن كان الاسرائيلي في القدس أشد شراسة في نزع الملكيات الشخصية و تجييرها لمشروع الحلم الصهيوني لا ندري إن كان أكثر شراسة من بعض ما نراه من انتزاع الملكيات الشخصية و تجييرها لأبطال التجارة السوريين من المسلمين الخالصين أباً عن جد. ألم تتسلى و لا تزال بعض القوى في سوريا في لعب نفس الألعاب التي يلعبها موردوخ و سورس و غيرهما ؟ مدفوعة بنشوة الشعور بسلطة المال و قدرته على امتلاك الجميع و إن اختلف الثمن ؟ فقام السوريين بنسخ و تقليد كل شكل من أشكال الخباسة التي يتحدث عنها المقال أعلاه : جوائز خلبية و مؤسسات لاستقطاب المواطنين و تهيئتهم ليكونوا الأمناء على مصالح طيبقة المال و الأعمال في سوريا. ألم يتم ترويض الممثل و الصحفي و الرسام و الراقص و المعارض و الأصولي ليكونوا حاملي عرش الاقتصاد الذي لم نفهم حتى اللحظة كيف يمكن ان تتسق أساليبه و طرائقه و تطلعاته مع بقية القيم الملحة على سوريا اليوم مثل قضية الدفاع عن الوطن و تحمل تبعات المواطنة . ما الذي تريد ان تفعله روتانا و اسرائيل و لم يفعله الموظفون الفاسدون في سوريا ؟ هل هذه الجوائز الدرامية و التشريفات و الصحافة المأجورة لتزيين أسوار المدينة بابتسامات الفنانين و الفنانات كانت لصالح بناء الوطن ؟ و ما الذي ستهدمه روتانا و من وراءها و من معها أكثر مما يخربه التهافت على ألقاب توزع بالمجان على صفحات الجرائد المملوكة لأخلص المخلصين للدولة ؟؟؟ من المضحك أن هؤلاء المخلصين و المتمتعين بحسنات ولائهم للوطن سوريا قد انجزوا ما تعجز روتانا على انجازه. الوليد يشهر سلاح التطبيع, و الرجال السوريين يسعون الى اغلاق سوريا و تحويلها الى منتجع اقتصادي و سياحي يستضيفون فيه من هم أكثر طموحاً من موردخ. مستثمرين ليس أحسن إيمانهم اليهودية و لا أكبر أحلامهم اسرائيل. مستثمرين يضعون قدم في سوريا و أخرى في نيو يورك و يضعون ****** في كل القاموس الوطني المشرف

مردوخ يغني لنا روتانا التي طالما أنهكتنا ببرامجها التي لا تغمض الجفون من هولها وجمالها، روتانا التي طالما جلدتنا بحوارات ونقاشات مثيرة عن الجنس، والحرية، والمرأة، وفتحت النار على المحرمات العربية، وقدمت لنا سذاجاتنا على أنها خرجت لتوها من كرنفال الأوسكار. روتانا التي ذبحت على شاشاتها المزينة بشعارات حمراء وخضراء وصفراء ذوقنا العام، وتركت لنا نافذة وحيدة للتراث لاكته طوال سنواتها المديدة، وعرّفتنا دون التفاف على أجساد من رخام، وأوات تصعد من البطن على الحلق، وأفخاذ تسلب العيون قبل الآذان. روتانا بغنائها و( كليباتها ) العاتية، بالسينما المكررة التي مرغنا بها أحلامنا زمن القنوات الأرضية، وتلذذنا بفاتناتها في سهرات الخميس، واحتكمنا إلى أهلنا في شتم العري والرقص، الماجنات، وفي سرنا كنا نحلم بلقطة خارج الرقيب والمقص، أو قبلة من نور الشريف على شفاه النجمات والزوجات والعشيقات، هذا من زمن فتى الشاشة، ووحش الشاشة، و( كازانوفا ) العرب. روتانا بالحلال والحرام، باستقبالات الحرملك للرجال الساخطين على ذكورتهم، والنساء الساخطات على أنوثتهن، الحرملك الهارب من سنوات الحرمان، إلى عصر الانفتاح على الممنوع، وهذيان القابعين بينهما، هنا تعدت هالة سرحان على الحقيقة الإعلامية، ورمت ببشاعة وراء ظهر الكاميرا الجريئة براءات فتيات استخدمن للصفقة. في روتانا قدم المائعون ثقافتهم، وقلدوا حفلات البث على قنوات ( الهوت برد ) بلغتنا..بلغتهم، استعاروا منها أرديتهم ولسانهم وصدور مقدماتهم، وسراويل المذيعات العابرات، والمذيعون المتزنرون بلكناتهم، وأحاديثهم المحشوة بمفردات الاعتذار واللباقة والكياسة والتحضر. رغم كل ما فعلته بنا تلك القنوات العربية، قبلناها لأنها من نتاج أيدينا وجديدنا، قبلناها على علاتها، قبلناها في صدر بيوتنا، تمايلت النسوة على إيقاعاتها في المطابخ، ألبست الأبناء (بناطيلها وتنانيرها)، وعلمت جيلاً كاملاً كيف يمكن أن تغني محطة على إيقاع هابط بينما الطائرات تعلن موسم الدماء في جنوب لبنان وبيروت، وكيف تتعانق ( الكليبات ) الماجنة بينما يدق شارون بحذائه أعناق الفلسطينيين المدافعين عن الأقصى، كيف تنهال القبلات في أضوائها وبغداد تتداعى أمام ضربات البارجات والمارينز، وكيف يتقلد المغامرون الجوائز والفوسفور يحصد الصغار في أحياء غزة...رغم ذلك هي فعلتنا ونقبلها. الآن... تكتمل اللعبة التي كانت كالعادة من خلف ظهورنا المنحنية، تأتي الصفقة المقدمة لبيعنا، لبيع ما لملمته روتانا من تاريخنا، وبيع ما شتتته منا، ما أبقت عليه منا، روبرت مردوخ اليهودي وضع يده على عشرها، على عشرنا، في الصفقة التي تهيأ للتسعة أعشار المتبقية منها وليس منا، وربما في حفل قريب سيرقص بانحناءات (الحيط )المقدس علينا، نحن (الغوييم) الآخرين ممن لا أصل لنا، لا قدسية للحمنا ودمائنا سوى ما يمكن أن يصير حساء في فطير صهيون. سوف ندعو لزمن مضى، لأيام زمان، لروتانا زمان، سنرثي أيام روبي وهيفاء ونانسي، ويخرج من بيننا نحن( الغوييم) سلالات تقدس التفاهات الأولى لعصر روتانا، وتصلي للذاهلين من الرقص المبدع لمرودوخ القادم إلينا من شاشاتنا الخضراء، من عباءاتنا، من لون بشرتنا المحروق وعرقنا المتعفن، سوف نذكر بكثير من الشكر أياماً خلت، سقى الله أيام القنوات التي لا تصل سوى عبر هوائيات الأسطح الفقيرة، سنلعن العلم الذي لم يخدمنا إلا (بالدشات)، والأقمار الصناعية التي لا ترسل إلينا سوى هويتنا الجديدة، وموبايلات الثريا، والمحمول المتجول، وانترنت الدردشة، والمواقع التي تجعلنا ساخطين على الذاكرة والخصوصية والهوية. مردوخ اللعين سيرقص في عَشرته، ويخطب فيها، ويبث فيها من حصته ما يجعل دائرتنا أضيق من شوارع المدينة القديمة... في حصة مردوخ سنرى قدساً جديدة، حوارٍ يسكنها شباب مجدولي الشعر، وقبعات لا تغطي الرأس، وأقصى محاط من فوقه ومن تحته ومن جهاته إن بقيت بأحفاد القتلة..مردوخ يرقص بيننا..لنا. عبد الرزاق دياب قاسيون

روبرت مردوخ مسيحي اوسترالي وليس اميريكي و لا يهودي , الرجاء من كاتب المقال مراعاة الدقة

يا سادة راس المال جبان جدا.. و لايعترف بالهوية أو الجنسية أو الحدود.. هذه قاعدة ذهبية تصلح لكل زمان و مكان .. و لو تعمقنا في قراءة التاريخ جيدا لوجدنا أن صراع رأس المال كان موجودا منذ مقتل هابيل .. فقد كان دافع قتله اقتصاديا في الدرجة الأولى.. و في كل الأحداث التاريخية التالية نجد أن صراع راس المال كان موجودا بأشكال متعددة.. حتى أننا نجده في صلب تأسيس الديانات و المذاهب و الأوطان و القوميات.. و بإسقاط ما سبق على دخول مردوك إلى سوقنا الإعلامية نرى أن سوقنا الإعلامية كانت و مازالت و ستبقى عرضة لغزوات راس المال ..و الذي سيلعب الدور المهم ( بطبيعته ) في تهديم الروح المعنوية العربية و لا أجد مثالا أنصع من قنوات إم بي سي و قناة العربية ، هذا من جهة .. و من جهة أخرى لو كانت هذه القنوات لا تجلب الربح لأصحابها لوجدناهم قاموا بتصفيتها و إغلاقها فورا.. إذن دخل مردوخ أساسا ليربح .. و من ثم ليؤثر ( إن استطاع ) .. و أي خلل في أحد طرفي هذه المعادلة سيجعله يخرج من السوق غير آبه لما سيحدث بها .. حاله مثل حال أي تاجر خسر في صفقة تجارية ما .. و هو سيخرج خاسرا غير مؤثر ، و غير مأسوف عليه.. و الأسباب عديدة .. منها حالة التخمة التي وصل إليها إعلامنا العربي من القنوات الموجودة و التي تبث كل شيء مسموح ببثه .. و منها أيضا وصول الإعلام الإخباري المرئي و المقروء عربيا إلى حالة الإنتباج بسبب التكرار و التقليد و عدم وجود أفكار جديدة ستجعل من القنوات الإخبارية التقليدية الكبرى الموجودة على الساحة كالجزيرة و العربية تبقى مسيطرة بنسب متفاوتة (و هي هنا لصالح الجزيرة طبعا ..) و لن يكون من السهل منافستها على المدى القريب و المتوسط .. أما عن دور الأثرياء العرب و الحكومات العربية و دعمها لمردوخ أو من عدمه .. فهذا أمر أصبح مكشوفا و معروفا و لا يشكل قلقا البتة من الناحية النفسية.. فالمشاهد العربي وصل إلى مرحلة متقدمة من الوعي و الفهم لما يجري من حوله.. و لن يكون صعبا عليه أن يكشف الحيل و الألاعيب الجديدة.. لأن عريهم وصل إلى ورقة التوت .. و بالنسبة للرأي العام العالمي الذي من المفترض أنه لصالح اسرائيل فيمكن القول هنا أنه لم يعد بالإمكان أحسن مما كان .. فصورة اسرائيل اهتزت نهائيا .. و لن تتحسن أبدا .. و ليس أمامها حل إلا البحث عن سلام حقيقي واضح يتم فيه إرجاع كل الحقوق العربية .. بمعنى أخرسقوط دولة اسرائيل( التقليدية ) و قيام اسرائيل جديدة متعايشة و متصالحة مع ذاتها و مع جيرانها ( و هذا سيؤدي إلى إنهيارها تدريجيا مع الزمن كما حدث لدولة الصليبيين في القدس و التي جاء صلاح الدين ليدق أخر مسمار في نعشها ) أما عن الدراما السورية.. فستبقى الدراما السورية على المنظور المتوسط المدى متربعة على عرش قلوب العرب بلا منازع.. و سبب ذلك بسيط جدا و هو ... أنه لا يوجد بدائل قادرة على المنافسة بنفس القوة و الاستمرارية و القبول من المشاهد العربي ككل .. فالدراما الخليجية الصافية أو المطعمة بالنجوم العرب ستبقى حبكتها أسيرة المجتمعات الخليجية و لن تستطيع الخروج منها أبدا.. و السبب نفسي اجتماعي جماهيري بحت .. و الدراما المصرية تعيش حالة اختناق عجيب يجعلنا نشفق عليها.. و نجومها مجّهم الشارع العربي من زمان .. و لا تلوح في الأفق أية بوادر إنعاش .. أما المنافس الأقوى ( حاليا ) على الساحة العربية هي الدراما التركية المدبلجة بلهجة سورية .. و من واقع التجربة الشخصية لي و للكثير ممن حولي أجد أنها تشكل في صيرورتها حالة من ( الموضة ) التي ستفقد قوة دفعها بالتقادم لامحالة .. إذا لا خوف من وجهة نظري على الدراما السورية.. إن التفوق الأمريكي ( الكلاسيكي ) على العالم أصبح من مخلفات الماضي .. و أميركا تعي أنها دخلت مرحلة الإنعاش في هذا المجال و تعي أكثر أنها صامدة حتى الأن لأن الأخرين يريدونها صامدة فقط لا غير .. و لا مصلحة حقيقية لهم في سقوطها .. انكشفت عورة أمريكا مرة و إلى الأبد .. و ظهرت هشاشة نظمها التجارية ( على قوتها ) و ستبدأ بلاشك بالتراجع رويدا رويدا ( اقتصاديا ) أمام زحف صيني روسي هندي برازيلي منظم .. لن نفرح كثيرا بهذا الكلام .. لأن أميركا من وجهة نظري لن تسقط مثلما سقط الإتحاد السوفييتي و لكن دورها سيضعف إلى أن يخبو بريقه نهائيا .. فالقوة العسكرية الجبارة التي تتمتع بها أميركا هي ضعيفة جدا لا بل هشة جدا أمام المتحولات الجارية في العالم اليوم .. و اهتمام قادتها يتوجه إلى أمور أخرى ( غير كلاسيكية ) معظمه داخلي .. واليوم يسود على لسان مواطني دول الغرب تساؤل مهم و هو : و ماذا بعد ؟ مالذي سيحدث مستقبلا ؟ في الواقع لايمكن لأحد الإجابة بدقة عن هذه السؤال .. هل هي حرب كونية تحصد أرواح مئات الملايين كي يبدأ العالم بدورة اقتصادية جديدة ستنتهي حكما بعد بضع عشرات السنين !! و سنعود بعدها إلى حالة مشابهة لما نحن عليه اليوم ؟ هل هي سيادة منطق اللاقوة و اللاغالب و اللا مغلوب .. بل المصلحة البشرية العليا في كوكب نظيف متقدم تقينا !!! هل هو اكتشاف علمي مذهل ( مثل الوصول إلى مستويات لامتناهية من السرعة في الخلاء ) سيغير طريقتنا في النظر إلى الحياة مرة و إلى الأبد .. لا أحد يدري ماذا يخبئه لنا المستقبل .

عائلة مردوخ http://www.kittybrewster.com/ancestry/murdoch.htm أما أحد مشاكل المسألة اليهودية فتعود الى جذر ماركسي حيث يعرف ماركس اليهودي بالانتهازي الذ يعبد المال و يوطن الشرور اللازمة لفرض سيطرته. و بغض النظر عن العنف في التعريف. إلا ان هذا يجعل من معظم رجالات الأعمال في سوريا يهود وفق الفتوى الماركسية. و مشكلة التعريف هي عقائديته التي تجزم ان اليهودية شر مطلق. و يمكن بملاحظة الشارع المسلم و المسيحي العربي و العالمي ان نجد ان الخنزير خنزير و لو كان من سليل النور. لهذا لا اعتراض على الوليد بن طلال إلا بقدر الاعتراض على كل النخب الاقتصادية التي تؤسس لعبادة الاقتصاد الفاشيستي. و السؤال هو هل سنهاجر من خيمة روتانا لنعيش في مخالفات وزارة الاسكان , أم نهرب من العرقية اليهودية لنعيش في الغيتوهات المغلقة على بعضها في وطننا الأم حيث بات الانقسام الطائفي على أشده حتى باتت المدارس و رياض الأطفال بل و حتى المشافي و العيادات تهندس و تتموضع لتخدم الانقسام المذهبي. التغلب على روتانا او موردوخ او اسرائيل يكون بالتغلب على السلوك المتصهين.

اسرائيل المعزولة والمهزومة عسكرياً ونفسياً والتي بنت جدراناً ومدت اسلاك شائكة على حدودها لتكون دلائل تؤكد أن القادة الصاينة ومواطنيهم يعانون على الصعيد النفسي ويلجأون إلى العزلة وإذا أضيف إلى ذلك إصرار قادتها على أن تتضمن أي تسوية مع العرب مبدأ يهودية اسرائيل يتكشف القلق الاسرائيلي من الذوبان في المحيط الاجتماعي ولفظ الأجنبي والغريب عن المنطقة.ومن البديهي وكالعادة سيحاول الصهاينة حول العالم وصهاينة العرب إعادة التوازن للكيان الاسرائيلي الذي يعرج ويكاد أن يسقط ليس بفعلنا وإنما بعرجه الذي تزيده التوازنات الدولية والاقليمية عرجاً حتى فقد القدرة على السير.

اسرائيل ستتكلم العربية و على الفضائيات. و لكن علاقتنا بها مثل اليان و اليانغ , الأرض بتتكلم عربي و لكن تفكر صهيونياً. و هذا سيعيدنا الى الدجاجة و البيضة : هل اللغة قبل أم المنطق.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...