انتقادات عربية لموراتينوس: «يبيعنا كلاماً» وينحاز لاسرائيل

12-05-2010

انتقادات عربية لموراتينوس: «يبيعنا كلاماً» وينحاز لاسرائيل

لا تخفي الأوساط الدبلوماسية العربية في بروكسل، مشاعر «الإحباط والاستياء الشديد»، التي تنتابها ازاء الرئاسة الاسبانية للاتحاد الاوروبي. يذهب بها ذلك حد القول ان زيارة وزير الخارجية الاسبانية، ميغيل انخيل موراتينوس، التي بدأت أمس الى المنطقة، هي زيارة «بيع كلام معسول للدول العربية بعدما باع اسرائيل الافعال». وهي زيارة ترى أن هدفها الاساسي «تأمين الحضور والدعم العربي» لقمة الاتحاد من اجل المتوسط المفترض انعقادها الشهر المقبل في برشلونة.
وقال مصدر دبلوماسي عربي في بروكسل لـ«السفير»، إن الرئاسة الاسبانية مررت اتفاقيات وقرارات «منحازة» لاسرائيل، وهي ذاتها التي كانت عارضتها الرئاسة السويدية السابقة للاتحاد. ويلفت المصدر الى أن مجلس الشؤون العامة للاتحاد الاوروبي أحال الاسبوع الماضي اتفاقية «مطابقة المعايير ودخول السلع الاسرائيلية الى الاسواق الاوروبية» الى البرلمان الاوروبي للموافقة عليها. وتوقع ان يتم الموافقة عليها «بسهولة» بعدما أقرها المجلس في آذار الماضي. هذه الاتفاقية تتبنى جميع المنتجات الصناعية الاسرائيلية بوصفها مطابقة للمعايير الاوروبية. وللتدليل على «الشكوك» ازاء مواقف الدبلوماسية الاسبانية، يشير المصدر الى أن الاتفاقية الصناعية «تم تمريرها بسهولة بعدما وضعتها الرئاسة الاسبانية على جدول اعمال مجلس الشؤون العامة للاتحاد الاوروبي تحت بند المواضيع التي ليست بحاجة الى نقاش، علما أن الرئاسة السويدية للاتحاد كانت قد حالت دون اقرارها بعدما رفضت ادراجها على جدول اعمال المجلس».
وكانت الرئاسة الاسبانية فعلت المثل عبر تمريرها الاتفاقية الزراعية مع الحكومة الاسرائيلية، والتي تفتح اسواق أوروبا أمام المنتجات الزراعية الاسرائيلية. وتأتي الشكوك حيال الرئاسة الاسبانية للاتحاد من كون «المواقف المنحازة لاسرائيل وسياساتها المتطرفة لا تأتي من دولة اوروبية شمالية أو شرقية بل من الدبلوماسية الاسبانية التي تقدم نفسها كصديقة للقضايا العربية ويقف خلفها وزير خارجية ضليع بدقائق قضايا المنطقة».
ونقل موقع صحيفة «هآرتس» الإلكتروني عن موراتينوس، الذي يزور إسرائيل لتسلم دكتوراه فخرية من جامعة بن غوريون في بئر السبع، أنه «يوجد عدو واحد لنا جميعاً، أوروبيون وفلسطينيون ودول عربية وإسرائيل وهو الإسلام السلفي».
وأضاف لدى تطرقه إلى «الإسلام المتطرف» أنه «أصبح الأمر أصعب للتوصل إلى السلام اليوم مما كان في مؤتمر مدريد لأن جهات أخرى دخلت على الصورة».
وتعتبر الاوساط الدبلوماسية العربية في بروكسل المواقف الصادرة عن وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان بمثابة «تحدّ لقمة الاتحاد من أجل المتوسط»، بعدما أعلن اصراره على حضور القمة رغم المعارضة العربية الشديدة لحضوره، وهو ما تراه تلك الاوساط استمرارا في تمادي السياسة الاسرائيلية رغم «مسلسل» الاغراءات التي تقدمها له الرئاسة الاسبانية للاتحاد الاوروبي.
وقال ليبرمان من طوكيو «انوي المشاركة وساكون هناك. نحن لا نفرض انفسنا لكن ليس من حق احد ان يفرض علينا تشكيلة الوفد الاسرائيلي»، وتابع ليبرمان «مع الاسبان تمكنا من التوصل الى افكار مبتكرة وكنا مرنين جداً»، معتبرا ان «المشكلة لم تعد الآن بيننا وبين سوريا ومصر بل بين اسبانيا وسوريا ومصر. انها صفعة موجهة الى اسبانيا».

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...