لقاء عباس - ميتشل لم يشهد تقدماً أو اختراقاً

20-05-2010

لقاء عباس - ميتشل لم يشهد تقدماً أو اختراقاً

انتهى لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل في رام الله أمس من دون تحقيق أي تقدم أو اختراق في المفاوضات غير المباشرة التي يرعاها ميتشل بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وامتنع ميتشل عقب انتهاء اللقاء عن تقديم أي إيجاز للصحافيين أو الرد على اسئلتهم، لكن مسؤولين فلسطينيين أكدوا أن المفاوضات «ما زالت في البداية، ومن غير المتوقع أن تشهد أي اختراق في هذه المرحلة».

وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عقب اللقاء إن الجانب الفلسطيني «لا يتفاوض مع الجانب الإسرائيلي، وإنما مع الجانب الأميركي». وأضاف: «نحن لم ولن نسأل السيناتور ميتشل عما يدور بينه وبين الجانب الإسرائيلي، لأن هذه محادثات تقريبية، وتتم مع الجانب الأميركي وفق جدول أعمال متفق عليه».

ولفت إلى أن «المحادثات تنصب في هذه المرحلة على الحدود والأمن». وقال إن عباس «قدّم للمبعوث الأميركي لائحة بالانتهاكات الاسرائيلية التي حدثت منذ المرة الأخيرة التي زار فيها ميتشل البلاد». وأوضح أن «اللائحة تضمنت قيام مستوطن إسرائيلي بقتل طفل فلسطيني في السادسة عشرة من عمره في منطقة رام الله قبل أيام، وقيام الجيش الإسرائيلي أمس بقتل مواطن في غزة، إضافة إلى الاعتداءات والاستفزازات والاستيلاء على الأراضي والتوسع الاستيطاني».

غير أنه أكد أن عباس «يحرص على نجاح مهمة ميتشل»، داعياً الجانب الإسرائيلي إلى إعطاء المبعوث الأميركي الفرصة التي يستحقها. وأضاف: «نحن قررنا منح المبعوث الأميركي فرصة النجاح التي يستحق، ونأمل من إسرائيل ان تقدم له الفرصة أيضاً».

وأوضح أن الجانب الفلسطيني يأمل من واشنطن «أن تلزم إسرائيل بالكف عن الممارسات الاستفزازية من اقتحامات واعتقالات واستيطان وفرض حقائق على الأرض، أو التصريحات بالغة الخطورة التي لاحظناها الأسبوع الماضي من قبل أكثر من مسؤول إسرائيلي»، في إشارة إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وأقطاب حكومته عن استمرار البناء الاستيطاني في القدس الشرقية ونية الدولة العبرية الاحتفاظ بالمدينة كاملة في إطار اي اتفاق. وأضاف عريقات: «نأمل أن تستغل كل لحظة في الأشهر الأربعة من عمر المحادثات وصولاً إلى تحديد حدود الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967... سنستمر في محادثاتنا مع السيناتور ميتشل، وسنبذل كل جهد ممكن لإنجاح هذه المهمة».

ورجح مسؤولون فلسطينيون أن لا تسفر المحادثات التقريبية عن تقدم ملموس، مشيرين إلى تعنت الحكومة الإسرائيلية. وقال مسؤول رفيع: «نحن نعرف أن الجانب الإسرائيلي لن يقدم أو يتقبل أية اقتراحات عملية للحل السياسي، لذلك نتطلع إلى قيام الادارة الأميركية بلعب دور أكثر تأثيراً عبر تقديم اقترحات للحل، وفي حال رفض إسرائيل التجاوب معها، التقدم وفرض حل على الجانبين وفق الشرعية الدولية».

ورأى أن «هذا يبدو المخرج الوحيد من المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية التي انطلقت قبل نحو عقدين من الزمن من دون أن تحقق الهدف الذي أرادها العالم أن تحققه، وهو إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدس إلى جانب إسرائيل».

وعقد ميتشل عقب لقائه مع عباس لقاء مفصلاً مع عريقات تناول تفاصيل الموقف الفلسطيني. وكان ميتشل عقد سلسلة لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين قبل أن يصل إلى رام الله، بينهم نتانياهو ووزير الدفاع إيهود باراك. ومن المقرر أن يغادر إلى واشنطن ليعود بعد التشاور مع طاقمه في شأن ما سمعه من الجانبين عن رؤية كليهما للحل.

وفي واشنطن (أ ف ب) ناقش الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد ظهر أول من أمس مع أربعين عضواً يهودياً في الكونغرس الأميركي عملية السلام في الشرق الأوسط وأمن إسرائيل وملف العقوبات على إيران. وأعلن البيت الأبيض أن الاجتماع بين أوباما وهؤلاء الاعضاء استمر لمدة ساعة ونصف الساعة.

وأضاف أن بين المواضيع التي طرحت «المعلومات الأخيرة المتعلقة بالمفاوضات غير المباشرة» التي استؤنفت بين الإسرائيلين والفلسطينيين في إطار الجهود التي تبذلها إدارة أوباما لاستئناف عملية السلام في الشرق الاوسط. واوضح أن المحادثات تناولت أيضاً ملف أمن إسرائيل، خصوصاً طلب أوباما من الكونغرس 205 ملايين دولار إضافية كي تتمكن إسرائيل من الحصول على نظام حماية من صواريخ «حزب الله» من لبنان وصواريخ حركة «حماس» من غزة.

وأشار إلى أن المحادثات «تناولت أيضاً إعلان مجموعة الست مشروع قرار لفرض عقوبات على إيران في الامم المتحدة»، واصفاً هذه المحادثات بأنها «بناءة». وأكد أن وجهات نظر جميع المشاركين كانت متطابقة حيال «الالتزام بالسلام وبأمن إسرائيل وبالشرق الأوسط». وبين المشاركين في المحادثات عضوا مجلس الشيوخ برباره بوكسر وديان فينستين وكذلك السيناتور المستقل جوزف ليبرمان.

محمد  يونس

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...