أمريكا: تحقيقات بضلوع جنود بقتل مدنيين أفغان
أكدت مصادر عسكرية أمريكية أن عشرة عناصر من الجيش الأمريكي في أفغانستان يخضعون لمتابعة مكثفة حالياً، بعد أن باتوا المدار الأساسي لتحقيقات جنائية تتعلق بقتل ثلاثة مدنيين أفغان عمداً، واستخدام مخدرات والقيام بعدة نشاطات غير مشروعة.
والجنود يتبعون اللواء الثاني في الجيش الأمريكي، وقد ذكر مصدر عسكري أن قتل المدنيين جرى في حوادث منفصلة، مضيفاً أن أحد الجنود هو من كشف القضية أمام القيادة العسكرية التي بدأت التحقيقات قبل فترة، علماً أن المشتبه بهم يواصلون أداء مهامهم في أفغانستان، باستثناء عنصر واحد موقوف رهن التحقيق.
وبحسب المصدر فإن الجيش الأمريكي سيعلن نتائج التحقيقات بعد انتهائها، خاصة وأن القائد الميداني في أفغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستال، كان قد شدد على اعتبار أرواح المدنيين الأفغان أولوية قصوى لواشنطن.
ولفت المصدر إلى أن الوحدة العسكرية التي يتبع لها الجنود داخل اللواء الثاني، وهي الكتيبة الثانية، كانت مدار بحث طويل ضمن أروقة وزارة الدفاع الأمريكية، لأنها عانت من أكبر الخسائر خلال المعارك الأخيرة في أفغانستان، وقد رجحت التحقيقات أن سبب ذلك يعود إلى تركيز أفرادها على القتال دون تبني قواعد ماكريستال الجديدة حول الاستراتيجية المضادة للإرهاب.
ونقلت تقارير أن قائد الكتيبة في أفغانستان عزل مؤخراً أحد قادة الوحدات بسبب الخسائر الكبيرة في صفوف عناصره، ولكن العناصر قالوا إن القائد المعزول كان محبوباً جداً، وأعادوا الخسائر التي تعرضوا لها إلى قلة التدريبات.
وكان الجيش الأمريكي قد أعلن الأسبوع الماضي أنه فتح تحقيقاً جنائياً مع عدد من جنوده العاملين في أفغانستان، للاشتباه في أنهم مسؤولون عن قتل مدنيين أفغان، ومخالفة القواعد العسكرية المعمول بها في مناطق النزاعات والاعتداء والتآمر.
وذكر البيان أن التحقيقات بدأت في وقت مبكر من مايو/ أيار الجاري، بعد تلقي "معلومات ذات مصداقية" حول الواقعة من جنود بنفس الوحدة العسكرية.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أكد مسؤول محلي بالحكومة الأفغانية أن قوات التحالف أطلقت النار على عدد من المدنيين في قرية "كوشكاك"، بولاية "نانغهار" شرقي أفغانستان، أواخر الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل تسعة مدنيين على الأقل.
إلا أن قوات المساعدة الأمنية "إيساف"، التابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، قالت إن أفراد من القوات الدولية وجنود أفغان تبادلوا إطلاق النار مع مجموعة من المسلحين، خلال حملة أمنية بمنطقة "سرخ رود"، وذكرت أن المعركة أسفرت عن مقتل قيادي رفيع بحركة "طالبان"، وعدد آخر من مسلحي الحركة.
يُشار أن العمليات التي يذهب ضحيتها مدنيون، تجلب الكثير من الانتقادات للقوات الأمريكية والدولية، وكذلك الحكومة الأفغانية، في الوقت الذي يسعى فيه التحالف الدولي لحشد دعم الشعب الأفغاني في القتال ضد مسلحي طالبان والجماعات المسلحة الأخرى في الدولة الآسيوية المضطربة.
وبرغم تراجع حوادث سقوط مدنيين بنيران القوات الدولية في الآونة الأخيرة، إلا أن تلك الحوادث أدت إلى توتير العلاقة بين أفغانستان والدول الغربية، التي تساهم بقوات عسكرية للتصدي لمقاتلي طالبان منذ إسقاط الحركة أواخر عام 2001، كما أثارت استياء الشارع الأفغاني.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد