إسرائيل تلتف على دعوات رفع الحصار

11-06-2010

إسرائيل تلتف على دعوات رفع الحصار

سعت إسرائيل، أمس، إلى الالتفاف على التحركات الدولية لتخفيف الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة، باشتراطها السماح لمنظمة الصليب الأحمر بزيارة جنديها الأسير جلعاد شاليت قبل إجراء أي تغيير في الوضع القائم في القطاع، في وقت أشار وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إلى أنّ المقترحات الأوروبية لتخفيف الحصار عن غزة، ومنها مراقبة السفن الوافدة إلى الناشطون من حركة «غزة الحرة» أمام مكتب النائب الأميركي الديموقراطي براد شيرمان في مبنى الـ«كابيتول هيل» في واشنطن بعدما دعا إلى «محاكمة أي أميركي يقوم بجهود لمساعدة أي منظمة إرهابية» في إشارة إلى المساعدات الموجهة إلى غزةقطاع والإشراف على معبر رفح، لا تلقى نجاحاً، مشيرا الى اعتراضات مصرية على التواصل الغربي مع حركة حماس.
وقال كوشنير، في تصريحات على هامش مشاركته في المنتدى الاقتصادي للدول الأميركية في مونتريال، إنّ إسرائيل متحفظة على فكرة تولي الاتحاد الأوروبي تفتيش السفن المتوجهة إلى قطاع غزة. واعتبر أنّ الآلية المقترحة في هذا الإطار «لا تلقى نجاحا كبيرا في الوقت الحاضر». كما أبدى تشاؤمه حيال فرص القبول باقتراح أن يتولى الاتحاد الأوروبي الإشراف على معبر رفح، موضحاً أنّ «أصدقاءنا المصريين لا يريدون أن نتكلم مباشرة مع حماس».
وأضاف «ما زلنا ندرس عدداً من الخيارات الأخرى مع شركائنا الأوروبيين والأطراف المعنية»، مشيراً إلى أن حكومته « تبقى اتصال مباشر بشأن هذا الموضوع مع السلطة الفلسطينية، وأيضاً مع السلطات الإسرائيلية والمصرية، وتواصل الاستماع إلى قلق» هذه الأطراف.
اما في اسطنبول، فقد اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في كلمة ألقاها أمام الاجتماع الثالث لوزراء خارجية منتدى التعاون التركي - العربي، إنّ «على الدول العربية أن تتخذ مزيداً من المبادرات لحل مشكلة غزة عبر الطرق الدبلوماسية»، مشدداً على أنه «لا يمكن للسلام والاستقرار أن يحلا وغزة تحت الحصار».
وأضاف «إننا نواجه انتقادات صارمة عندما نرفع صوتنا ضد الظلم ومعارضة أي نوع من الإرهاب وإرهاب الدولة»، متسائلاً «هل يجب أن نبقى صامتين ضد الهجمات على السفن التي انطلقت من تركيا لتحمل ناشطــين من 32 دولة ينقلون مواد إغــاثة فقط؟ وهل يجب علينا أن نغمض أعيننا عن جريمة في المياه الدولية؟ وهل علينا أن نبقى صامتين ضد الممارسات غير الإنسانية في فلسطين؟ ألن يكون ذلك تأييداً لإرهاب الدولة وتحملاً للممارسات غير القانونية؟».
من جهته، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن بلاده تتوقع من جامعة الدول العربية الاستمرار في دعمها في ما يتعلق بالهجوم على «أسطول الحرية»، مشدداً على «أهمية ضمان استقرار فلسطين في أقرب وقت ممكن».
واعتبر داود أوغلو أنّ الاعتداء على «أسطول الحرية» شكّل علامة فارقة جديدة في المنطقة، مشيراَ إلى انه «رغم الأبعاد الخطيرة للهجوم على السلام والأمن الإقليميين، إلاّ أن هذا الحادث شكل في الوقت نفسه فرصة لإعطاء شكل لنظام إقليمي». وشدد الوزير التركي على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني كرد مباشر وفوري على الهجمات الإسرائيلية.
من جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، في بيان، إنّ «الشرط الأدنى لرفع الحصار يتمثل في السماح للصليب الأحمر بأن يزور شاليت بانتظام»، معتبراً أنه «ما دام هذا الشرط لم يستوف فلن يكون هناك أي مبرر لتغيير الوضع».
ورداً على بيان ليبرمان، قال المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري إنّ «موضوع شاليت مرتبط بقضية الأسرى الفلسطينيين»، معتبراً أنّ «ربط الاحتلال موضوع الحصار بقضية شاليت هو محاولة للتضليل والتفاف على الجهــود الدولية لكسر الحصار، لكننا واثقــون من أن هذه التصريحات لم تعد تجدي، وأن الحراك الدولي والشعبي سيستمر حتى كسر كل أشكال الحصار».
وفي نيويورك، قال مندوب دولة غربية عضو في مجلس الأمن الدولي إن بريطانيا، ومن خلال اللجنة الرباعية، تنظر في إجراءات جدية لتخفيف الحصار عن غزة وبطريقة تسمح بدخول البضائع إلى القطاع بشكل منتظم عبر البر وليس البحر، في ضوء اعتراض اسرائيل على تشكيل قوة بحرية دولية لتفتيش السفن المتوجهة للقطاع. وفيما أشار إلى أنّ هناك خططاً جدية الآن للاتفاق على نظام توافق عليه الرباعية لمراقبة معبر «كارني» الإسرائيلي، أكد أنّ النقطة الأهم هي القيام بذلــك من دون تقــوية حركة حماس، مشيراً إلى أن هذا الأمر مهم جدا للسـلطة الفلسطينية.
وألمح المندوب الغربي إلى أنّ موضوع التحقيق الدولي في جريمة «أسطول الحرية» يبدو معلقاً في الحاضر، ما يشير إلى اقتراح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تشكيل لجنة تحقيق خماسية تتمثل فيها تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة لا يمكن تطبيقه حالياً. وأوضح أنه يتوقع أن يجري تحقيق اسرائيلي منفرد وتحقيق تركي، ولكن ما يبقى غير واضح حتى الآن هو قرار الحكومة الإسرائيلية النهائي بشأن القبول بالمشاركة في التحقيق الذي دعا له بان كي مون. وتوقع أن تعلن الحكومة الإسرائيلية قرارها في هذا الشأن بعد غد.
وفي السياق، نفت السلطة الفلسطينية ما تردد عن التوصل إلى اتفاق مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما حول إيجاد آليات لرفع الحصار عن غزة، في وقت أشار عضــو اللجــنة المركــزية في حــركة فــتح نبــيل شعث إلى وجــود حراك يستهدف فتح معبر رفح وميناء غزة البحري بالتوازي مع جهود المصالحة.
ومن المتوقع أن يشكل ملفا حصار غزة والمصالحة الفلسطينية محور اللقاءات التي سيجريها الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في غزة، التي يتوقع أن يزورها بعد غد الأحد.
في هذه الأثناء، حذّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كلمة ألقاها في معهد «بروكينغز» الأميركي، أن حل الدولتين «قد بدأ يتلاشى» بسبب استمرار النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي. ودعا إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات تظهر «نواياها السلمية»، مشدداً على أنّ العرب والمسلمين «ليسوا ضد السلام».
وكانت صحيفة «هآرتس» نقلت عن عباس قوله لمجموعة من قيادات الجالية اليهودية في الولايات المتحدة التقى بهم في واشنطن، إنه «لا ينكر حق اليهود بأرض إسرائيل».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...