النازحون من الجزيرة السورية في إطار الصورة
الجمل- ميلان جمال: لم يخطر في بال الصحفية ضحى حسن، وهي تقوم بحملة تطوعية مع مجموعة من أصدقائها لمساعدة النازحين من الجزيرة السورية، لم يخطر في بالها أن تتحول الصور التي التقطتها للنازحين من مجرد صور هامشية إلى معرض للتصوير الضوئي، يسهم بشكل رئيس في الحملة التي تدعو لتسليط الضوء على معاناة أهالي الجزيرة السورية، وبالأخص النازحين، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين لأن يتجهوا إلى دمشق كملاذ مؤقت، بعدما أصاب الجفاف وقلة المياه منطقة الجزيرة، ليتسوروا أطراف دمشق جنوبا وحمص وطرطوس بخيامهم وأطفالهم وبكثير من مظاهر الفقر والبطالة والأمية.
300 ألف نازح موزعين على 60 ألف أسرة تقريبا، هو حصيلة ما سببه جفاف نهر الخابور وارتفاع أسعار المازوت. قرى بأكملها هجرها أهلها،أراض سوف تتحول الى أرض بور من الصعب لاحقا استصلاحها وربما سيكلف ذلك الكثير الكثير.
كل هذا رصدته كاميرا ضحى حسن، وليكون معرضها في شام محل ارت كافيه، والذي سمته مؤقت،ليتحول هذا المعرض إلى وثيقة بصرية إنسانية تسجل بالصورة وتثبت في الذاكرة ما حدث ويحدث لمواطنين سوريين، في مسعى لوقف وعدم تكرار مثل هذه المعاناة، وإن كان من المهم تسجيلها، ومن هنا، تكمن أهمية المعرض بالإضافة الى الجانب الفني والجمالي للصور المعروضة.
تحدثنا ضحى حسن عن البدايات،إذ كانوا مجموعة من الشباب تطوعوا من أجل تقديم المساعدة والعون للنازحين، ضمن حملة أعدت بروح عالية من المسؤولية، وضمن الإمكانات المتاحة في تقديم المساعدات المادية كتبرعات من قبل الأصدقاء،وكيف كانت المعوقات التي لاقوها بداية من الأهالي الذين توجسوا من هؤلاء الشباب،إذ اعتقدواأنهم يريدونهم بيع أعضائهم. لكن بكثير من الجهد والصبر، استطاع هؤلاء المتطوعين كسب ثقة الأهالي من خلال تقديم الهدايا للأطفال واليافعين ومن ثم، الانتقال إلى تعليمهم القراءة والكتابة واعتماد الوسائل الإيضاحية، حيث تم تقسيمهم إلى شرائح عمرية وأحيانا دراسية، ما لبث أن انخرط الأهالي في تلقي الحصص التعليمية جنبا الى جنب مع ابنائهم.
لكن، ماذا يريد النازحون؟ كان السؤال لضحى حسن، وهي المطلعة على أوضاعهم وظروفهم بشكل عملي وميداني. فأجابت، بأنهم يريدون العودة إلى أراضيهم بالدرجة الأولى، وتحسين ظروف معيشتهم، وبالتحديد دعم الإنتاج الزراعي في مناطقهم، كإعادة النظر في أسعار المازوت المعد لسقاية الأراضي وبعض التسهيلات المالية.إنهم لا يريدون البقاء نازحين ويكونوا عالة على المجتمع والمدن.إنهم يريدون العودة، لكن ذلك لا يمكن إلا من خلال تدخل حكومي حاسم.
وفي سؤالنا عن الحضور الرسمي والحكومي كمبادرات أو وعود لقضية النازحين أو حتى حضور المعرض، فأجابت، لا شيء.
المنظمات الدولية والإنسانية حضرت المعرض، وأبدت استعدادها للمساعدة، لكنها بعدما علمت بأن النازحين ليسوا عراقيين أو فلسطينيين، وأنهم سوريين، فإن أيةإمكانية لمساعدة هؤلاء تحتاج لطلب حكومي رسمي، وهذا غير متاح حاليا.
المعرض لاقى حضورا جيدا من قبل إعلاميين ومثقفين وأجانب، دون الحضور الرسمي طبعا. وهو مستمر، وريع مبيعات اللوحات سيكون أيضا لصالح دعم النازحين، وستبقى تلك الصور في الذاكرة لكن، دون أن يتمنى أحد أن تتكرر هذه الصورعلى أرض الواقع، ثانية.
الجمل
إضافة تعليق جديد