أدونيس:الخروج من الأزمات لا يكون إلا بالخروج من المسلّمات
شيء ما يطلع من جمر الإبداع عند أدونيس، فتراه واضحاً لا يحتاج إلا لقراءة، قرأته وكنت أردد أحياناً مع القائلين بصعوبة شعره، ولكنني كنت أفهمه، وحين جلست في مجلس ضمني مع أدونيس وجدته أكثر وضوحاً، فهو يعرف تماماً ما يريد مبدعاً وشخصاً... قرأته من جديد فعرفت أن الاختلاف ناتج عن طريق الوصول المختلف لديه... إنه يعرف جنونه، بل يسعى إلى الجنون ومواصلته: «ظهر عبر التاريخ مجانين كبار حلموا بإلغاء النقود، ذلكم حلم خارق. وأنا أحب أن أواصل هذا الجنون. فإذا أنت ألغيت النقود، فكل شيء يتغير، العلاقات الإنسانية، وكل شيء، ولكن وا أسفاه، فما خلقه الإنسان، أعني النقود، يسحق خالقه. فالنقود هي التي تستحوذ عليه اليوم، النقود تعني الملكية والحيازة والسلطة والحرب...». ويخرج أدونيس حالماً مجنوناً من إطار المادة ليدخل في إبداعه المختلف. «تنزع أعمالي إلى تجاوز التفاصيل للوصول إلى كل، والكشف عن المرئي واللامرئي في آن معاً. فإذا لمحت تفصيلاً ما فإنما ألمحه داخل كل، وضمن علاقاته مع الأجزاء الأخرى من الكل، ما يحتاجه شاعر ليس بناء علاقة مع القارئ وحسب بل مع الأشياء...». رؤية أدونيس لا تقوم على الذات، بل على الكل وعلاقته بالآخر، وإلا فكيف نقرأ غيمته فوق قصابين أمام زهو باريس والغرب؟
سأنام معكَ
في نهايات كل شهر
بدءاً من اليوم
هذا شيء مما كنت أتخيل في طفولتي
أن أمي تهمس به في أذن القمر
قبل أن تصبح زوجة لأبي
كانت قصابين آنذاك تتمدد وتتنهد
بين ماء يكاد أن ينضب
وحقل لا يكاد أن يثمر حتى ما يساوي
تعب زرعه وحصاده
قبيل الغروب
كانت أصوات العنادل تملأ أرجاء بيتنا
بموسيقا خضراء
وكان البيت فيما يسمع
يصعد سلم الفرح
مرتطماً بسقف الحزن
كان أبي يزور أصدقاءه في القرى
يسير حاملاً عصاه المقوسة الرأس
وراء ظهره
كنت أسرّح بصري في خطواته
إلى أن تصبح ضباباً
وكان، فيما يبتعد، يمد أحياناً هذه العصا
في اتجاهي، كمثل شهاب نحيل
ولم يكن يعرف أن يحمل لي، عندما يعود
أي هدية
يصل، يبادرني بالسؤال:
هل تحسّن خطك؟
أتريد دائماً حبراً أسود؟
وما بين حبر أسود وواقع مشابه لا يزال أدونيس يمارس بحثه عن ذاته واختلافها عنه، وعن قصابين وغيماتها وأبيه.
لكن ارتباط أدونيس بقصابين والإنسان لا تشوبه شائبة، فهو الذي يخص أرضه بخطواته الثملة بالحب، وإنسانه بنبضات لم تتغير مع تقدم السن، ولم يتغير أدونيس الكهل عن أدونيس الطفل، ولا أدونيس المبدع العالمي عن أدونيس الباحث عن فرصة للتعليم، فلندخل إلى العالم الإبداعي والإنساني لأدونيس.
نحن نعرف بأن علاقتك بنزار جيدة ولكن الناس يظنون وجود التضاد، ومع ذلك فإن نزار بقي واحداً وكل الذين تابعوه من فاروق جويدة وغيره وجميع الذين قلدوه لا شيء، وأدونيس بشعره بقي واحداً وكل الذين قلدوه لا شيء؟.
ما التقليد؟ لا تستطيع أن تقلد إلا ما هو عقلي، ما هو عام، ما هو مشترك، ولكنك لا تستطيع أن تقلد الحلم، كما أنك لا تستطيع أن تقلد ما هو حميمي وخصوصي عند الإنسان ولذلك فإن نزار كلي في كلامه العام عن المرأة وكلي في كلامه العام عن السياسة ولكن في لغته ومشاعره الحميمة لم يقلد، ففي معجمه الحميم استطاع أن يصنع مفردات عامة قلدت، وهكذا يمكن القول فيما يتعلق بالتقليد.
مع أن معجم نزار لا يتجاوز خمسة آلاف كلمة!
أقل بكثير وهذا ليس معيباً فهناك بعض الشعراء يمتلكون 300 كلمة وهم من الشعراء الكبار.
أين المرحلة المفصلية بحياة أدونيس والتي أحدثت هذه النقلة التي خرجت من جبلة وقصابين ومن سورية إلى المستوى العالمي؟
أنا لا أحب التحدث عن نفسي ولكنني أستطيع القول بشكل عام أن هناك شعراء ومفكرين ينطلقون من المسبقات، فمثلاً يستطيع شاعر أو مفكر معين أن يقول أنا أنتقد الإسلام وممارسته، لكن الإسلام بحد ذاته لا يمس فهناك مسلمات، فأستطيع مثلاً أن أنتقد الشعراء ولكن طبيعة اللغة العربية لا تمس فأنا انتقد بعض شعراء العصر العباسي والعصر العربي والجاهلي لكن شعرية الوزن لا تمس، هناك أشخاص ينتقلون من مسلمات من هذا القبيل لا تمس على الإطلاق، وهناك أشخاص وأنا واحد منهم ينطلقون بدئياً من نقد المسلمات والخروج منها، فنقد المسلمات والخروج منها يضعك أمام أفق مملوء بالمهاوي والإشكالات، لأنه حينها ستفتقد إلى الطاقة والزخم إلا من موهبتك وتجربتك وحياتك، ولذلك فإن الحياة تكون سلسلة من الاكتشافات لأنه حتى تستطيع تسويق خروجك من المسلمات أنت بحاجة لصنع عالمك الجديد كما أنت بحاجة لاكتشاف أشياء جديدة، فأنا من هذا الاتجاه ومستعد لأكون بهذا الاتجاه ولذلك حوله دائماً إشكالات كثيرة وحوله عداوات ورفض كثير كما حوله حب وقبول كثير وباعتقادي لا يمكن الخروج من أزمة الثقافة والسياسة العربية إلا بالخروج أولاً لغوياً من المسلمات، ماذا يضير النص القرآني أو الحديث إذا نقد كما تنتقد الكتب المقدسة في العالم كله؟ ما الذي يضيره؟ هل الإنسان هو مجرد خيمة إذا هبت عليها ريح تنهار؟ عظمة نص ما هي في قدرته على تقبل النقد. والمسلمون الذين يمنعون التفكير على هذا المستوى في النص القرآني يقتلون هذا النص من حيث يدرون أو لا يدرون، يجب أن تتاح الحرية الكاملة في نقد النص الديني نفسه، وأعتقد أن ما يمنع هذا النقد أو يحول دونه ليس الإيمان الديني وإنما هو السلطة، لأنك عندما تفكك ثقافة سلطة وخصوصاً إذا كانت دينية فكأنك تفكك السلطة ذاتها، إذا فالعملية سياسية وليست دينية لأنه لو كانت العملية دينية كانت الثقافة الإسلامية مختلفة وكانت هناك تجارب روحية كبرى في الإسلام، هل يعقل أن ملياراً ونصف مليار بشري لا يوجد فيهم مفكر واحد ولا حتى شاعر واحد عبر تاريخهم، اليوم وبما أنه عصر الانقلابات المعرفية الكبرى لا تستطيع أن تجد مفكراً إسلامياً واحداً، كل هذا بسبب المنظومة الرهيبة وهي الشبكة السياسية والمالية والدينية، فيجب فك هذه الشبكة من أجل الإنسان نفسه حتى يصبح الإسلام تجربة روحية كبرى. إذا أخذنا الديانة اليهودية والتي يعتبر الإسلام استمراراً لها، يعلمنا الإسلام ألا نفرق بين أحد من رسله، فإذاً أن جميع أنبياء التوراة هم أنبياؤنا، والدين اليهودي هو دين مغلق وبدائي بكل معنى الكلمة ومع ذلك أتاح هذا الدين المغلق والبدائي لأبنائه أن يلتقطوه، واليوم نجد المؤرخين اليهود الجدد يقولون إن التوراة ليست مرجعاً مطلقاً والأنبياء يمكن نقدهم وموسى هو مجرد خرافة وإلى آخره.... كما قال فرويد مثلاً من قبل فهم الآن يكررون مثل هذه الأقوال في حين المسلم لا يستطيع أن يقول كلمة واحدة عن أي نبي توراتي.
ما الأشياء التي دفعتك لنقد المسلمات؟
إنها مسألة طبيعية، فهي مسألة فكرية، فإذا كنت شاعراً لا يمكن أن تكتب كما كتب قبلك من الشعراء، يجب أن تقرأهم ويجب أن تخترق نظامهم الرؤيوي ونظامهم التعبيري والمعرفي وإن أخذت منهم، لأنه لا تجديد إن لم يكن هناك عودة إلى السابقين، فحتى تجدد وتخلق جمالاً جديداً بلغتك يجب عليك أن تعرف تاريخها الجمالي وإلا أنت غير قادر على خلق الجمال الجديد وبهذا المعنى فإن كل تجديد يستند إلى نوع من العودة، ولكنها عودة اختراق وعودة الذهاب إلى أبعد، هذا في حال كنت شاعراً، أما إذا كنت مفكراً، فكيف يمكن أن تنشئ فكراً جديداً في ثقافة لا تستطيع أن تطرح سؤالاً واحداً على مسلماتها؟ كيف يمكن أن يوجد فكر جديد داخل الثقافة الإسلامية بعد 1500 سنة إذا لم تدرس القيمة المعرفية اليوم للوحي؟ كيف؟ ولذلك كي نبدع جديداً يجب أن نخترق القديم ولا نخترقه إلا نقدياً، فهذه مسألة بديهية.
عندما أرى شخصاً يخترق كل شيء، تحت أي عباءة يجب أن ينضوي؟
لا توجد عباءة، فالفكر فردي.
لنفترض أن أدونيس لم يملك هذا الحس النقدي ولم ينطلق إلى آفاق عالمية أين كان؟
هذه مصادفة تاريخية، هناك عشرات الأشخاص وللأسف لو أتيحت لهم المصادفات لكانوا فعلوا مثلي ولربما أفضل مني وسيأتي أشخاص يفعلون أفضل مما فعلت، فأنا مهما انطلقت أو فعلت أظل محكوماً بظروف تاريخية وسياسية واجتماعية، فإذاً ما قمت به يمكن أن يقوم به العشرات غيري، وقام به فردياً أشخاص في مجالات أخرى، هناك أفراد عرب أفذاذ في مختلف ميادين المعرفة من الذرة إلى علم الفلك وغزو الفضاء والطب والهندسة والمعمار إلى مختلف العلوم، فعندنا عباقرة أعظم بكثير من مختلف الشعوب التي قامت باستضافتهم وأتاحت لعبقريتهم أن تتفتح، إذا فالحكم ليس على الأفراد إنما على المؤسسات السلطوية والدينية والاجتماعية.
أنا بالتأكيد مصادفة، فمن حق الشخص أن يستغرب كيف أن هناك شخصاً من قصابين دخل المدرسة بعمر الثالثة عشرة ولم ير السيارة أو الكهرباء ولا حتى المدينة، فأنا عندما ذهبت إلى طرطوس لأول مرة في حياتي أحسست بأنني ذاهب لأغزو العالم، وعندما دعيت لأول مرة للذهاب إلى باريس في عام 1961 لم أكن أحلم أنني أستطيع الذهاب إلى بيروت، وكذلك عندما ذهبت إلى باريس فهذه هي المصادفات، لم تكن نابعة من عبقريتي الشخصية الخاصة بقدر ما كانت نوعاً من المصادفة واللقاء فظروف تاريخية معينة ووضعي الشخصي وهذا ما يمكن أن يحدث لأشخاص كثيرين مثلي.
هل هذه المصادفة ذاتها التي وضعتك أمام شكري القوتلي؟
مصادفة، الآن عندما أفكر بنتيجة اللقاء بشكري القوتلي أقول هذه مسألة غير معقولة، مسألة غير تاريخية! خرافة! أتساءل كيف يمكن لطفل يبلغ من العمر 12 عاماً في سنة 1943 عندما حل الجلاء وأصبح القوتلي أول رئيس للجمهورية وفكر أن يقوم بزيارة المناطق السورية حتى يتعرف على بلده، كيف خطر على فكر الولد ذي السنوات الثلاث عشرة أن يكتب قصيدة يرحب من خلالها بالرئيس وكيف قام برسم خطة من أجل إلقائها أمامه وكيف ستعجبه هذه القصيدة وكيف سيناديني ويسألني ماذا نستطيع أن نقدم لك يا بني؟ وسوف أجيبه: أريد أن أدخل المدرسة، وسوف يرد رئيس الجمهورية: نعم سوف ندخلك المدرسة، وفعلت ذلك وتحقق ذلك، هذه لا تحدث إلا في الخرافة.
هل تذكر تلك القصيدة؟
لا، لا أذكرها وليس لها قيمة فنية.
هل كان لها دور في تعليمك؟
لقد دعاني على الفور وقبلني وقال لي ماذا تريد أن نقدم لك؟ وعندما أجبته برغبتي في دخول المدرسة، قال لي: سوف ندخلك المدرسة، أنا الآن أتساءل كيف حدث ذلك؟
لو قدر لك اليوم أن تتكلم مع شكري القوتلي فما الذي ستقوله له؟
أنا تمنيت أن أراه لكي أقوم بشكره مع أنني كتبت إليه رسالة وهو في رئاسة الجمهورية، فأنا بعد دخولي للمدرسة تفوقت ويبدو أنه كان ينفق على تدريسي من مال ومخصصات القصر، وحين تفوقت في درسي كان لي الحق بدخول تجهيز داخلي، حيث كان هناك نظام تدخل من خلاله المدارس الداخلية، فقمت وقتها بكتابة رسالة له شكرته من خلالها وأخبرته بأنه يحق لي الآن أن أدرس على حساب الدولة وقد كنت أتمنى أن أراه وقد حاولت أن أرى ابنتيه في باريس لكي أقدم لهما الاحترام والشكر ولكن الظروف حينها لم تساعدني مع أنهما كانتا تعيشان في باريس وهناك سيدة قامت بإعطائي رقم هاتف منزلهما وحاولت مرة أخرى الاتصال بهما وكانتا خارج المنزل ولا أزال حتى اليوم أحاول الاجتماع بأي منهما.
هل هذا يعني أن له مكانة عندك؟
جداً، لقد صنع مفصلاً في حياتي.
مجلة «شعر» والانطلاق فيما بعد فقد قرأنا الكثير عن هذه المجلة وقد نشرت ملفاتها وما نعرفه عن ذريعة المخابرات الأميركية وغير ذلك، لو أردنا الوقوف عند هذه التجربة، ويوسف الخال وجميع العاملين بالمجلة، ما الذي أضافته وإن كانت زراعة غربية؟
أولاً لقد كانت فكرة أصلية وأصيلة ليوسف الخال حيث كان يعيش في مدينة نيويورك ويعمل في الأمم المتحدة، وطبعاً كان من المتأثرين بالثقافة الغربية كغيره من الأشخاص الذين يسكنون في الغرب، وقد حاول العمل على مجلة حتى يمنح الشعب العربي صورة جديدة أو يحاول أن يفتح له أفقاً جديداً، وقد اعتمد على جميع التجارب المهجرية فوقتها كانت «الرابطة القلمية» لكن في مجلة «شعر» كانت المسألة أبعد فقد كان الشعر مقترناً بنزوع فكري مقترناً بنظرة حضارية.
وهل يمكن القياس على جماعة أبولو؟
لا، فقد امتلكت نظرة ثقافية معينة بشكل أوسع، أي إن التجديد كان شعرياً وثقافياً في آن معاً بمجلة «شعر» وإن ظهر الجانب الشعري أكثر مما ظهر الجانب الثقافي الذي استكملته مجلة «مواقف» عند احتجاب مجلة «شعر» فيما بعد، فهدفها كان فقط تخليص الشعر العربي من القيود التي تعوق نهوضه وتفتحه بالإضافة إلى كتابة شعر يتوافق لغوياً وموضوعياً مع الحياة العربية المعاصرة، ولهذا السبب نحن دوماً نشدد على المظاهر، فنحن نقول إن مجلة «شعر» كتبت خارج الوزن وصنعت قصيدة النثر ولكن القراء إجمالاً لم يستطيعوا أن يشاهدوا وجهة النظر الكامنة وراء تغيير الأوزان أو وراء الدعوة لكتابة قصيدة النثر، فهم تعاملوا معها بشكلها الظاهري والسطحي من دون التعمق بقراءتها، فأنا أقول: إن مجلة «شعر» لم تقرأ قراءة حقيقية حتى الآن على الرغم من أنها حوربت وسميت تسميات عديدة، وأشهد بأننا كنا في كل عدد نقترض النقود أو نجمع التبرعات من أجل طباعة العدد التالي.
أنا سؤالي من أجل سبب وحيد، فأنت حتى الآن الشخص الوحيد من الذين أسسوا والذين ساهموا «بشعر»، لا تزال حتى الآن والحمد لله على قيد الحياة؟
نعم، أنا ويوسف الخال وانضم إلينا أشخاص مهمون من المؤسسين.
من المؤسسين الأوائل، فقضية الوثائق وما تبعها من اتهامات مثلاً كمكان المجلة بأميركا واتفاقه مع الأميركان واستخدام المخابرات الأميركية له، وادعاءات أنها مولته بالنقود وإرسالها له فأنا أريد كلام حق لا غيره؟
عندما تقوم بإطلاق تهمة على شخص فالاتهام سهل وخصوصاً إذا كانت موجهة من السلطات وموجهة من المؤسسات وعممت في الصحف فمن السهل أن تطلق مثل هذه التهمة، لكن من الصعوبة أن تستطيع الدفاع أو الرد على مثل تهمة كهذه، فالذي يرد هو الواقع فمجلة «شعر» لو كانت بالفعل مجلة أميركية لاستمرت، لماذا لم تستمر؟، لا بالعكس فقد نجحت ولكن نجاحها كان مدعاة لاستمرارها بعكس ما قيل، فلم يكن هناك أي علاقة على الإطلاق بالأميركان ولا بأي جهة أجنبية، وقد كنا ننشر الشعر لجميع الناس ولجميع الاتجاهات فبأول عدد نشرنا لشاعر شيوعي وبنفس الوقت نشرنا للشاعر بدوي الجبل.
إن الشكر باق
من القصيدة التي ألقاها أدونيس في استقبال الرئيس شكري القوتلي وكان عمره اثني عشر عاماً، وعندما سألت أدونيس عنها قال: لاقيمة فنية لها وقيمتها تاريخية واقتبست هذه الأبيات التي يحتفظ بها أصدقاء أدونيس
حَلَلتُمْ فخلّفتمُ سروراً وبهجةً
وذكراً عظيماً دونَهُ المِسكُ والنَّدُ
فِداكَ نفوسٌ لم تَرِدْ حوضَ ذِلَّةٍ
ولم تفتكِرْ إلا وتفكيرها المجْدُ
أيا ابنَ الكِرامِ الصيد من آلِ يَعرُبٍ
ويا أيها المبرورُ والعَلَمُ الفردُ
تَخلَّدْ وكافِحْ ما استَطعْتَ لتَعتَلي
فأنتَ لنا سيفٌ ونحنُ لكَ الغِمدُ
أشُكري وإن الشِكرَ باقٍ تصونُهُ
غطارفةٌ عُدَّ لَهُمْ ألسّنٌ لدُّ
إذا حُذِفَتْ لامٌ وياءٌ من اسمه
بدَت قوةٌ لا يُستطاعُ لها رَدُّ
فنحن كما شئتُمْ قياماً بأمركُمْ
ونحنُ على آثاركم أبداً نعدو
حوار وصياغة: إسماعيل مروة
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد