«الأزمات الدولية» تحذر من انسحاب متسرع من أفغانستان
حذرت «مجموعة الأزمات الدوليّة»، في تقرير صدر أمس، من أن خطط انسحاب قوات الاحتلال من أفغانستان قد تؤدي إلى انهيار الحكومة الأفغانية ومخاطر أمنية ضخمة على المنطقة.
وقال الخبير في الشؤون الأفغانيّة في المجموعة كانداس روندو «تبدو إستراتيجية الخروج سهلة نسبيّاً: محاولة ضرب (حركة) طالبان عسكريّاً، وإغراء المرتدّين منهم بالمشاركة في السلطة، بناء الدعم الشعبي من خلال حماية المدنيين، وتأهيل القوّات الأمنية المحليّة. غير أن المشكلة هي أنّه لم تنجح قوّات التحالف في تحقيق أي من هذه الأمور».
وكان قادة دول حلف شمال الأطلسي اتفقوا، في قمة لشبونة، على الانسحاب بشكل تدريجي من الأقاليم الأفغانية وتسليم القوّات المحلّية المهام الأمنية كاملةً بحلول العام 2014، والتركيز بالتوازي على التنمية الاقتصاديّة.
وأشار التقرير، بعنوان «الانخراط مقابل الانسحاب»، إلى أن «الهدف الرئيسي يكمن إذا في خفض التواجد العسكري مع انخفاض الدعم الشعبي لهذه الحرب، والتأكد من عدم عودة أفغانستان، في مرحلة ما بعد الانسحاب، لتصبح مركز الإرهاب الدولي. غير أن هذه النظريّات لا تتناسب والحقائق الميدانيّة. ففي حين يتمّ قياس معايير النجاح عبر أعداد القتلى والمساجين من المتمرّدين، لا يعني ذلك بأية حال أن العمليات العسكرية حدت من تحركات هؤلاء أو ساهمت في الاستقرار. فيبدو عناصر طالبان أكثر نشاطاً من أي وقت مضى، كما ولا يزالون يتمتّعون بدعم باكستان».
ويضيف التقرير «مع ارتفاع وتيرة العنف، تبين مدى ضعف القوات الأمنية المحلية مقارنة بعناصر طالبان. فقد ارتفعت حصيلة الضحايا العسكريين من الأفغان والأطلسيين، والمدنيين أيضاً. ولا تزال أفغانستان تفتقر إلى خطّة أمن قوميّة متكاملة، فيما تعتبر الأجهزة الأمنيّة من جيش وشرطة منقوصة ومسيّسة إلى أقصى حد».
وتابع «تمثّل إذاً قضايا الحكم المهمل والنــظام الهشّ والقانون الضعيف أساس كلّ هذه المشاكل. فلم يُبذل أي مجهود لتطوير المؤسسات السياسيّة، أو أدوات الحكم المحلّي، أو القضاء. وقد استفادت العصابات الإجراميّة من خلال تعبئة هذا الفراغ الذي تخلّفه الدولة الأفغانية الضعيفة».
وتعتقد مسؤولة منطقة جنوب آسيا في «الأزمات الدولية» سامينا أحمد «أنّ التهافت الحالي لعقد اتفاقات مع المتمرّدين لن يساعد الأفغان ولن يساهم في طمأنة القلق الأمني الإقليمي والدولي جرّاء انهيار الدولة الأفغانيّة». وتضيف «عوضاً عن ذلك، ولهزم المتمرّدين وتأمين أرضية مناسبة لحلول ســياسيّة صلبة ودائمة، يجب العمل على تطوير الأمن والحكم والعدالة، بالإضافة لمعالجات طفيفة أخرى على صعيد المنطقة».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد