بلاك ووتر هرّبت مروحيات ألمانية
قالت مجلة دير شبيغل الألمانية أن الشركة الأمنية الأميركية بلاك ووتر خرقت القانون الألماني وهرّبت طائرات مروحية عسكرية ألمانية الصنع إلى أفغانستان بمساعدة شركة شحن تابعة لها.
تقول المجلة استنادا إلى البرقيات الدبلوماسية الأميركية -التي سربها موقع ويكيليكس المنادي بشفافية المعلومات الحكومية- إن شركة بريزيدينشيال إيروايز -وهي إحدى الشركات التابعة لبلاك ووتر- لم تشأ أن تنتظر حتى يتم إصدار كافة الموافقات الأصولية حسب القانوني الألماني، وقامت بتهريب الطائرات إلى أفغانستان عبر بلد ثالث، في خطوة تنم عن عدم اكتراث بالقانون الألماني.
يذكر أن بلاك ووتر التي غيرت اسمها لتصبح "إكس إي" تعرضت لانتقادات واسعة النطاق لاستخدام أفرادها القوة المفرطة خلال عمل الشركة في العراق، بحسب المجلة.
وفي التفاصيل تقول المجلة إن الشركة ابتاعت ثلاث طائرات مروحية ألمانية من نوع "بوما"، إلا أن موظفي شركة بريزيدينشيال إيروايز لم يطيقوا صبرا حتى تستوفى كافة الشروط ويحصلوا على الأوراق اللازمة للتصدير، فقاموا بنقل الطائرات بطريقة غير قانونية إلى بريطانيا ثم تركيا ومنها إلى أفغانستان.
ورغم التحذيرات التي وجهتها جهات حكومية ألمانية وأميركية إلى الشركة من أن نقل المروحيات قبل استحصال الموافقات اللازمة يعتبر خرقا للقانون الألماني، إلا أن الشركة مضت قدما وهربت المروحيات إلى أفغانستان.
السفير الأميركي في ألمانيا وليام تيمكن وجه برقية إلى واشنطن يبدي فيها قلقه من تصرف بلاك ووتر يقول فيها: "قد يكشف الموضوع ويظهر للعلن في ألمانيا، وقد يكون له تداعيات أكبر بكثير من الفائدة التي يمكن أن تقدمها ثلاث مروحيات، خاصة في ضوء انتشار التذمر الشعبي تجاه مشاركة ألمانيا في الحرب في أفغانستان".
وشدد تيمكن في برقيته على أن تتم مخاطبة الجهات الحكومية المعنية في الولايات المتحدة "لدراسة الموضوع حالا" وأن "تحث" شركة بريزيدينشيال إيروايز على أن تبقي المروحيات في تركيا حتى إشعار آخر.
بلاك ووتر أعطت ظهرها لجميع التوصيات والتحذيرات وقامت بنقل المروحيات العسكرية من تركيا إلى أفغانستان وعبر جورجيا وأذربيجان هذه المرة، في الوقت الذي كانت السلطات الألمانية لا تزال تحاول الحصول على موافقة مجلس الوزراء على تصدير الطائرات.
وتنقل المجلة عن دبلوماسيين أميركيين أنهم قالوا لواشنطن أن يتخيلوا لو الموضوع كان بالعكس، وأن شركات ألمانية باعت سلاحا أميركيا إلى إيران بدون موافقات رسمية، فلا شك أن رد الفعل الحكومي الأميركي سيكون عنيفا، والأمر نفسه ينطبق هنا على الحكومة الألمانية. كما حذر الدبلوماسيون من "رد فعل سلبي" في وسائل الإعلام الألماني.
يذكر أن الشكوك تدور حول تورط شركة بريزيدينشيال إيروايز مع (سي آي أي) في نقل معتقلين مشتبه فيهم بارتكاب ما يسمى أعمالا إرهابية إلى سجون سرية عبر أوروبا، الأمر الذي فجر احتجاجات عنيفة لدى الرأي العام الأوروبي عندما كشف النقاب عن تلك الرحلات.
وكان تقرير صادر عن اللجنة الأوروبية لحقوق الإنسان في أوروبا عام 2006 قد توصل إلى أن 14 دولة من القارة الأوروبية قد تواطأت مع المخابرات المركزية الأميركية (سي آي أي) في قضية رحلات الطيران السرية الأميركية لنقل متهمين بالإرهاب.
المصدر: الجزيرة نقلاً عن الصحافة الألمانية+موقع ويكيليك س
إضافة تعليق جديد