جيبوتي دويلة للإيجار ومنطلقاً للعدوان على محيطها
الجمل: تقع جمهورية جيبوتي عند النقطة الساحلية التي يلتقي فيها البحر الأحمر، مع المحيط الهندي، والتي تسمى بـ(باب المندب)، وهي تجاور أرتيريا من الشمال، والصومال من الجنوب، وأثيوبيا من الغرب.. ويبلغ عدد سكان جيبوتي حوالي 721 ألف نسمة، إضافة إلى أن مساحتها تبلغ تقريباً ربع مساحة لبنان.
أهمية جيبوتي تقوم على أساس الاعتبارات الآتية:
• من جيبوتي يمكن التحكم بالكامل بممر باب المندب والسيطرة بالكامل على حركة الملاحة بين أوروبا والبلدان الآسيوية والأفريقية.
• من جيبوتي يمكن السيطرة على ضبط كل نزاعات القرن الأفريقي.
ظلت جيبوتي تحت الحكم الاستعماري الفرنسي لأكثر من مئة عام، وقد وافق الفرنسيون على منح جيبوتي استقلالها في عام 1977 بشرط السماح لهم بالإبقاء على القاعدة العسكرية الفرنسية الموجودة فيها، وحالياً تمثل عائدات حكومة جيبوتي المالية من حصيلة إيجار القاعدة العسكرية الفرنسية حوالي 66% من الدخل الوطني في جيبوتي.. قامت جيبوتي أيضاً بتأجير أرض لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية، يجري العمل فيها على قدم وساق من أجل بناء قاعدة عسكرية ضخمة بحيث تكون مركزاً لرئاسة القيادة الوسطى الأمريكية المسؤولة عن العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان وإيران، ومنطقة الشرق الأوسط حتى موريتانيا، إضافة إلى شمال أفريقيا والقرن الأفريقي وجنوب أفريقيا، وآسيا الوسطى ومنطقة بحر قزوين.
والجدير ذكره أن القيادة الوسطى الأمريكية، هي القيادة التي تباشر حالياً العمليات العسكرية المتعلقة بالحرب ضد الإرهاب، وحماية المصالح النفطية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط والأدنى، إضافة إلى أنها مسؤولة بشكل مباشر عن أمن وحماية إسرائيل.. كذلك تجدر الإشارة إلى أن قائد القيادة العسكرية الوسطى الحالية هو الجنرال الأمريكي- اللبناني الأصل: جون أبو زيد، والذي تلقى دراسته في الأردن.
كذلك، قامت حكومة جيبوتي بتوقيع المزيد من العقود حول إنشاء القواعد الاجنبية في اراضيها: وحالياً قامت بتأجير مرفأ للسفن العسكرية الألمانية التي تعمل في مساندة قوات القيادة الوسطى- الأمريكية في الحرب ضد العراق، وأيضاً وقعت السلطات الجيبوتية اتفاقاً بتقديم التسهيلات للقوات البريطانية، وحالياً تستخدم مرفأ جيبوتي الزوارق والسفن والبوارج العسكرية الإسرائيلية.
خلال مطلع هذا العام بدأ البنتاغون بتنفيذ واحد من أكبر مخططات الحرب الأمريكية ضد الإرهاب بالانطلاق من جيبوتي، وقد بدأت حالياً الاستعدادات لتمركز عدد كبير من وحدات قوات الانتشار السريع الأمريكية في جيبوتي، كذلك تفيد بعض التقارير إلى أن بعض صواريخ كروز الأمريكية التي تم بها مهاجمة العراق في مطلع عام 2003م، قد كان مصدرها السفن الأمريكية الحربية الموجودة في جيبوتي.
النطاق الجديد للحرب الأمريكية ضد الإرهاب سوف ينطلق من جيبوتي، وذلك لاستهداف اليمن وجنوب السعودية والصومال وشرق السودان، كذلك هناك مخطط أمريكي- فرنسي جديد لاستهداف جمهورية جزر القمر، وذلك لمواجهة تحرك طائفة المسلمين العلوية التي تمثل الأغلبية العظمى في جزر القمر، ومنعها من السيطرة على الحكومة، وإقامة دولة إسلامية على غرار نموذج الدولة الحمدانية.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد