أنا والأصدقاء لـ سليمان العيسى.. كتاب يحتفي بأعلام الشعر والأدب والفكر
يأتي كتاب "أنا والأصدقاء" الصادر حديثا عن الهيئة العامة السورية للكتاب ليضيف مبدعه الشاعر السوري سليمان العيسى لبنة أخرى إلى البناء الأدبي والفكري الثري الذي أنجزه منذ ولادته عام 1921 وحتى الآن.
وتشير الدكتورة ملكة أبيض في تقديمها للكتاب الذي يقع في نحو 375 صفحة من القطع المتوسط إلى أنه إذا كان معظم الناس يستطيعون تحديد أصدقائهم فإن سليمان العيسى لا يستطيع ذلك فهو شاعر وحيثما وصل صوته كان له أصدقاء.
وتقول الأديبة أبيض وهي زوجة صاحب الكتاب إنه عدا عن كون العيسى شاعر أطفال حيث قرأ كل طفل أناشيده ورددها وحفظها فأصبح صديقاً له وعدا عن كونه مربياً عمل مع الكثير من المعلمين والطلاب الذين أصبحوا أصدقاء له فإنه أي العيسى يتمتع بصفات شخصية ونزعة إنسانية وله مواقف من الاحتلال والاستعمار والظلم والاستغلال والفقر والحرمان وهذا ما وسع من دائرة صداقاته لتضم الأطفال والشبان والشعراء والأدباء ورجال الفكر.
ورأت ابيض أن الأديب العيسى خلال مسيرة عطائه الفكري والأدبي تمتع بشعبية صادقة بريئة من خلال حبه العميق للناس وكلمته الجميلة التي كان ينثرها للكبار والصغار.
إلا أن العيسى وفق ما تقوله أبيض التي أشرفت على تجميع مواد الكتاب غلبت عليه العفوية ونقصه الحرص فيما يتعلق بالرسائل والكتابات التي تبادلها مع من حوله مضيفة انه كثيراً ما كان يكتب كلمته ويسلمها لزائره أو محاوره أو أحد الأشخاص الذين أعجب بمواقفهم أو بنتاجهم دون أن يحتفظ بنسخة لديه مما جعل الكثير مما كتبه أو كتب إليه يفقد أو يتوزع هنا وهناك دون أن يستطيع تحديد مكانه ومنه ديوانه الأول الذي كتبه بقلم من قصب ورسائل أعز أصدقائه الشاعر بدر شاكر السياب.
وتقر أبيض أنها لم تستطع توزيع الكتاب إلى فترات زمنية رغم أنه يمتد على أكثر من نصف قرن وذلك بسبب تداخل الفترات الزمنية بعضها مع بعض كما أنها لم تفضل توزيعه إلى موضوعين كبيرين الأصدقاء الغائبين والأصدقاء الحاضرين كيلا يغلب عليه طابع الحزن والرثاء.
ورغم أن المراثي حاضرة في الكتاب وتشمل العديد من أصدقاء الطفولة والنضال ومنهم زكي الأرسوزي وأدهم إسماعيل وصدقي إسماعيل إضافة إلى أصدقاء الكلمة ومنهم إلياس أبو شبكة وعمر أبو ريشة وبدوي الجبل ونزار قباني وعبد السلام العجيلي إلا أن الكتابات المتبادلة مع الحاضرين تعطي الكتاب نكهة تبادل فكري وتفاؤلا بالمستقبل فهي تثير قضية فلسطين وتحريرها والمرأة ومكانتها والأطفال والتحرر والفن وغيرها من الموضوعات التي تشغل بال الشاعر باللغة الموسيقية البسيطة التي تتميز بها كتاباته.
وقد بدأ الشاعر هذه الكتابات الشعرية والأدبية بقصيدة صغيرة تحت عنوان كنت للناس يلخص فيها مضمون كتابه حيث يقول كنت للناس.. وكان الناس لي.. منذ أن رنت بعودي كلمة.. فإذا ما أصدقائي حضروا.. صدح النور.. وضاءت عتمة.
وتعبر هذه المقطوعات الشعرية والنثرية بصدق عفوي عن معظم تجربة الأديب العيسى من صوت عميق وساطع يعصى على اليأس وفعل إنساني حي يشق طريقه إلى الناس بيسر وعذوبة لا نظير لهما فتجرف ما كان يعترضها من مفاهيم تناقض ما يسعى سليمان العيسى إلى تحقيقه في الشعر والحياة.
يشار إلى أن للأديب الكبير سليمان العيسى الذي يعد شاعر الطفولة الأول في العالم العربي أكثر من أربعين كتابا تتنوع محتوياتها ما بين الشعر والمسرحية الشعرية والنثر إضافة إلى الكتب المترجمة.
وهو أحد مؤسسي اتحاد الكتاب العرب في سورية عام 1969 حصل على أهم الأوسمة والجوائز العربية والعالمية على رأسها وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة وجائزة لوتس للشعر من اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا وجائزة الإبداع الشعري من مؤسسة البابطين.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد