«دليلة والزيبق» 2011 على خطى «أسعد الوراق»
في عام 1976، أنتج «التلفزيون الأردني» بالتعاون مع جهات سورية مسلسل «دليلة والزيبق» الذي شارك فيه عدد كبير من النجوم مثل منى واصف، وهاني الروماني، وعدنان بركات... وتحت إدارة المخرج شكيب غنّام. اليوم بعد أكثر من 35 سنة، تعود «شركة عاج للإنتاج الفني» إلى إحياء هذا العمل لكن هذه المرة بالألوان وفي أكثر من جزء. وقد كلّفت الشركة الكاتب هوزان عكو لينجز ستّين حلقة تلفزيونية عن مغامرات «دليلة والزيبق» على أن يتولّى الإخراج سمير حسين.
إذاً، اختارت «عاج» مرة جديدة إعادة إحياء عمل قديم، بعد تجربتها الأولى مع «أسعد الوراق» الذي عُرض في رمضان الماضي من دون أن يحقق النجاح المطلوب بسبب رتابة أحداثه وبطء إيقاعه. ويتابع صاحب الشركة هاني العشي في هذا المسلسل تعاونه مع قناة «دبي» ـــــ المنتجة الحقيقية لكل مسلسلاته ـــــ على أن يعرض العمل في جزءين في رمضان 2011، و2012 كما هو متوقّع.
وكما كانت الحال عام 1976، ستسعى النسخة الجديدة من العمل إلى تسليط الضوء على مفاهيم الحياة المعاصرة من خلال بطلَي القصة علي الزيبق (وائل شرف) الذي يوجّه مواهبه لنصرة الحق والعدل، ودليلة (كاريس بشار) التي تستغلّ هي الأخرى مواهبها لتشويه الحياة وسيادة الشر على الخير. تعتمد هذه السيرة الشعبية أساساً على تجسيد الصراع بين المتحاربين في صورة مقالب وقصص طريفة.
وكان الكاتب هوزان عكو قد اعتمد في صوغ أحداث مسلسله أساساً على حكايات «ألف ليلة وليلة»، ثم ألّف خطوطاً جديدة لشخصياته وتفاصيلها من دون الارتكاز على مرحلة تاريخية معيّنة. «لم أتابع أيّ مشهد من المسلسل القديم، ولو وافقت الشركة المنتجة على تغيير الاسم لكان عملاً جديداً مختلفاً كلياً عما قُدّم في السبعينيات» يقول عكو لـ«الأخبار»، ويشرح سبب إعادة إحياء الأعمال القديمة، قائلاً «جزء من المشروع كان إعادة تقديم «أسعد الوراق» بسبب رغبة الجهة المنتجة باستعادة مجموعة من الأعمال الباقية في الذاكرة. ومغامرات «دليلة والزيبق» تحديداً لم تأخذ حقها من المشاهدة. وربما هي فرصة الآن لطرح نوع جديد من الأعمال التاريخية التي تحمل هامشاً كبيراً من الكوميديا».
ورغم أن أغلب المسلسلات الرمضانية باتت تتّسم بالتطويل المبالغ فيه بغية الوصول إلى ثلاثين حلقة، سيتجاوز «دليلة والزيبق» عدد الحلقات هذا ليصل إلى ستين حلقة مقسمة على جزءين يُصوَّران معاً حالياً في محافظة ريف دمشق (الدروشة). ويتحدّث عكو عن سبب امتداد العمل على أكثر من جزء، فيقول: «الجهة المنتجة ترغب في ذلك، وكذلك أحداث القصة تحتمل أن تصل إلى مئات الحلقات لأنها تعتمد على طريقة السرد الشعبي، فنهايات القصص تفتح بدايات جديدة. وهناك شخصيات تظهر لحلقة أو حلقتين ثم تختفي وفق منطق السرد، وهذا ما يساعد على تقديم مئات القصص ضمن هذا العمل».
من جهة أخرى، وكعادة كل شركات الإنتاج، تتكتّم «عاج» على ميزانية عملها وأجور ممثليها، إلا أن مصادر في الشركة المنتجة تؤكد أنّ ميزانيةً كبيرةً رصدت للمسلسل، ممّا حقق قفزة بالنسبة إلى أجور الممثلين التي وصلت إلى حدود 200 ألف دولار.
هكذا سيكون المشاهد في رمضان على موعد مع إعادة إحياء التراث الشعبي من خلال مغامرات «دليلة والزيبق» ومجموعة من نجوم الدراما السورية بينهم: كاريس بشار، ووائل شرف، وفارس الحلو، وعابد فهد، وفايز قزق، ونادين سلامة، ورندة مرعشلي، وآخرون. ويُتوقع أن يعود هوزان عكو إلى كتابة جزء ثالث من المسلسل نفسه لكن بعد انتهائه من سيناريو مسلسل آخر يحمل عنوان «أبراج الرمل».
وسام كنعان
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد