الاضطرابات في سورية من وجهة نظر المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي

الجمل: سعى المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي إلى إبراز وجهة نظره من خلال ورقة التحليل التي نشرها على موقعه الالكتروني الخاص، والتي حملت عنوان الاضطراب في سوريا يمكن أن يعود بالنفع على المنطقة: فما هي حقيقة موقف المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي. وكيف يمكن فهم المقاربة التي سعى لاعتمادها تقرير المعهد إزاء سوريا؟

* توصيف محتوى التقرير

نشر الموقع الالكتروني الخاص بالمعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي تقريراً مختصراً، ولكنه برغم الإيجاز احتوى على مقاربة أحداث سوريا ضمن وجهة نظر تحليلية مثيرة للاهتمام والانتباه، وفي هذا الخصوص نشير إلى أبرز النقاط الواردة في التقرير على النحو الآتي:
•    كان ظهور الأحداث الأخيرة مفاجئاً، وذلك بسبب الاعتقاد السائد بأن سوريا ظلت مستقرة منذ فترة طويلة من الزمن.
•    ظلت إدارة أوباما تنظر إلى دمشق على أساس اعتبارات أن الوسائل الدبلوماسية والمنح الأمريكية تستطيع إبعادها عن إيران وحزب الله من جهة، ومن الجهة الأخرى تقريبها إلى الغرب وأمريكا.
•    سعت واشنطن إلى إعادة السفير الأمريكي لدمشق، وإلى تخفيف الحظر التجاري واكتفت فقط بإبقاء سوريا ضمن قائمة البلدان الراعية للإرهاب، وإضافة لذلك سعت مجلة فوغيو إلى امتداح دمشق.
•    ظلت السياسة الأمريكية دائماً براغماتية إزاء سوريا، وذلك لجهة النظر إلى دمشق باعتبارها مستعدة للتفاوض مع إسرائيل.
•    ظل قانون الطوارئ سارياً منذ عام 1963 م، وعلى خلفية ذلك:
ـ ظلت دمشق قادرة على التعامل ضمن صلاحيات واسعة في الداخل.
ـ ظل النفوذ السوري في لبنان أمراً واقعاً.
•    سعت دمشق إلى دعم حزب الله الإسلامي الشيعي في لبنان من أجل استهداف الإسرائيليين، وإلى دعم الجماعات المسلحة الإسلامية السنية في العراق، من أجل استهداف الأمريكيين.
وعلى خلفية هذه النقاط خلص تقرير المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي إلى النتائج الآتية:
•    إن حدوث الاضطرابات في سوريا سوف يؤدي إلى تهديد انقطاع الدعم والإمدادات لكل من حزب الله اللبناني الإسلامي الشيعي الذي يستهدف الإسرائيليين والحركات الإسلامية السنية المسلحة التي تستهدف الأمريكيين.
•    إن توقف الاضطرابات في سوريا سوف يؤدي مهما كانت النتيجة أو البديل إلى استمرار الدعم لحزب الله الذي يستهدف الإسرائيليين، والجماعات المسلحة السنية التي تستهدف الأمريكيين في العراق.
•    إن جعل الاضطرابات تأخذ شكلاً مستمراً في سوريا هو الخيار الأفضل للأمريكيين والإسرائيليين. وذلك لأنه سوف يجعل حزب الله الشيعي اللبناني والجماعات السنية العراقية واقعان تحت خطر انقطاع الدعم. بما سوف يؤدي بالضرورة إلى إضعاف جميع هذه الأطراف.
•    إن إضعاف حزب الله اللبناني والجماعات المسلحة العراقية سوف يؤدي إلى تقليل خطر هذه الأطراف.
وتأسيساً على ذلك يخلص تقرير المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي إلى مطالبة واشنطن بضرورة العمل من أجل جعل الاضطرابات في سوريا تأخذ شكلاً مستمراً. طالما أن استمرارية هذه الاضطرابات هي الشرط الحصري لإضعاف خصوم أمريكا وإسرائيل. وهو الإضعاف الذي سوف يؤدي بالضرورة إلى استقرار وضمان المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.

* مقاربة المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي

يعتبر المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي الطرف الرئيسي المعني من دون سائر منظمات اللوبي الإسرائيلي لجهة القيام بمعالجة الملفات الأمنية ـ العسكرية الخاصة بالعلاقات والروابط الأمريكية ـ الإسرائيلية، هذا وقد درجت العادة على أن يركز المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي على معالجة القضايا الآتية:
•    ملف الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل.
•    ملف التعاون الأمني الأمريكي ـ الإسرائيلي.
•    ملف المخاطر العسكرية ـ الأمنية التي تهدد أمن أمريكا وإسرائيل.
•    ملف المساعدات العسكرية الأمريكية لدول الشرق الأوسط وتأثيرها على أمن إسرائيل.
•    ملف تعزيز التفوق العسكري الإسرائيلي.
وبرغم انحصار اهتمامات جدول أعمال المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي نلاحظ أنه وسع دائرة اهتماماته. وذلك بفعل اتضاح شهية خبراء المعهد إزاء التقدم بوجهة نظر المعهد إزاء أحداث سوريا. هذا، وبسبب النفوذ الكبير الذي يتمتع به المعهد في أروقة البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومجلس الأمن القومي الأمريكي. فمن المتوقع أن تجد وجهة نظر هذا المعهد حضوراً ونفوذاً أكبر في عملية صنع واتخاذ قرار السياسة الأمريكية المحتملة إزاء دمشق. وبالتالي يمكن أن نتوقع قيام الأجهزة الأمريكية باستغلال المزيد من الملفات الشرق أوسطية وقدرات حلفاء محور واشنطن ـ تل أبيب من أجل تنفيذ المزيد من العمليات السرية التي يمكن أن تستهدف استقرار دمشق.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة