برودي : إيطاليا تخسر شمال إفريقيا والمستعمرون القدماء مازالوا موجودين
الجمل:"تعتبر السياسة الايطالية تجاه شمال إفريقيا مترددة. فالتذبذبات الايطالية والتغييرات المستمرة لن تؤازرنا في أي سيناريو مهما كانت النتيجة النهائية في ليبيا أو في أي مكان آخر": رومانو برودي في واشنطن مترئسا المؤتمر الدولي الثاني (إفريقيا: 53 دولة واجتماع واحد) محذراً من فقدان تأثير الدور الايطالي في منطقة إستراتيجية.
سؤال: ما هو الثمن الذي ستدفعه إيطاليا؟
في ليبيا وفي شمال إفريقيا سيزداد تأثير البلدان التي لديها استراتيجيات أكثر وضوحا كفرنسا وإنكلترا بين الدول الأوروبية, والصين بكل تأكيد حتى تركيا بثقلها الاقتصادي المتنامي. إن المشكلة ليست محدودة في ليبيا فقط بل في كل البلدان التي كانت تعتبر ايطاليا عبر التاريخ شريكا اقتصاديا في الدرجة الأولى أو الثانية كتونس ومصر وسوريا وإيران. إن التموج لن يساعدنا في شيء, فإيطاليا تسير باتجاه خسارة ثقيلة على هذه الجبهة الإستراتيجية. وتنقصنا القدرة على ابتكار سياسة جديدة.
على الحكومة الإيطالية إن تكون المروج لرؤية أوروبية جديدة, لأن اتباع منهج متعدد الأطراف فقط يمكنه أن ينقذنا.
سؤال: سيادتكم الآن في واشنطن وستقابلون مسؤولين أمريكيين وصينيين بالإضافة لممثلين عن الاتحاد الأوروبي والإفريقي. من بين كل الثورات الديمقراطية غير المكتملة من هي التي تقلقكم أكثر؟
مصر, وذلك للأهمية الفريدة لهذا البلد. إن الأمور في القاهرة ليست على ما يرام, فالصعوبات الاقتصادية في تضخم وصناعة السياحة شهدت انهيار عائدات النقد وهناك ارتفاع في نسبة الجريمة. وقد عاد حوالي المليون ونصف من المصريين المهاجرين من ليبيا.. لقد هربت رؤوس الأموال والمستثمرون يقبعون في السجون ويخططون للهروب إلى الخارج.
سؤال: سيادتكم اقترحتم (محاولة كبيرة للصداقة) مع تلك البلدان. وقد أعلن الرئيس باراك أوباما في مؤتمر الثمانية في دوفيل عن إلغاء الديون المصرية والتونسية فما رأيكم؟
هذا مهم ولكن يجب مراعاة احترام الالتزام، فمنظمة الدول الثمانية ليس لديها تراث كبير بالالتزام بالوعود.
سؤال: سيادتكم تطالبون بنقل موارد وخبرات إلى الاتحاد الإفريقي, برأيكم هل ستعارض دول كبيرة كفرنسا وإنكلترا ذلك؟
غير مفهوم حتى الآن, ففي بعض الدول الإفريقية هنالك قوى استعمارية سابقة تلعب حتى اليوم أدوارا كبيرة الدول حيث تقوم بإدارة الكثير من الخدمات الرئيسية. ولكن يجب الخروج من هذه الحالة, فليس من المعقول أن توكل إدارة العمليات المهمة إلى المستعمرين القدماء.
سؤال: هل يمكن لهذا المؤتمر أن يخرج بوساطة لحل المأزق في ليبيا؟
إن كلمة وساطة غير صحيحة فحلف الناتو لا يريدها لأنه من الواضح أنه يرى النصر قريبا. ولكن نهاية القذافي سيكون لها أثرا عميقا في كل إفريقيا بمجرد التفكير بأن الاتحاد الإفريقي كان يحصل على 30% من أمواله عن طريق ليبيا.
الخميس 16/6/2011
Federico Rampini -La Repubblica
الجمل - ترجمة: يونس وجيه علي
إضافة تعليق جديد