أمريكا تحاول الإيقاع بين سورية وتركيا وطهران تحذر أنقرة

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الجمعة في صفحاتها الاولى بشكل اساسي موضوع الحراك الاميركي باتجاه إثارة نوع من التوتر في العلاقة بين تركيا وسورية على خلفية تحركات الجيش السوري في مناطق سورية قريبة من الحدود التركية بهدف حفظ الامن ومنع المس بالاستقرار والامن الوطني السوري.

-فكتبت "السفير" في هذا السياق ان "وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون دخلت على خط العلاقة المشدودة بين انقرة ودمشق وحذرت من تصعيد عسكري في المنطقة بسبب ما وصفته بالهجمات الاستفزازية للقوات السورية على الحدود وذلك فيما كان وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو يجري اتصالا بنظيره السوري وليد المعلم لبحث ما يحصل في المنطقة"، واضافت انه "بينما كانت الوزيرة الاميركية تحذر من وقوع اشتباكات حدودية بين الطرفين فإنه من المقرر ان تدخل العقوبات الأوروبية الجديدة على سوريا حيز التنفيذ اليوم في حين دعا معارضون سوريون إلى تظاهرات جديدة ضد النظام اليوم".

ونقلت السفير عن كلينتون قولها إن "واشنطن تشعر بالقلق بخصوص إمكان ان يسفر قيام سورية بحشد قواتها قرب الحدود مع تركيا عن تصعيد الأزمة في المنطقة، موضحة انها تناقش الموضوع مع المسؤولين الاتراك"، وتابعت ان "كلينتون اوضحت انها ما لم تضع القوات السورية على الفور نهاية لهجماتها واستفزازاتها التي لم تعد الآن تؤثر على مواطنيها وحدهم بل تهدد باحتمال وقوع اشتباكات حدودية فسنشهد تصعيدا للصراع في المنطقة".

واشارت السفير الى ان "داوود أوغلو تبادل في اتصال هاتفي أجراه مع وليد المعلم وجهات النظر عن الوضع على الحدود التركية السورية كما اتصل أوغلو هاتفيا أيضا بوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون وتبادل معها وجهات النظر بشأن التطورات الإقليمية إضافة إلى مساعدة السوريين النازحين إلى تركيا"، وأوضحت انه "تم استدعاء السفير السوري في أنقرة نضال قبلان إلى وزارة الخارجية التركية حيث قدم خلال لقائه مع المسؤولين الأتراك شرحا للتطورات في سورية".

وافادت السفير انه "في بروكسل أقر الاتحاد الأوروبي رسميا عقوبات جديدة ضد سورية ستطبق ايضا على ثلاثة إيرانيين بسبب استمرار قمع التظاهرات"، واضافت ان "العقوبات تشمل تجميد أرصدة في أوروبا وحظر سفر سبعة أشخاص داخل الاتحاد، بينهم ثلاثة ايرانيين اتهموا بتقديم تجهيزات عسكرية لمساعدة النظام السوري على قمع المتظاهرين والأربعة الآخرون هم مسؤولون سوريون كما وتشمل العقوبات الموسعة ايضا اربع شركات سورية".

وذكر "التلفزيون السوري أن الأجهزة الأمنية في محافظة اللاذقية ضبطت شحنة كبيرة من الأسلحة المهربة التي حاولت تنظيمات إرهابية نقلها من قرية خربة الجوز التابعة لمنطقة جسر الشغور إلى محافظة اللاذقية لدعم بعض العناصر المسلحة الموجودة هناك"، وقالت نقلا عن ناشطون وشهود عيان ان "الدبابات والقوات السورية دخلت قرية خربة الجوز الواقعة قرب الحدود السورية التركية لاعادة وضع العلم السوري الذي بدلا عنه العلم التركي في البلدة من قبل بعض الاشخاص".
كما أقيم في أمريكا مهرجانا تضامنيا حاشدا مع سوريا في مدينة ديربورن الأميركية وقال السفير السوري لدى واشنطن عماد مصطفى لمئات الأشخاص الذين احتشدوا في قاعة النادي اللبناني الأميركي في المدينة إن سورية تشهد أياما عصيبة ومفصلية ولا أعتقد أنها مرت بمثل هذا التحدي منذ نيل استقلالها"، وأشار مصطفى إلى أن مسؤولاً في وزارة الخارجية الأميركية دعاه وطلب منه إيصال رسالة الى الرئيس الأسد يطلب فيها تنفيذ بعض المطالب مقابل تغيير الموقف الأميركي من النظام".
 من جهتها عنونت صحيفة الاخبار في صفحتها الاولى في عددها الصادر اليوم الجمعة في 24-6-2011 ان "إيران: سوريا خط أحمر"، و"إيران: حماية أسوار دمشق دفاعاً عن بيروت وطهران".
وكتبت "الاخبار" اللبنانية في هذا السياق ان "اضطرابات سورية هدفها المقاومة الإسلامية في لبنان وان الذود عن دمشق حماية لبيروت وطهران"، واضافت "هي باختصار المقاربة الإيرانية لما يجري في بلاد الشام: حيث لن نسمح بكسر سيّد المقاومة وفي الوقت نفسه لن نسمح بقرصنة ربيع الثورات العربية"، وتابعت "العلاقة مع السعودية مقطوعة ومع قطر مجمّدة أما أنقرة فيبدو أن عليها أن تحاذر: سوريا خط أحمر ولو اقتضى الأمر قصف القواعد الأميركية في تركيا".
واعتبرت الاخبار انه "كعادتها عند كل منعطف تتحرك طهران مباشرة على مستويين، الأول ميداني عملي يستهدف احتواء ما يجري والحد من تداعياته والسعي إلى الاستفادة منه، حراك يصعب على المرء أن يراه وإنما يشعر بنتائجه وخاصة لدى الحلفاء والأصدقاء الذين تجهد طهران لحمايتهم عند تعرضهم لخطر أو تطلب عونهم إن احتاجت إليه ولا تبخل عليهم ولا يبخلون عليها وفي النهاية كل مكسب يتحقق مكسب لمعسكر المقاومة كله وكل خسارة خسارة له"، واشارت الى ان "المستوى الثاني فنظريّ يستخدم المعلومات الاستخبارية المتوافرة لرسم صورة شاملة وقراءة مكتملة يعود ويستخدمها دليلاً عاماً لحركته الميدانية"، وقالت إن "مصادر إيرانية قريبة من أروقة صناعة القرار في طهران ترى أن كتف المقاومة (إيران) ثابتة كالصخر وقبضتها (حزب الله) فولاذية لذلك يتركز الاستهداف على سورية الكوع الطري للمقاومة، من هنا نرى أن المقصود في استهداف سوريا هو حسن نصر الله، وليس بشار الأسد".
واوضحت الاخبار ان "هناك عمليا محاولة لتوظيف الفضاء العام لربيع الثورات العربية في ثورة مضادة تكون زمام المبادرة فيها للخارج وليس للداخل"،  واكدت نقلا عن المصادر "أننا لن نسمح بكسر كوع سيد المقاومة وبالنسبة إلينا الدفاع عن أسوار دمشق هو دفاع عن أسوار بيروت وطهران وسنتدخل بحزم ضد من يريد أن يوظف الحراك السوري باتجاه قرصنة ربيع الثورات العربية".
وقالت الاخبار ان "المصادر تتحدث أن طهران هددت تركيا بأنها إذا جعلت أرضها مقراً لاستنساخ السيناريو الليبي على الحالة السورية فإن القوات المسلحة الإيرانية ستقصف القواعد الأميركية وأي وجود أطلسي على الأراضي التركية"، وذكرت ان "الرسائل الإيرانية لتركيا لم تكن أقل حزماً على مستويي الخارجية والأمن والتحذير واضح: إياكم والوقوع في الفخ الغربي في سورية"، واضافت انه "من هنا كبح الأتراك اندفاعهم في السيناريو الذي كان معدّاً للحالة السورية"، واوضحت انه "مع ذلك فإن علاقة إيران بتركيا لم تتأثر سلباً على المستوى الاستراتيجي".
وقالت الاخبار إن " المصادر تعتبر في قراءتها للتطورات الجيواستراتيجية في المنطقة أن الغرب وصل إلى قناعة بأن المارد الإيراني خرج من القمقم ولم يعد بالإمكان إعادته إليه وبالتالي هو الآن يريد أن يضع حداً للتمدد الجيواستراتيجي الإيراني"، وتابعت ان "اللعبة باتت محصورة بالإجابة عن السؤال الآتي: من يمسك بالمنطقة: نحن أم هم؟".
- بدورها عنونت صحيفة المستقبل في صفحتها الاولى ان "أنقرة تستدعي السفير السوري" و"اليوم جمعة سقوط شرعية الأسد" و"واشنطن تنذر دمشق: لينسحب الجيش فوراً من الحدود مع تركيا"
وكتبت "المستقبل" في هذا السياق ان "الولايات المتحدة وجّهت أمس تهديداً شديد اللهجة إلى دمشق إثر نشر الجيش السوري قواته على الحدود الشمالية مع تركيا، محذرة النظام السوري من أنه في حال لم يسحب قواته فوراً، فالوضع قابل للاشتعال ويُخشى اندلاع اشتباكات حدودية مع الأتراك".
وذكرت المستقبل انه "رداً على نشر القوات السورية على حدودها الجنوبية استدعت تركيا أمس السفير السوري إلى مقر وزارة الخارجية في أنقرة للاستفسار عن التطورات في البلاد كما اتصل وزير الخارجية التركي احمد داوود أوغلو بنظيره السوري وليد المعلم وناقش معه التحركات السورية عند الحدود التركية"، واضافت ان "هذه التطورات تأتي وقد دخلت الحركة الاحتجاجية في سورية يومها المئة حيث أكدت لجان التنسيق المحلية التي تنظم الاحتجاجات أنها مصممة على إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، معلنة تظاهرات جديدة اليوم في جمعة سقوط شرعية الأسد".
واشارت المستقبل الى ان "الدبابات السورية كانت وصلت أمس الى مشارف الحدود التركية، دافعة مئات السوريين المتجمعين منذ أسبوعين على طولها للعبور الى تركيا"، ولفتت الى انه "على الجانب التركي، استقدمت عربات الدرك التركي وحافلات صغيرة استدعيت على عجل لتنظيم نقل اللاجئين الجدد الى خمسة مخيمات أقامها الهلال الأحمر التركي في محافظة هاتاي (جنوب تركيا) التي تستقبل بالفعل 10200 سوري"، وتابعت انه "عقب الانتشار العسكري السوري أجرى وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو اتصالاً هاتفياً مع نظيره السوري وليد المعلم وناقش معه التحركات عند الحدود التركية السورية والتطورات الأخيرة في سورية وعبور السوريين عند الحدود إلى تركيا".
 أما صحيفة "النهار" اللبنانية فقد عنونت صفحتها الاولى اليوم "الدبابات السورية بلغت مشارف الحدود التركية" و"واشنطن تخشى تصعيداً للصراع في المنطقة" و"الاحتجاجات السورية مستمرة في يومها المئة ودعوة إلى التظاهر اليوم" و"الاتحاد الأوروبي وسَّع العقوبات لتشمل إيرانيين بسبب استمرار القمع"
وفي هذا السياق كتبت النهار انه "مع اقتراب الدبابات السورية من القرى القريبة من الحدود التركية برز خوف من تصعيد اقليمي بين دمشق وأنقرة على خلفية استمرار تدفق اللاجئين السوريين الى الاراضي التركية مع مضي الجيش السوري في حملته الامنية على من يصفهم بالمسلحين"، واشارت الى ان "ذلك استدعى اتصالا بين وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو ونظيره السوري وليد المعلم واستدعاء السفير السوري في تركيا الى وزارة الخارجية التركية، فيما أبدت واشنطن قلقها من احتمالات تصاعد الازمة في المنطقة وأجرت مناقشات مع المسؤولين الاتراك في هذا الصدد".
وذكرت النهار ان "الدبابات السورية وصلت الى قرية خربة الجوز على مسافة 500 متر من الحدود التركية واستبدلت قوة سورية علما تركيا كان رفعه اللاجئون السوريون قبل أيام على مبنى عند هضبة حدودية عربون امتنان لتركيا التي استقبلت الآلاف منهم بعلم سوري"، وتابعت ان "مع دخول حركة الاحتجاج في سوريا يومها المئة، دعا الناشطون الى التظاهر مجددا اليوم الجمعة تحت عنوان (سقوط الشرعية) عن الرئيس السوري بشار الاسد"، واضافت ان "الاتحاد الاوروبي فرض عقوبات جديدة على سورية جرّاء الاحداث التي تجري هناك".
صحيفة "البناء" اللبنانية عنونت صفحتها الاولى اليوم الجمعة : "مناعة سورية أسقطت المؤامرة وضبط شُحنة أسلحة للإرهابيين في اللاذقية".
واشارت البناء الى انه "يبدو واضحا ان سورية استطاعت تجاوز اكثر حلقات المؤامرة خطورة"، ولفتت نقلا عن مصادر دبلوماسية عربية مطّلعة الى ان "الوضع في سورية يسير نحو مزيد من الاتجاهات الإيجابية على رغم امكان بقاء بعض الاحتجاجات كل يوم جمعة وتقول المصادر ان هذه الاتجاهات الإيجابية تبدو واضحة"، ونبهت ان "الحلف الجهنمي الذي اعد المؤامرة ضد سورية لن يستسلم بسهولة  ولذلك لا يزال يستخدم ما تبقى لديه من أوراق سواء عبر تحريك بعض الذين يسيرون وفق الأجندة الأميركية والغربية او من خلال ما تبقى من مجموعات مسلحة في بعض المناطق خاصة على الحدود التركية وإن من خلال التحريض والادعاءات التي تفبركها بعض وسائل الإعلام المرتبطة بهذا المشروع"، ورجّحت "حصول تحركات محدودة في بعض المناطق اليوم الجمعة بالترافق مع اعتداءات تقوم بها عناصر مسلحة ضد المدنيين والقوى الأمنية بهدف تجييش حكومات الدول الغربية وإعلامها ضد سورية".
 ونقلت البناء عن مصدر أمني قوله إن "معلومات موثقة تملكها جهات امنية وسياسية لبنانية تشير الى قرار اتخذه تيار المستقبل لمواكبة الارتكابات الأمنية التي تطاول الشعب السوري بتحركات متزامنة في لبنان تحت شعار دعم المعارضة السورية وإسقاط النظام في سورية"، واضافت انه "بات متوقعا ان يكون كل نهار جمعة موعدا للاضطرابات الأمنية في سورية بمواكبة التحريض من لبنان كما ان التيار المذكور اتخذ قراره بتقديم كل ما يستطيع تقديمه بغية خلق أجواء إعلامية وشعبية مناهضة للاستقرار في سورية".