القاعدة نفذت.. لم تنفذ تفجيرات دمشق؟
لا تزال التفجيرات التي ضربت العاصمة السورية دمشق الإسبوع الماضي "لقيطة" لا تجد من يتبناها، رغم صدور بيان رسمي في باديء الأمر عن جماعة الإخوان المسلمين تعلن فيه "أن إحدى كتائبها الجهادية "حزب السنة الغالبون"، تمكنت من استهداف مبنى إدارة أمن الدولة في كفرسوسة في قلب عاصمة الأمويين بعملية ناجحة، موضحةً أن "أربعة استشهاديين من خيرة شبابنا المجاهد نفذوا العملية التي أوقعت العديد من القتلى والجرحى".
الإخوان المسلمون تمكنوا من شد الانظار إليهم الإسبوع الماضي تارةً عبر بيانات التبني وطورأً عبر بيانات النفي، فالمتحدث الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين فى سورية زهير سالم نفى مسؤولية الجماعة عن العملية الانتحارية التى وقعت متهما فى بيان صدر عن الجماعة النظام الحاكم باختلاق هذه المسرحية لتوريط الجماعة فى هذه العمليات الإرهابية.
تأرجح الإخوان المسلمين بين تبني العملية ونفيها، دفع بـ"أسود التوحيد" في تنظيم القاعدة ببلاد الشام الى القفز للواجهة واعلان مسؤوليتهم عن تفجير مقر أمن الدولة، وفرع المنطقة العسكري، وذلك رداً على استخفاف السلطات السورية بالدماء، ولم يسلم التبني من اهداءات خاصة وعامة، فأسود التوحيد أهدوا عمليتهم بشكل خاص الى إخوانهم في العراق وأفغانستان وجميع الموحدين في الأمة الإسلامية جمعاء بشكل عام، واللافت أن التنظيم أكد أنه وضع القلم والقرطاس الخاص به جانباً وقرّر الرد من فوهات البنادق وأزيز الرصاص، وصخب الإنفجارات، متوعداً بأن تكون هذه العملية مقدمةً لعمليات كثيرة.
وكما في الإخوان هناك من يتبنى وينفي، فإن في القاعدة أيضاً من يسير على طريق أترابهم الأقل تطرفاً، فعضو اللجان الشرعية التي كان يستفتيها تنظيم القاعدة عمر بكري نفى أن يكون التنظيم نفذ عملية التفجير، متهماً النظام السوري بتدبير التفجير لمحاولة الخروج من مأزقه.
ويعرب بكري عن اعتقاده أن القاعدة غير مسؤولة عن التفجيرات، رغم أن طريقة تنفيذ الهجوم الإنتحاري بسيارات مفخخة ومحاولة ايقاع اكبر عدد من الضحايا بهدف التنكيل بهم، هو من اختصاص التنظيم الذي يهدف الى "دب الرعب" في نفوس أخصامه عبر تنفيذه لهكذا عمليات، معتبراً أن عدم اقتناعه بوقوف القاعدة وراء هذا الهجوم ينطلق من غياب أي شريط فيديو مصور للعملية، في ظل استراتيجية للتنظيم تقوم على تصوير جميع العمليات التي ينفذها ويتعارض موقف بكري من تفجيرات دمشق مع تصريحات سابقة قال فيها "أن الفوضى في سورية مكّنت المجاهدين القعداويين (مجاهدي تنظيم القاعدة) من الدخول الى الأراضي السورية عبر الحدود مع العراق. وأنه قد أتى اليوم "الذي يرد فيه السلفيون الجهاديون العراقيون والعرب الجميل لإخوانهم السلفيين السوريين، لنصرتهم لهم في السنوات الماضية، إبان سقوط النظام العراقي، ناهيك عن أنه هناك طابور من الإستشهاديين الذين ينتظرون دورهم في الجهاد في سورية، عبر عمليات نوعية" حيث شدد بكري أن المراكز الإدارية الأمنية المفصلية في الدولة والسفارات الأجنبية والمباني الحكومية ستكون من أولوية بنك الأهداف لمجاهدي القاعدة، متوقعاً أنه ستكون هناك حرب إستنزاف طويلة الأمد مع النظام في سورية".
وحول تبني الإخوان المسلمين لعملية التفجير ونفيهم، لفت بكري الى أن الإخوان المسلمين غير مؤهلين للصراع بعد في ظل رعاية اردوغان وقطر لهم، معتبراً أن كل همهم ينصب في سبيل الوصول الى السلطة على ظهر التدخل الدولي، مشيراً الى أن "الأقليات في سورية ستدفع الثمن نتيجة حنق القاعدة وأعوانها من أفعالهم في سورية".
بكري الذي أبدى حسرته لعدم تقبل فكرة الجهاد لدى معظم الشعب السوري، رغم وجود داعم له، يعتبر أن الفترة الحالية في سورية هي بمثابة "استراحة محارب" لرجال التنظيم.
جواد الصايغ
المصدر: عربي برس
التعليقات
التهديد
إضافة تعليق جديد