القصير السورية هكذا كانت البدايات
"الطلقة اخترقت جسد أخي وانفجرت برأتيه" يقول شاب مسيحي هرب من القصير في حمص، يضيف" أخي مهندس مدني عاد من دمشق لوداع أهله قبل الالتحاق بالعام الدراسي في جامعة ألمانية، في 18 شباط كان المتطرفون المسلحون يطلقون النار على عناصر حفظ الأمن خرج أخي لينقذ أحدهم، عندها أطلقوا النار عليه من قناصة ومات، الآن القصير كلها مهجورة وكأنها مدينة أشباح"، الشاب المسيحي الذي التقيناه في مقهى دمشقي عرض علينا اصطحابنا في زيارة لرؤية أكثر من "150عائلة تركت منازلها وبيوتها في القصير واستقرت في دمشق"، بعد الأحداث التي شهدتها المدينة من "ميليشيات مسلحة ملثمين خرجوا هاتفين بشعارات طائفية لتهجير الأقليات".
يجلس الشاب لجوار الصحفي الفرنسي أسئلته بسيطة لكن لغته الفرنسية لا تسعفه يستعين بمترجم، ليسأل"زرت فرنسا عدة مرات والشعب الفرنسي ودود لكن ساركوزي سيء جدا، لماذا يدعم ساركوزي المتطرفين الذين يقتلوننا؟، أنا مهدد بالقتل وسأسافر إلى إيطاليا، وأرسلت إخوتي إلى ألمانيا"، الوضع الأخير يجعل من الفيلم الأمريكي "واغ ذا دوغ" ببطله روبرت دي نيرو بدور بروفسور الحملات الاعلامية نموذجا عما يجري في سورية، كثير من التضليل كثير من الدعاية والقليل من المعلومات، الأفضل التجول الميداني وهو مايعرفه السوريون جيدا دون انتظار فضائية فرانس 24 العربية بفضيحتها الشهيرة عندما ادعت: أن سفيرة سوريا في فرنسا لمياء شكور انشقت عن الدولة السورية، وتبين فيما بعد أن الحقيقة ليست كذلك وهددت شكور بمقاضاة الفضائية.
يعرف الشاب الهارب من الإرهاب بتاريخ منطقة القصير الحدودية في حمص، منطقة"لطالما كانت مزيجا بين المسيحين والمسلمين بمختلف طوائفهم وهؤلاء عاشوا مع بعضهم حتى اندلعت المظاهرات"، يقول الشاب" المظاهرات كان هدفها ترحيل المسيحيين، كل من لم يكن سلفيا كان ينبغي إبعاده عن المنطقة على أنه كافر"، البداية كانت بترحيله وحرق بعض المنازل، يقول الشاب"لأنني لم أشارك بالمظاهرات حرقا منزلي وثمنه 8 مليون ل س، وسرقوه وسكنوا به"، حتى الآن وفقا للشاب "من أصل 600 عائلة مسيحية بقي حوالي مئة عائلة في القصير كلهم عجائز وشيوخ، فيما هاجرت حوالي 150 عائلة هاجرت نحو دمشق، وخمسين عائلة نحو وادي النصارى في حمص"، وحرق أكثر من عشرين منزلا وقتل تسع شبان من أطباء ومهندسين"، فيما بعد خطف 25 شابا عاد 23 واثنان مازالا غائبين، يقول الشاب"أيمن حداد خطف وقتل ونكلت جثته مات جراء نزيف بعد تكسير أضلاعه وحقنوه بالمازوت بدمه، كل هذا التعذيب فقط بتهمة التعاطي مع الأمن وفقا للمسلحين".
ولهؤلاء المسلحين المتطرفين مشايخهم، يقول الشاب"أحد رجال الدين في حمص والقصير أفتى لهم بأن كل من يقتل من ليس مسلما سنيا يذهب للجنة".
اليوم التالي
في مقهى دمشقي التقينا الشاب مجددا تحقق من هوياتنا والمؤسسة التي نعمل لصالحها، مشترطا عدم ذكر الأسماء أو التصوير و وافق على التسجيل الصوتي فقط، غادرنا المقهى بسرعة لنلتقي برجل من الكنيسة السورية قرب ساحة العباسيين، بضع كلمات تبادلها الرجلان الاخبار السيئة تتوالى من القصير مزيد من المدنيين من المسيحين يقتلون، لحظات وشقت بنا سيارة تاكسي طريقها نحو ضواحي العاصمة الهادئة، حيث تتشارك كل ثلاث أسر من الهاربين من القصير منزلا واحدا، وبدأت الحالات تتوالى...لا تصوير ولا أسماء فقط تسجيل...
قتل وخطف
في منزل بسيط مستأجر تتشاركه ثلاث عائلات مع أطفالهم، إلى هنا وصل خبر مقتل أحد أفراد العائلة، كانت العائلة قد هربت إلى دمشق ووصلها الخبر لاحقا، كلمة الصحافة تثير ريبة الأهالي، من اتصل واستنجد بالدولة عبر الاعلام السوري إما هدد أو قتل، عمليات القتل هنا لا تسامح بها، يكفي توجيه التهمة"إنه يتعاون مع الأمن السوري" حتى يعدم أو يهدد حتى وإن كان مدنيا!، في كل منزل نلتقي ثلاث عائلات النساء والرجال يجلسون يتحدثون بخوف، يقول ج.ح الرجل الخمسيني"بدأت المظاهرات بشعارات طائفية (العلويين الى التابوت والمسيحيين إلى بيروت)، وكان هناك استهداف لعناصر الأمن بإطلاق النار عليهم، في البداية بدؤوا بقتل العلويين وملاحقتهم، والآن حان دور المسيحيين"، يردف رجل آخر يجلس لجواره "لقد وسع المتظاهرون المتطرفون التابوت لاحقا ليشمل كل من العلويين والمسيحيين، وسابقا كان الكلام بالتهديد والآن بدأ التطبيق"، تردف سيدة"المتطرفون الإرهابيون كلهم مسلحين بدءا من الطفل بعمر عشرسنوات كلهم مسلحين، يسيرون في الشارع بلا خوف وبلسان لا يتوقف عن ترديد التهديدات للمسيحيين"، تضيف"أول الأحداث كانوا يمرون من جوارنا لأننا رفضنا المشاركة بالمظاهرات ويشتمون الرئيس لاستفزازنا، نحن كمسيحيين نرفض هذا الحديث وهذه الشتائم نحن مع الدولة والأمان وضد هؤلاء الإرهابيين".
مؤخرا بات السلاح معلنا، تقول"في الفترة الأخيرة شرع المسلحون بالتجول بالطرقات بسيارات بيك أب عليها أسلحة ورشاشات، يأتون لجوار منزلنا يطلقوا النار على الأمن، والأمن سيدافع عن نفسه بالرد، لكن إلى متى سنستمر كذلك؟ أرسلت بناتي إلى دمشق منذ أشهر والآن هربت وزوجي وسرقوا منزلنا".
المفارقة أن المسلحين بعد سرقة المنزل طلبوا من الرجل تصويره وإرساله للشيخ العرعور على قناة الوصال، يقول الرجل"طلبوا تصويره وإرساله للفضائية لقاء المال على أن أتهم الأمن السوري بسرقة منزلي الذي سرقوه هم...ورفضت ذلك".
القصير لم تكن كذلك، يستعيد الهاربون صورا لمد إسلامي متطرف قبل الأحداث التي اندلعت في سوريا، فجأة بات هناك زيادة في ارتداء الخمار وإطلاق اللحى، تقول سيدة أخرى تشاركهم المنزل وزوجها" نحن لم يهددونا لكننا خرجنا لأن هؤلاء لا أمان لهم، من حوالي الشهر بدأ الخطف حاولوا خطف زوج أختي، هؤلاء المسلحين مراهقين وشبان فيما زوج اختي عمره 40 عاما، وقفوا أمام البيت أهانوه شتموا عائلتنا، وبدؤوا بمحاولة خطف أي شخص مسيحي من القصير ليخلقوا فوضى، وصلوا لمرحلة أن يقتحموا البيت ليخطفوا المسيحيين من بيوتهم يخطفوا الرجال ويتركوا النساء ليدخلوا بمفاوضات معنا، لأنهم يريدوا أن يأخذوا منه المال...في حالات وصل المبلغ المطلوب فيها الى مليون وأخرى 600 الف".
نسأل الرجل: هل كان ضروريا تدخل الجيش والأمن السوري؟، يجيب "طبعا"، لكن هل من ضحايا من الجيش والأمن؟ يردف الرجل"كثيرا ما شهدنا جثث الأمن في الشوارع، أو إلى جوار الجامع الأربعين أو الجامع الكبير في القصير، لطالما كان هذا الجامع عنوان التآخي الإسلامي المسيحي ، حيث شارك المسيحيون المسلمين بناؤه منذ عشرات السنين، ولكن ومنذ أسبوع أمسك المسلحين برجلي أمن وضعوهم على مفرق قرية ربلة وربطوهم إلى دولابي تراكتور كبيرين بعد رمي البنزين عليهما وأشعلوا فيهما النار وهما أحياء"، يضيف"لديهم أسلحة متطورة أكثر مما يملك الأمن السوري، الطلقة تخترق الجسد وتنفجر به، أسلحتهم فتاكة، لديهم أسلحة تخترق الجدار ثم تنفجر، منزل أحد جيراننا ويدعى ب. لويس اخترقت القذيفة ثلاثة جدران واستقرت في جدار منزله ثم انفجرت، القذيفة فجأة تجدينها بجوارك داخل المنزل وتنفجر مباشرة".
الحالة 2
إلى منزل آخر نخرج، الأب يرافقنا يتفقد العائلات وأسمائها معه على جدول تتزود بالمعونات دون ضجيج، راغبين بالعودة إلى منازلهم وقريتهم مجددا، هؤلاء لم ينزحوا إلى ما وصف بمخيمات النازحين على الحدود السورية اللبنانية التي يغلب عليها فعليا المسلحون الهاربون من الأمن والجيش العربي السوري إلى لبنان، ندلف إلى رواق صغير منزل آخر قديم توزعت على غرفه ثلاث عائلات أخرى مع أطفال لا يتعدى أكبرهم عمر العشر سنوات، كتب مفتوحة ترتمي أرضا على فرشات مدت على الارض وسجادة بسيطة في غرفة تتوسطها مدفأة تتقد بقوة في برد لف العاصمة الدمشقية الهادئة، الرجل يدلف الينا وزوجته ورجل آخر وزوجته الثالث يخشى الحديث معنا، يشعل سيجارته ويسأل :هل سنذكر الاسم؟ يطمئنه الأب، يصمت مليا ثم يتحدث ر.ك "في البداية كانت الدولة تحمي المظاهرات، كان نائب مدير المنطقة يرافق المظاهرات يحميها ويسير معهم ولجوارهم، حتى بدؤوا يشتموا الرئيس عندها لم تعد تؤمن لهم الحماية، ثم باتت المظاهرات تتجه نحو المراكز الأمنية، بداية الأحداث الدموية التي صارت بالقصير توجهت المظاهرة باتجاه مفرزة أمنية، لم أكن شاهد عيان، ولكن يقال أن أحد المتظاهرين أطلق النار على عساكر المفرزة الأمنية التي ردت بإطلاق النار، وبدأت الأحداث تأخذ طابع دموي من تاريخه أي من الشهر الخامس العام الماضي".
يضيف منتقيا كلماته بعناية "تم استهداف الأقليات وحتى أبناء الطائفة السنية ممن رفض المشاركة بالمظاهرات سواء كانوا معارضة أو موالاة"، يضيف"بعدها بدؤوا بنهب محال المسيحيين، في الليل يتجول المسلحون، وعند الصباح نسمع الأخبار: نهبوا دكان فلان وحرقوا منزل علان، بعض الجيران قال لنا انهم تعرضوا للتهديد إن لم يشاركوا بمظاهرات ستحرق منازلهم ويعتدوا عليهم، هؤلاء من لم يشاركوا بالمظاهرات وتلقوا تهديدات يمكننا القول أنهم من طوائف مختلفة مسلمون علويون وشيعة وبعضهم سنة رفض المشاركة بالمظاهرات لكن أغلبهم كان من الطائفة المسيحية".
أما عن المختطفين يقول"نحن مواطنين بعضنا عامل وبعضنا فلاح وبعضنا عسكري يؤدي الخدمة الإلزامية وبعضنا موظف، العساكر المتطوعين أو من هم في الخدمة الإلزامية تعرضوا لكثير من التهديدات إما الإنشقاق عن الجيش العربي السوري والإنضمام للمسلحين أو يهدر دمك..هذا تعرضنا له كثيرا، أنا صاحب محل تجاري مضى لي من الشهر 5 العام الماضي لم أفتح محلي ولامورد معيشي لي، مؤخرا مرتين أو ثلاث قصف منزلنا بقذائف وطلقات رصاص..."، ر.ك طلب من زوجته إحضار بعض الشواهد، تحضر السيدة وبيدها محرمة فيها مزق وشظايا من قذيفة وبقايا من قذائف وطلقات استهدفت الحي الذي يقطنه الرجل الذي تغلب عليه الصبغة المسيحية.
ويقول" ضمنا استهدفت الحارة لأنها مسيحية، بالفترة الاخيرة قصفنا بثلاث قذائف متتالية ومات رجل يدعى سلمون حداد عمره 60 سنة، نزلت اول قذيفة خرج ليشاهد مايجري عندها قتل".
إلا أنه يضيف"لدينا مسلمين شيعة وعلويين وهؤلاء هجروا فقط لأنهم علويون أو شيعة وفجروا محله وحرقوا منزله فقط لانه شيعي أو علوي، وحتى المدارس استهدفت هناك مدير مدرسة أطلقوا النار على قدميه لأنه ذهب ليفتح باب المدرسة صباحا واسمه عبد الرحمن سويد...مدارس أخرى رموا عليها قنابل صوتية حضروها وصنعوها من الأسمدة، بخاصة أن المظاهرات رفعت شعار "لاتعليم ولاتدريس حتى إسقاط الرئيس".
أما عن المشافي الحكومية يقول الرجل"لايعقل أن يأتي جريح لمشفى ولايتم إسعافه، قتل الكثير من الأمن والجيش العربي السوري، في حارتنا شهدت قتل عنصرين من الجيش، هناك حاجز أمني لضبط الامن في المنطقة يبعد عن منزلي 100 متر تقريبا، وعندما يهاجم المتطرفون الحارة يتصدى لهم الأمن، كل مرة كانوا يهجمون كان يقتل شاب من عناصرالجيش العربي السوري عند الرد للدفاع عن أنفسهم... شابين من الجيش شاهدتهم يقتلون أمامي يسقطون ميتين".
تضيف سيدة"هؤلاء المتطرفين يريدون النساء حتى!، بعض جيراننا من المتطرفين قالت نسائهم لي أنهم :عندما سينتصرون سنكون جواري وخدم لديهم وهم يقومون بتقاسمنا من الآن بخاصة في منطقة الحارة الشرقية المختلطة"!
تضيف سيدة أخرى مسيحية من درعا"دخلت فتيات من الجيران مع المتظاهرين خلال ما وصف بالربيع العربي في حوران "درعا" إلى منازل أشقائي، وقالوا لهم منزلكم ونساؤكم لنا عندما نستلم الحكم وتربح الثورة، وبيت عمتك سيكون لفلان والكلام كان علنيا و وجها لوجه"..
الحالة الثالثة
نمر بمنزل آخر يمتلىء بالشبان بعضهم نام منهكا من تعب السفر من القصير والهروب منها، وبعضهم لايزال مستيقظا تحت وقع الصدمة، أحد الشبان يرفض حتى الحديث فقد ثلاثة أشخاص من عائلته منهم خاله وابنه، الذين خطفا من على حاجز للمتطرفين وأرسلا في سيارة سوزوكي و وضعا في منزل وهناك تم الاعتداء عليهم بالضرب حتى الموت، الشاب يردف"خالي مات بين يدي من شدة الضرب...أرجوكي لا أريد الحديث"!
نقصد منزل آخر تقطنه المزيد من العائلات، إحدى السيدات تتحفظ عن الحديث عن قريبها المخطوف مرة أخرى...رجاء لا نريد الحديث قد يقتلونهم إن علموا أني تحدثت إليك"، تتبادل بضعة كلمات مع الشاب المسيحي الذي يقودنا في جولتنا مع الأب، منزل ثالث نقصده الرجل الذي كان بانتظارنا ينوه"لو أتيتم باكرا قليلا لكنتم التقيتم 12 شخصا من القصير وصلوا اليوم هربا من المدينة"!، نجلس وزوجته لحظات وينقطع التيار الكهربائي، في ظل معاناة دمشق أقدم عاصمة مأهولة والمحافظات السورية من حصار وعقوبات اقتصادية فرضتها الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي، نتابع حديثنا فيما يشعل الرجل مصباحا على الكاز، من أين يبدأ الرجل؟ يقول أ.م"ذاكرتنا لم تعد تجمع بسبب كثرة الاحداث والمآسي، لأننا بقينا 3 شهور تحت اطلاق النار ليلا نهارا"، تردف زوجته "لانعرف النهار من الليل، ومتى ينتهي مايجري، كان لدينا في المنزل 12 شخص هربوا من القصير، هؤلاء لم يكونون يستطيعون الخروج من منازلهم والآن تمكنوا من الهروب إلى دمشق".
تضيف"قصف منزلنا في 23 شباط، وتعرضنا لإطلاق نار، إبني الحمد الله بقي حيا، حتى جيراننا قصفوهم، خزان المازوت قصفوه وحتى سخان الطاقة الشمسية والكومبيوتر، اضطررنا للبقاء في المنزل لكون والدتي مريضة في المنزل، بعد وفاتها خرجنا، بخاصة أن إبني لاداع لأن يخسر عاما دراسيا آخرولذلك قصدنا دمشق".
يقول الرجل"أول الأحداث بدأت المظاهرات بشعار: سلمية سلمية إسلام ومسيحية، وشعارات أخرى ضد الرئيس، كل جمعة يخرجون من الجوامع، أول مرة خرجوا من جامع الكبير وخرج شاب من آل المصري حيى درعا في نيسان الماضي، عندما بدأت المظاهرات في درعا وأخذه الأمن وكتب تعهد بعدم التظاهر مجددا وخرج من الفرع، ثم بدأت تتفاقم القصة".
يضيف"شاهدتهم مرة من المرات في مظاهراتهم، الشخص الذي كان يصرخ بمكبر الصوت لم يكن من القصير، وهتف: يامسيحي مسيحي وينك وينك انزل لعندي وكبرلي عينك!، كان لجواره شاب يدعى ضياء الزهوري نبهه، فغير الهتاف مرة أخرى وقال :سلمية سلمية إسلام ومسيحية، عندما لم يكن هناك مسلحين لم يؤذوننا كان يقف رجال لجوار سيارتي ويمنع الأولاد من الاقتراب منها، بعدها كبرت القصة أكثر، يوجد مكبس للبلوك أول منطقة القصير، استقر فيه المسلحين وبدأت المشاكل... احتلوه، توقفت مصالح الناس والمحال أغلقت".
عن هوية المسلحين يقول"هؤلاء يأتون من خارج القصير قسم كبير منهم من خارج لبنان، من عرسال ومن وادي خالد هؤلاء من تيار المستقبل بزعيمه سعد الحريري الذي تدعمه المملكة العربية السعودية، نعرفهم لأنهم غرباء ونعرفهم عن طريق أهل القصير، أشكالهم غريبة سلفيين بلا شوارب وبلحى طويلة تصبغ باللون الاحمر وبكلابيات قصيرة وشواريخ، أبناء القصير سيخجلون منا لأننا نعرفهم، أما هؤلاء يهجمون علينا مباشرة لأنهم لايعرفون من نحن...يهجمون يطلقون النار ويشتمون"!.
يضيف"هؤلاء ليسوا كلهم لبنانيين وانما أيضا سوريين ولكن غريبين عن القصير، بمعنى ما بعضهم من قرى من حول القصير ومن لبنان، لذلك خرجنا من 4 شهور من القصير، لدي نسيب هو مدرس ومن خطف إبنه هو طالبه ممدوح العتر، قالت له زوجة قريبي لخاطفه ممدوح :خذ الأب واترك لي ابني، فقال لها: هيك الأوامر ياخالتي"!
الرجل يضيف"الشاب هو أداة لخطف المسحيين والضغط عليهم، وهذا كله بالفترة الأخيرة من شهر، الشعارات فيما بعد باتت طائفية...وكل يوم تخرج عائلة مسيحية من القصير أكثر من 250 عائلة خرجت حتى الآن والعدد كل يوم يتزايد من المسيحيين، وكذلك من الإسلام خرج الكثير من الناس الذين هم ليسوا معارضين أو موالين حتى، مثلا حرقوا محل لآل المصري لأنه لم يخرج معهم بمظاهرات رغم أن صاحب المحل مسلم سني، وخسارته تتجاوز مبلغ مليون ليرة سورية أي أكثر من حوالي 10 الاف دولار".
الجزيرة والدعاية
الإعلام الغربي والعربي بدوره لم يتناول الأحداث بمهنية، يقول"كنا بالقصير وبثت فضائية الجزيرة خبرا عن اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والجيش العربي السوري عند صوامع الحبوب، التي لا تبعد عنا كثيرا، لو حدثت اشتباكات كنا سمعنا، ولم نسمع ولم نرى قواذف ار بي جي كما روت الجزيرة، نحن اولاد القصير ونعرف، لكنها بالمقابل أغفلت ما تعرضت له المشافي، أحد أنسبائي دكتور ينقذ الناس الذين يسعفهم جراء تعرضهم لإطلاق نار من المسلحين المتطرفين، وأطلق المتطرفون النارعلى نسيبي في المشفى الأهلي والحمد لله أنه نجى".
أما عن السلاح الذي يحمله المسلحون يقول"أسلحتهم متطورة شاهدتهم عندما نزلوا من خلف منزلنا معهم ام سيكستين حديثة مجهزة بمنظار ليلي، وهؤلاء شاهدتهم 3 ظهرا اي لم يخفوا انفسهم و وجوههم ملثمة".
القصير منطقة صغيرة، ومعظمهم قاطنيها يرتبط بصلات نسب وقربى، يقول الرجل حتى الآن( كان ذلك منذ أشهر)" قتل تسعة من أفراد العائلة، ثلاثة منهم من عائلة واحدة، كل منهم قتل بطريقة مختلفة وكلهم بتهمة التعامل مع الأمن، قتلوا لأنهم طولبوا بخروج المسيحيين للتظاهر ورفض هؤلاء، هناك الكثير من العائلات التي طلب إليها الخروج من الكنيسة كل أحد للتظاهر على أن يساندونهم، وهؤلاء تعرضوا لكثير من المضايقات والتهديد". هذه صورة من صور سوريا التي تغرق بدمائها ثمنا لنفطهم
سهى مصطفى
المصدر: شبكة فولتير
إضافة تعليق جديد