مشروع تهويدي جديد يحاصر المسجد الأقصى ومحاولات جديدة لإحياء المفاوضات مع الاحتلال
كشفت مصادر فلسطينية موثوقة عن محاولات أميركية ومصرية وأردنية بدأت الأسبوع الماضي لإحياء المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي، بعد أكثر من عامين على تعثرها، يأتي ذلك بالتزامن مع إقرار بلدية الاحتلال في القدس مشروعاً جديداً لإقامة مبنى تهويدي في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى.
وقالت المصادر إن الأطراف الثلاثة (الأميركية والأردنية والمصرية) تحاول إقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعقد لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الأيام المقبلة لإذابة الجليد في العلاقات بين الرجلين، مشيرة إلى أن رئيس المخابرات المصرية مراد موافي زار إسرائيل مؤخراً، وتحدث إلى مسؤوليها عن تحريك المفاوضات والعودة إلى اللقاءات مع الجانب الفلسطيني، ونقل موافي الترحيب الإسرائيلي لعباس.
كذلك، أوضحت المصادر أن إسرائيل تشترط لمثل هذا اللقاء أن لا يتم وضع ملف الاستيطان على جدول أعماله، كما أن نتنياهو مستعد لزيارة المقاطعة في مدينة رام الله ولقاء عباس إذا وافق على ذلك.
وأكدت المصادر أن مصر والأردن تشاركان في محاولة إقناع عباس بعدم الذهاب إلى الأمم المتحدة لنيل عضوية الدولة الفلسطينية، خوفاً من أن يعرقل ذلك مسار المحادثات مع إسرائيل.
أما في ما يتعلق بالموقف الفلسطيني، قالت المصادر إن عباس لا يمانع في عقد مثل هذا اللقاء، لكنه لا يريده أن يكون لقاءً عادياً من دون بحث بعض القضايا المهمة.
وذكرت المصادر أنه في غضون ذلك وبناء على طلب من السلطة الفلسطينية، سيجري موافي مباحثات مع الجانب الإسرائيلي لمد أجهزة الأمن في الضفة الغربية بأسلحة خفيفة ومتوسطة بدل الأسلحة القديمة التي بحوزتها، لافتة إلى أن دولاً عربية بينها الأردن أبدت استعدادها لدعم تسلح الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، فيما تدرس واشنطن ذلك بإشراف الجهات الأمنية المختصة فيها وفي تل أبيب.
وكان عباس أعلن في وقت سابق عن استعداد الفلسطينيين لقبول عضوية غير كاملة في الأمم المتحدة، إذا فشلت مساعي التفاوض مع الإسرائيليين، في خطوة لافتة بعد رفضه هذا الطرح مرات عدة.
تهويد القدس
في هذه الأثناء، أقرّت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس مخططاً لإقامة مبنى تهويدي جديد على مساحة ثلاثة دونمات وسط بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى باسم «بيت العين»، وبتمويل من جمعية «العاد الاستيطانية».
وأوضحت «مؤسسة الأقصى» في بيان صحافي أن المبنى يتضمن إقامة متحف أثري، وبرك مائية تحت الأرض ومطاهر دينية، مشيرة إلى أن هذا المشروع هو الجزء المكّمِل لمخطط آخر تم التصديق عليه قبل نحو ثلاثة أشهر ويتضمن إقامة مبنى يحمل اسم «الهيكل التوراتي» في حي وادي حلوة عند المدخل الشمالي لسلوان قبالة الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى وعلى بعد أمتار عن باب المغاربة، على مساحة تسعة دونمات.
ولفت البيان إلى أن قراراً إسرائيلياً صدر قبل أيام عدة يقضي ببناء مواقع تحمل «البعد والجذب التوراتي» في القدس، خصوصاً في المواقع الأثرية التاريخية للإضاءة على «التواصل التاريخي والفترة التوراتية» في القدس، بحسب ما ورد في القرار الإسرائيلي.
وحذّرت المؤسسة من أن هذه المشاريع تأتي ضمن مخطط لتطويق المسجد الأقصى من الجهة الجنوبية والغربية بسبعة أبنية تهويدية ضخمة، ستشكل «مرافق الهيكل المزعوم».
الأمعاء الخاوية
من جهة ثانية، نفى وزير الأسرى والمحررين عيسى قراقع ما تناقلته وكالات الأنباء حول إبرام الأسير محمود السرسك المضرب عن الطعام منذ 88 يوماً اتفاقاً مع مصلحة سجون الاحتلال.
وقال قراقع إن السرسك «متمسك بموقفه ويرفض فك إضرابه من دون الحصول على تعهد خطي من مصلحة السجون بالإفراج عنه في الأول من شهر تموز المقبل» .
من جهته، قال رئيس «نادي الأسير الفلسطيني» قدورة فارس إنه تم الاتفاق على تفاهم بين مصلحة السجون ومحامي الأسير يقضي بأن يتناول السرسك السوائل خلال الثلاثة أيام المقبلة على أن يدرس الاحتلال طلبه.
وأشار فارس إلى أن الاحتلال كان قد وافق على إطلاق سراح السرسك بداية شهر آب المقبل، ولكن الأخير أصرّ على مطلبه القاضي بالإفراج عنه مع بداية شهر تموز، موضحاً أن الوضع الصحي للأسير خطير جداً بحسب تقارير أطباء من الصليب الأحمر ومؤسسات حقوقية.
من جهته، أوضح مدير الوحدة القانونية في النادي المحامي جواد بولس، أن إدارة السجون تواصل احتجاز السرسك في «عيادة سجن الرملة»، محملاً سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته بسبب رفضها الإفراج عنه.
وأشار بولس إلى أن «الحالة الصحية للأسير السرسك مستقرة وليس في غيبوبة، وبالرغم من خطورة وضعه الصحي إلا أن معنوياته عالية جداً».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد