ما هو شكل الحرب القادمة- الجيل الرابع من الحروب
الجمل: قدمت مجموعة من الخبراء العسكريين، ورقة بحثية، تم نشرها في المجلة الخاصة بقوات المارينز (مشاة البحرية الأمريكية) حول ما أطلقوا عليه تسمية: (الوجه المتغير للحرب، حول الجيل الرابع).
تقول الورقة: إن مهمة الجندي الأساسية في فترة السلام، هي التمهيد بكفاءة وفعالية للحرب القادمة، ولكي يقوم بذلك، فإن عليه أن يتبنى تصوراً دقيقاً حول السؤال القائل: ما هي الحرب القادمة، وكيف سوف تكون وتحدث؟..
المسالة الأساسية –من وجهة نظر الورقة- تتمثل في أن الفترة السابقة من الصراعات والحروب التي حدثت في العالم، قد انتهت أخر تطوراتها عند الجيل الثالث من عمليات الحرب، والذي برز بفعل نتائج حملة الهجوم الألماني الذي حدث في عام 1918، وبرغم مرور 70 عاماً، فإن العقيدة القتالية مهدت للجيش الأمريكي أن يتميز بنوعين من الخصائص والمزايا، ويمكن إبرازها على النحو الآتي:
أولاً: قدرة الجيش الأمريكي على كسب الحروب الكبيرة النظامية.
ثانياً: عدم قدرة الجيش الأمريكي على كسب الحروب الصغيرة المحدودة.
بالنسبة للقدرة الأولى فقد أصبحت معروفة في كل أنحاء العالم، وحالياً لا توجد دولة واحدة في العالم تفكر في خوض مواجهة عسكرية ضد أمريكا.
أما بالنسبة للقدرة الثانية، فقد أصبح واضحاً من تجربة أفغانستان والعراق، وأيضاً تجربة فييتنام إن الجيش الامريكي، وغيره من الجيوش النظامية، سوف لن يستطيع الفوز وكسب الحروب الصغيرة المحدودة، بشكل حاسم.. وتجدر الإشارة إلى أن وحدات من الجيش الأمريكي قد استطاعت القضاء في بضعة أيام على الجيش العراقي السابق، ولكن حالياً، وعلى مدى ثلاث سنوات يقف الجيش الأمريكي عاجزاً في مواجهة حركات التمرد المسلح العراقية، والتي سببت له خسائراً تفوق ما سببه الجيش العراقي السابق للقوات الأمريكية، برغم أن الجيش العراقي السابق قد كان الأكثر عدداً والأعظم قدرة من هذه الحركات.
تشير الورقة إلى تجربة حزب الله في القتال ضد الجيش الإسرائيلي، باعتبارها قد أكدت بشكل رئيس على الأطروحة القائلة بأن هناك مرحلة جديدة قد بدأت، في الاعتبارات المتعلقة بالمبادئ والأسس الحربية التي ظلت سائدة في العالم منذ حملة عام 1918 المذكورة، وحتى لحظة محاولة دخول القوات الإسرائيلية إلى جنوب لبنان.
وبعد توجيه الكثير من الانتقادات لنظام التخطيط الاستراتيجي والتكتيكي والعملياتي والتعبوي الخاص بالجيوش النظامية المعاصرة، قامت الورقة بوضع ثلاثة توصيات رئيسة، باعتبارها من الممكن أن تساعد في تقديم المخرج لأزمة العقيدة العسكرية والقتالية للجيوش النظامية في مواجهة حروب الجماعات المسلحة غير النظامية، وتمثلت التوصيات في الآتي:
- إعادة بناء عقيدة الأمن القومي الأمريكي والغربي بشكل يستند إلى مبدأ واحد أو مبادئ شاملة، بشرط أن تكون موحدة وأن تأخذ طابعاً عابراً للقوميات.
- اعتماد استراتيجية الهجوم المباشر ضد ثقافة الحركات والجماعات المسلحة.
- تطوير وسائط الحرب النفسية السيكولوجية وإعطائها دوراً رئيساً وأساسياً في المواجهة العسكرية والقتالية.
وأخيراً تعلق الورقة قائلة بأن هذه التوصيات الثلاث موجودة بالأساس في كل جيوش العالم تقريباً، ولكنها لا تجد حظها الكافي من التطوير، والتطبيق، ومن ثم فقد فقدت الكثير من مصداقيتها.. وبعد مواجهة حزب الله للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان يتوجب التركيز على وضع مبادئ هذه التوصيات على رأس قائمة أجندة اهتمامات هيئات الأركان في كل الجيوش الغربية.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد