«القاعدة» يعلن «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ووزراء «الثماني» يبحثون سبل الضغط على دمشق
أعلن زعيم «دولة العراق الإسلامية» أبو بكر البغدادي، أمس، أن «جبهة النصرة» الإسلامية المتشددة في سوريا جزء منها، وأنهما اندمجا تحت لواء «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، موضحا أن تنظيمه يزود نظيره في سوريا بالمال والمقاتلين.
وفيما يمكن وضع اعلان البغدادي في سياق التأكيد على وجهة «العرقنة» التي تسير فيها الازمة السورية، فإنه جاء قبل ساعات من اجتماع وزراء خارجية من دول مجموعة الثماني مع قيادات في «الائتلاف السوري» المزيف في لندن اليوم حيث أشار وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى انه سيتم بحث «سبل مختلفة للتأثير على حسابات الرئيس بشار الأسد بشأن ما تؤول إليه ساحة القتال».
وتجدد أمس سقوط قذائف هاون على وسط دمشق. وذكرت وكالة (سانا) إن شخصا قتل في سقوط قذائف هاون في كفرسوسة. وذكرت قناة «الإخبارية» أن «إرهابيين أطلقوا قذيفتي هاون سقطتا في منطقة القصاع» ذات الغالبية المسيحية وسط دمشق. وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط أن قذيفة هاون سقطت داخل حديقة مبنى السفارة المصرية في دمشق من دون ان تسفر عن إصابات أو أضرار.
وقال مصدر عسكري لوكالة (سانا) إن «وحدة من قواتنا المسلحة أحبطت محاولة إرهابي انتحاري تفجير شاحنة مفخخة بنحو ثلاثة أطنان من المتفجرات موضوعة بين أكياس بطاطا للتمويه على طريق المسطومة أثناء توجهها إلى ادلب».
واعتبرت وزارة الخارجية السورية، في رسالة بعثت بها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن «التفجيرات الانتحارية والاستهداف العشوائي المتكرر بالقذائف للأحياء المدنية في دمشق باتت سلوكا نمطيا للمجموعات الإرهابية المسلحة»، مشددة على أن القوات النظامية ستواصل «مكافحة الإرهاب».
وقال البغدادي، في تسجيل صوتي بث على مواقع إسلامية على الانترنت، «آن الأوان لنعلن أمام أهل الشام والعالم بأسره أن جبهة النصرة ما هي إلا امتداد لدولة العراق الإسلامية وجزء منها». وأضاف «عقدنا العزم بعد استخارة الله واستشارة من نثق بدينهم وحكمتهم على المضي بمسيرة الرقي بالجماعة، متجاوزين كل شيء، فنعلن متوكلين على الله إلغاء اسم دولة العراق الإسلامية وإلغاء اسم جبهة النصرة وجمعهما تحت اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام».
وأكد البغدادي أن تنظيم «القاعدة» العراقي هو الذي سمى أبو محمد الجولاني كزعيم لـ«جبهة النصرة»، وان مقاتلين توجهوا من العراق إلى سوريا، مشيرا إلى أن تنظيمه يزود نظيره في سوريا بالمال والمقاتلين. وتابع «نمد أيدينا وقلوبنا واسعة للفصائل المجاهدة في سبيل الله والعشائر الأبية في ارض الشام، على أن تكون كلمة الله هي العليا وتحكم البلاد والعباد بأحكام الله تعالى، من دون أن يكون لغير الله تعالى أي نصيب في الحكم». وقال «لا تجعلوا الديموقراطية ثمنا للآلاف الذين قتلوا منكم».
وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن أعضاء في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض سيلتقون ببعض وزراء خارجية مجموعة الثماني في لندن اليوم. وقال «الوضع في سوريا سيتصدر جدول أعمالنا»، مشيرا إلى أن «رئيس الحكومة المؤقتة» غسان هيتو وجورج صبرا وغيرهما سيحضرون الاجتماعات التي ستعقد قبل الاجتماع الرسمي لوزراء خارجية مجموعة الثماني.
وكرر هيغ أن بريطانيا وفرنسا ستستمران في الدفاع عن رفع حظر الاتحاد الأوروبي حول تسليم أسلحة للمعارضة السورية.
لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو قال «اذا كان علينا تسليم أسلحة فبضمان أنها ستقع بأيدي مقاتلي المعارضة السورية الذين يبدو أنهم يؤيدون قيم الديموقراطية واحترام دولة القانون والحريات الأساسية». وأضاف «ليس لدينا اليوم هذه الضمانات المطلقة وهذا موضع مباحثات نجريها مع الائتلاف الوطني السوري ومع شركائنا الأوروبيين».
وقال كيري، في ختام زيارته إلى تل أبيب، «سألتقي بالمعارضة السورية في لندن، ونعم سوف نبحث سبلا مختلفة للتأثير على حسابات الرئيس الأسد بشأن ما تؤول إليه ساحة القتال». وأضاف «ليس أمامنا خيار آخر سوى محاولة التوصل إلى سبل لجعل الأسد يفكر بشكل مختلف بشأن ما سيحدث في المستقبل. سيكون ذلك جزءا من المباحثات في لندن وفي الأسابيع اللاحقة».
وأعلن كيري أن الأمر يعود إلى البيت الأبيض للإعلان عن أي «تعزيز للجهود» الرامية لمساعدة المعارضة، مضيفا «لكنني سأقول إن تلك المساعي كانت محور مباحثاتنا الأسبوع الماضي في واشنطن. وأنا لست متأكدا من الجدول الزمني. لكني أعتقد بالفعل أن من المهم بالنسبة لنا محاولة المضي في ممارسة الضغط على الرئيس الأسد». وتابع «سنرى ما الذي سيحدث في هذا الصدد خلال الأيام المقبلة». وأشار إلى أن الولايات المتحدة تفضل الوصول إلى «حل ديبلوماسي»، موضحا أن ذلك هو «حين يكون هناك انتقال شرعي لمسؤولية الحكم لكيان مستقل». وأضاف «ذلك يبدو جيدا، ولكن المشكلة هي انه لا يمكن الوصول إلى ذلك إن كان الرئيس الأسد غير مستعد لاتخاذ قرار بنقل السلطة».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد