الأزمة السورية: الإبراهيمي يهول الأمور للتغطية على عجزه وواشنطن ستعلن عن تسليحها للمتمردين
كشف مسؤولون أميركيون أن واشنطن ستعلن عن مساعدات عسكرية تشمل آليات مصفحة للمعارضة بقيمة حوالى 130 مليون دولار، وهو ما من شأنه ان يحسن وضع المتمردين وحركتهم الميدانية في المواجهة مع الجيش السوري.
وسرت شائعات عن إمكان استقالة الإبراهيمي أو تخليه عن صفته العربية، منذ تعرض لانتقادات شديدة من جانب وسائل الإعلام السورية الرسمية، الى جانب الضربة السياسية التي وجهتها له الجامعة العربية عندما قررت منح مقعد سوريا إلى «الائتلاف الوطني السوري» المعارض والدعوة إلى تسليح المعارضين، بما يتنافى مع طبيعة مهمته المستندة الى بيان جنيف.
لكن الإبراهيمي أكد، بعد انتهاء جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الامن استمرت اكثر من 3 ساعات، «إنني لم استقل، وكل يوم أصحو وأقول لنفسي إنه ينبغي تقديم استقالتي، ربما سأفعل يوماً ما، وساعتها سأبلغكم بها». كما نفى ان يكون حدد موعداً لانتهاء مهمته، معتبراً «ان لا أساس لكل هذا الموضوع».
وحول ما اذا كان اعتراف الجامعة العربية بـ«الائتلاف الوطني السوري على انه الممثل الشرعي للسوريين» يضعه في موقف حرج، قال الإبراهيمي «الجميع في الجامعة العربية يقول لي لا».
وأوضح الإبراهيمي انه قال امام مجلس الامن «عملياً الشيء نفسه» الذي قاله خلال الإحاطة السابقة في كانون الثاني الماضي، ومفاده ان «الوضع سيئ للغاية وأن على مجلس الامن التحرك»، مضيفاً «على المعارضة والحكومة الموافقة على الالتقاء حول طاولة مفاوضات والإقرار بأن هذه المفاوضات ضرورية».
وحذر الإبراهيمي من عواقب التدخل العسكري الخارجي في الأزمة السورية. وقال «لقد أبلغت أعضاء المجلس أن التدخل العسكري غير ممكن وغير مرغوب فيه، وطلبت من مجلس الأمن أن يعترف بأن الأزمة السورية هي أخطر أزمات العالم على الإطلاق، وأنه لا يمكن للمجلس أن يتخاذل عن الحل».
وأعلن «أنه أضاف بعض المقترحات الجديدة إلى اقتراحاته السابقة لأعضاء المجلس في كانون الثاني الماضي» من دون تقديم إيضاحات حول هذه الاقتراحات. وأعرب عن أمله في حدوث تقدم حقيقي إزاء التوصل إلى حل سلمي للأزمة. ونقل ديبلوماسيون عن الابراهيمي قوله لمجلس الامن إن «السلطات السورية لا تتعاون» معه، وأن على المعارضة ان تكون موحدة اكثر.
وأعلن أن إعلان «جبهة النصرة» الولاء لزعيم «القاعدة» ايمن الظواهري «لا يغير شيئاً في مهمتي»، مضيفاً ان «الوسيلة الوحيدة لحماية سوريا من التطرف هي في تسوية هذه الازمة وإنهاء الحرب».
وكان ديبلوماسيون لدى الأمم المتحدة قالوا إن الإبراهيمي ابلغ مجلس الأمن أن الرئيس بشار الأسد «غير مستعد للحوار» حتى الآن. وشدد على انه لمواجهة هذا المأزق لا بد من أن يتبنى المجلس موقفاً واحداً.
وكان الأسد أكد، في مقابلة مع قناة «الإخبارية» السورية، انه لا مجال أمام السلطة إلا الانتصار على «الإرهابيين» وإلا فإن سوريا ستنتهي، ملمحاً إلى إمكان ترشحه للانتخابات الرئاسية مع نهاية ولايته العام 2014. وقال ديبلوماسي إن الإبراهيمي دعا الدول التي لها تأثير على دمشق «أن تطلب منه عدم القيام بذلك».
وأعلن مسؤولون أميركيون أن وزير الخارجية جون كيري سيعلن، خلال اجتماع «أصدقاء سوريا» في اسطنبول، عن زيادة ضخمة للمساعدات التي تسميها واشنطن «غير قاتلة» إلى المعارضة السورية. وأشارت إلى أن كيري سيعلن عن تقديم «معدات عسكرية دفاعية» بحوالى 130 مليون دولار، تتضمن بزات مضادة للرصاص وآليات مصفحة ومناظير ليلية وأجهزة اتصالات متطورة.
وقال مصدر في «الائتلاف الدمية»، لوكالة «رويترز» إن اجتماع اسطنبول سيشكل «نقطة تحول». وأضاف «السبب الرئيسي لهذا الاجتماع يتمثل في تسليح مقاتلي المعارضة السورية. إن دولاً خليجية، مثل السعودية وقطر، ستتولى مهمة إرسال الأسلحة والذخيرة، بينما ستركز الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى على مهام التدريب والمساعدات غير المميتة». وأضاف «يريد البعض أن يقدم فقط الإمدادات غير المميتة، وهو أمر جيد، فهذه الأشياء ضرورية أيضاً إلى جانب المساعدة في مجال جمع المعلومات والتدريب».
وقال ديبلوماسيان غربيان إن الغرض الرئيسي من اجتماع اسطنبول ليس الموافقة على إرسال شحنات أسلحة. وأوضحا أن «من بين الأهداف الرئيسية للاجتماع الحصول على التزامات واضحة من الائتلاف الوطني السوري باتخاذ موقف صارم ضد التشدد وتعزيز وحدة صفوفه والتخطيط لما بعد رحيل الأسد».
وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن، في مؤتمر صحافي في بروكسل، أن الحلف لا يخطط لفرض منطقة حظر للطيران فوق جزء من الأراضي السورية لحماية الأراضي التركية، مؤكداً ثبات موقفه حيال الأزمة السورية، الذي «يتلخص في أن هذا النزاع له حل سياسي فقط».
وذكرت وكالة (سانا) «أسقطت وحدات من القوات المسلحة السورية منطاداً مزوداً بكاميرات أميركية في منطقة معرة النعمان في ريف إدلب»، مشيرة إلى أن «وحدات الجيش قضت على أعداد من الإرهابيين في جوبر وعدرا والنبك وزاكية والغوطة الشرقية» في ريف دمشق. وتابعت «واصلت وحدات من قواتنا ملاحقة ما تبقى من الإرهابيين في قرية آبل بريف حمص».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد