«التحالف» يستهدف مستشفى في صعدةوحكومة هادي ترجئ المفاوضات

11-01-2016

«التحالف» يستهدف مستشفى في صعدةوحكومة هادي ترجئ المفاوضات

فيما تسعّر السعودية حربها ضدّ اليمن عبر استهدافاتها العشوائيّة التي طالت، يوم أمس، مستشفى في محافظة صعدة، عطّلت حكومة عبد ربه منصور هادي المسار الديبلوماسي عبر إعلانها أن لا مفاوضات يمنيّة ـ يمنيّة في موعدها المحدّد منتصف الشهر الحالي، متهمةً «أنصار الله» وحزب «المؤتمر» بعدم التزامهما بمقرّرات جولة المحادثات الثانية التي عُقدت منتصف الشهر الماضي.يمنيون يتبرعون بالدم لمصابي الحرب في صنعاء، أمس (أ ب أ)
وبعد زيارته الرياض نهاية الأسبوع الماضي، وصل المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى العاصمة اليمنية، يوم أمس، للقاء الأطراف السياسيّة في صنعاء تحضيراً لجولة المفاوضات المقبلة، التي أعلنت الحكومة اليمنية المستقيلة إرجاءها بعدما كان مقرراً عقدها منتصف الشهر الحالي. وقال لدى وصوله: «نحن جئنا إلى صنعاء لبذل مزيد من الجهود مع كل المعنيين لنقوم بجولة جديدة من المحادثات».
ويبدو أنَّ الخلاف، هذه المرة، تمحور حول مكان انعقاد هذه المحادثات، ففيما اختارت حكومة هادي إجراء هذه المفاوضات في الكويت، يرفض وفد صنعاء إجراء أيّ جولة مفاوضات في بلد مشارك في الحرب ضدّ اليمنيين.
وكان المتحدث باسم الحكومة اليمنيّة المستقيلة، راجح بادي، قد أشار، في تصريح لـ «رويترز»، إلى أنَّ هناك «توجّهاً لتأجيل موعد الجولة المقبلة من المحادثات من منتصف كانون الثاني إلى موعد آخر». وقال إنَّ إعلان الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح عدم المشاركة في المحادثات، وعدم التزام «أنصار الله» بتنفيذ وعودهم بإطلاق سراح السجناء، من بين الأسباب التي تدفع في اتّجاه التأجيل.
كذلك نقلت «فرانس برس» عن وزير الخارجية اليمني في الحكومة المستقيلة عبد الملك المخلافي، قوله، إنَّه تم تأجيل جولة المفاوضات التي أشار إلى أنَّها «ستجرى في 20 أو 23 كانون الثاني (في جنيف) بسبب رفض الحوثيين تاريخ 14 كانون الثاني».
وبحسب المخلافي، فإنَّ زيارة مبعوث الأمم المتحدة إلى صنعاء تأتي في إطار «إقناع الحوثيين بالمشاركة في المفاوضات في التواريخ الجديدة»، مضيفاً أنَّ ولد الشيخ سيحاول أن «يحصل من الحوثيين على إجراءات ثقة، خصوصاً رفع الحصار عن تعز والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى هذه المدينة».
وكانت مصادر ديبلوماسيّة كويتيّة قد أكَّدت تعذّر انعقاد المفاوضات اليمنيّة في الكويت، متوقعةً انعقادها في جنيف في 25 كانون الثاني الحالي.
المصادر قالت لـ «الأناضول»، إنَّ «الكويت لم تتلقَّ حتى الآن موافقة جميع الأطراف لاستضافة المفاوضات، بعدما بحثها وزير الخارجية عبد الملك المخلافي أثناء زيارته إلى الكويت في كانون الأول الماضي، وأبدت الكويت ترحيبها بها». وأضافت أنَّ «الحكومة الشرعية وافقت على اللقاء الذي حُدِّد في 14 كانون الثاني، إلّا أنَّ صالح والحوثيين رفضوا ذلك، وطلبوا أن تُعقد المفاوضات في إثيوبيا، لكن لم يتمّ الاتفاق على ذلك من قبل جميع الأطراف».
وفي ثالث هجوم تتعرّض له خلال ثلاثة أشهر، قالت منظمة «أطباء بلا حدود» إنَّ صاروخاً أصاب مستشفى تشرف عليه في صعدة شمال اليمن، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص.
وفيما لم تحدّد المنظمة الجهة التي تقف وراء الهجوم الذي أدى أيضاً إلى إصابة عشرة أشخاص بجروح في مستشفى الصحراء في رازح في صعدة، أشارت إلى أنَّ «طائرات شوهدت تحلّق فوق المستشفى وقت الهجوم، كما أنَّ قذيفة أخرى على الأقل سقطت قرب المستشفى». ومن بين المصابين ثلاثة أفراد من المنظمة، اثنان منهم «في حال حرجة».
وقالت مديرة عمليات المنظمة راكيل ايورا «يتمّ دوريا إبلاغ جميع الأطراف المتحاربة، بما فيها التحالف، بالإحداثيات الجغرافيّة للمواقع الطبية التي تعمل فيها منظمة أطباء بلا حدود». أضافت «لا يمكن البتّة لمن يملك القوة لشنّ ضربات جويّة أو إطلاق صواريخ، أن يجهل بأنَّ مستشفى الصحراء كان مرفقاً صحياً يعمل ويقدم الخدمات الطبية الأساسيّة وتدعمه المنظمة».
وبعد أيام على إعلان الأمم المتحدة امتلاكها معلومات «مقلقة» عن استخدام السعودية قنابل عنقودية في حربها على اليمن، نفى المتحدث باسم «التحالف» أحمد عسيري، استخدام هذه القنابل في غارات شنّها «التحالف» العسكري مؤخراً على صنعاء.
وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» قد اتّهمت «التحالف» باستخدام هذه القنابل في غارات استهدفت صنعاء في السادس من الشهر الحالي. كما أعلنت الأمم المتحدة تلقيها «معلومات مثيرة للقلق» عن استخدام هذه القنابل، وهو ما حذّر أمينها العام بان كي مون من أنّه «يمكن أن يعتبر جريمة حرب».
وأكَّد عسيري أنَّ طراز القنابل «سي بي يو ـ 58» التي ذكرها تقرير المنظمة «غير موجود في مخازن» القوّات السعودية، مشيراً إلى أنَّ «التحالف» أقرّ في السابق، باستخدام نوع آخر من القنابل العنقودية ضدّ عربات عسكرية للجيش، منتقداً تقرير المنظمة الذي اعتبره «ضعيفاً جداً». وقال «أعتقد أنّهم يجمعون معلوماتهم من الحوثيين».
وفي أحدث هجماته، تبنّى تنظيم «داعش» عملية اغتيال ضابط في الاستخبارات اليمنيّة يدعى علي صالح الناخبي، في مدينة عدن جنوب اليمن، حيث يُفرض حظر ليلي للتجوال بسبب انتشار المجموعات الإرهابية في المدينة الساحلية.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...