«التحالف» يسعى لتشكيل جيش يمني "حر"
يمكن تلخيص زيارة وزير الخارجية اليمني، بالوكالة، رياض ياسين، إلى القاهرة، بإعلانين: أولهما إعلانه أنَّ هدف حرب «التحالف» على اليمن، بات تشكيل ما وصفه بـ «جيش وطني حقيقي» بدلاً من الجيش اليمني المتحالف مع «انصار الله»، وثانيهما رفض الحكومة أيّ منطق حوار يؤدّي إلى حلّ سياسيّ، إن لم يرتكز على قرار مجلس الأمن الدولي 2216.
ومن شروط الحكومة اليمنية لوقف الحرب، وفقاً لمسودة «مصفوفة النقاط» التي سلَّمها الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي إلى المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد، حلّ الجيش اليمني، أو إعلان «أنصار الله» وعلي عبد الله صالح حل «الميليشيات» التابعة لهما، بحسب المسودة.
ياسين أعلن من القاهرة بعد لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أنَّ الحكومة المستقيلة لن تتفاوض مع «أنصار الله» وحلفائهم، إلَّا بعد إلقاء أسلحتهم وانسحابهم من المناطق التي يسيطرون عليها، وفقاً لقرار مجلس الأمن الرقم 2216.
وقال: «على ميليشيا صالح والحوثيين أن ينفّذوا القرار الدولي أولاً، فقط حينها يمكن الحديث عن حوار وحلّ سياسيّ بمشاركة الأحزاب اليمنية.. هذا الحل الوحيد لدينا على الطاولة، لا حلّ سياسياً في اليمن، إلا بتنفيذه».
كذلك أعلن الوزير أنَّ الحكومة المقيمة في الرياض، ستعود إلى مدينة عدن في القريب العاجل، معتبراً أنَّ «الجرائم التي ترتكبها قوات الحوثي وصالح، هي السبب في الأزمة الإنسانية في اليمن».
وبشأن الانتهاء من تشكيل «القوة العربية المشتركة»، قال إنَّ «القرار الذي اتخذ في قمة شرم الشيخ في آذار الماضي، في طريقه إلى مزيد من التفاصيل وقريباً ستكون القوة معلنة».
وكانت جامعة الدول العربية قرّرت، أمس الأوَّل، تأجيل اجتماع مجلس الدفاع العربي، المكون من وزراء الخارجية والدفاع العرب الذي كان مقرراً عقده يوم أمس، لمناقشة بروتوكول تشكيل «القوة العربية المشتركة»، إلى وقت لاحق لم تحدده.
من جهته، كرَّر العربي دعم الجامعة لـ «الشرعية اليمنية ممثّلةً بالرئيس عبد ربه منصور هادي، ودعمها للجهود كافة التي تُمكّن مؤسسات الدولة اليمنية من استعادة دورها الوطني، وإعادة الأمن والاستقرار في أنحاء البلاد»، مشيراً إلى ضرورة الالتزام بتطبيق قرار مجلس الأمن 2216، والمرجعيات الوطنية المتفق عليها، والمتمثلة في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وكذلك المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
وفي مقابلة منفصلة مع «رويترز»، أعلن ياسين أنَّ المعركة من أجل صنعاء «ستبدأ، إن شاء الله، خلال ثمانية أسابيع. هي فعلياً بدأت الآن.. هناك مقاومة وطنية داخل صنعاء بدأت تتحرَّك. هناك أمور كثيرة تحصل ستؤدي إلى استعادة صنعاء».
وفيما رفض التعقيب على عدد الجنود الإماراتيين والسعوديين الذين يقاتلون إلى جانب المجموعات المسلحة الموالية لهادي في اليمن، قال إنَّ غالبية المشاركين في العمليات القتالية يمنيون: «هناك بعض الأفراد أو القوات من الإمارات ومن المملكة ومن دول مجلس التعاون، ولكن معظم مهامها فنية»، مضيفا أنَّه لا يعتقد أنَّ الجنود الإماراتيين والسعوديين يشاركون في القتال.
وأوضح أنَّ هؤلاء الجنود يقدّمون للقوات اليمنية «كل أنواع التدريب سواء في القتال أو في القيادات الميدانية أو في استخدام المعدات العسكرية أو في قيادة العربات وفي الاتصالات وكل الأنواع. الهدف بناء جيش وطني حقيقي في ما بعد. هذا هو الأساس في ذلك».
ميدانياً، تمكَّن الجيش و «اللجان الشعبية» من صدّ زحف عسكري سعودي مدعوماً بعشرات الآليات العسكرية السعودية المتنوعة على موقع دار النصر في الخوبة في جيزان.
وقال مصدر عسكري لوكالة الأنباء اليمنية – «سبأ» إنَّ قوة الإسناد الصاروخي في الجيش و «اللجان الشعبية» قصفت بخمسة صواريخ مركز التدريب في نجران وثلاثة صواريخ أخرى على رقابه نهوقه.
إلى ذلك، أعلن مسؤول حكومي مقتل خمسة أشخاص يعتقد أنهم عناصر في تنظيم «القاعدة» في غارة لطائرة أميركية من دون طيار على مدينة المُكلَّا، مركز محافظة حضرموت التي يسيطر عليها التنظيم.
وصرح المسؤول اليمني أنَّ «خمسة من عناصر القاعدة قتلوا في غارة جوية لطائرة من دون طيار مساء الأربعاء، استهدفت منزلاً يتحصَّن فيه مسلَّحو تنظيم القاعدة في مدينة المُكلَّا».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد