«القاعدة» يحاول مهاجمة الساحل السوري والأسد ينتقد «الرماديين»
سعى المسلحون التابعون لتنظيم «القاعدة»، الى فتح ما يسمى «معركة الساحل» السوري ما قد يدخل الحرب السورية في منعطف خطير، حيث شنّوا هجوما مباشرا على 10 قرى في ريف اللاذقية، فيما انتقد الرئيس بشار الأسد دولا عربية تعرب عن قلقها على كل قرية سورية ولكنها مطمئنة على وضع القدس بين أحضان العدو الصهيوني، مشددا على أن «الخير لن يأتينا من أصحاب الفكر الظلامي الذي أسسه الوهابيون بالقتل وسيسته جماعة الإخوان المسلمين بالنفاق».
وتحت مسمى «معركة تحرير الساحل»، شنّت فصائل تابعة لتنظيم «القاعدة» هجوما كبيرا على قرى ريف اللاذقية الشمالي، وذلك بعد أسابيع على دعوة عضو «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الإسلامي أنس عيروط إلى خلق «توازن رعب» عبر الهجوم على «مواقع أبناء الطائفة العلوية» في سوريا. وكان يتم استهداف مثل هذه المناطق، بطريقة غير مباشرة سواء عبر قصفها بقذائف الهاون أو عبر تفجير سيارات.
ووفقا لموقع «حنين»، المقرّب من «القاعدة»، فإن ما يجري هو عملية «تحرير الساحل»، مشيرا الى السيطرة على مواقع عدة ومتحدثا بلهجة مذهبية بحتة. لكن مصادر ميدانية قالت إنه تم صد هجوم بأعداد كبيرة للمسلحين على عدة نقاط وقرى في منطقة سلمى وقرى الحفة. وذكرت مواقع موالية أن المسلحين يحتجزون أعدادا كبيرة من المدنيين، لاسيما ممن حاولوا النزوح باتجاه اللاذقية. واعلن مصدر عسكري سوري لقناة «الميادين» مقتل قائد «لواء التوحيد» قحطان حاج محمد في اشتباكات مع الجيش السوري في ريف اللاذقية.
وقال الأسد، خلال إفطار مع فعاليات المجتمع السوري من أحزاب وسياسيين ومستقلين ورجال دين مسلمين ومسيحيين ونقابات واتحادات ومجتمع مدني، إن «السوريين وحدهم من يستطيع إنهاء الأزمة مهما كان قدر التدخل الخارجي»، مضيفا «في الوطن لا يوجد إلا أبيض مع الوطن وأسود ضده، ولا رمادية وطنية، فتلك الرمادية حاضنة للفكر الإرهابي، وهي من أطلقت الوحوش على الساحة الداخلية».
وتحدث الأسد عن المبادرات الخارجية التي ظهرت والتي وافقت عليها دمشق لكن دولا عربية وأجنبية أفشلتها، معتبرا ان «المرونة التي أبدتها السلطات السورية ساعدت جميع الأصدقاء في العالم ليكون لديهم القدرة على الدفاع عن سوريا في المحافل الدولية».
وأعلن أن «سوريا كدولة مستمرة في نهج التسامح بالتوازي مع ضرب الإرهابيين بيد من حديد»، مؤكدا أن «الحسم في الأزمة هو فقط في الميدان... وأن أهم عامل في إنجازات القوات المسلحة هو العامل الشعبي، لذلك اذا نجحنا في الحرب الشعبية، فإن سوريا ستخرج من أزمتها خلال أشهر... وبتوحد الجيش والشعب ستعود سوريا إلى سابق عهدها بلد الأمان والأمن».
وأعلن الأسد أن «الخير لن يأتينا من بعض الدول القلقة جداً على كل قرية في سوريا ولكنهم مطمئنون على وضع القدس بين أحضان العدو الصهيوني، وتعبر عن قلقها عن الديموقراطية لدينا بينما هي ليس لديها ديموقراطية»، معتبرا أن «هذه الدول ستدخل التاريخ من باب القتل والتدمير والتخلف والجهل». وقال «الخير لن يأتينا من الفكر الظلامي الذي أسسه الوهابيون بالقتل وسيّسه الأخوان بالنفاق. هذا الفكر هو اول من دق الاسفين بين العروبة والاسلام فيما جمعه القرآن والنبي، ودق إسفين ثان بين المسلم والمسلم وثالث بين المسلم والمسيحي... هؤلاء هم الاسلاميون الجدد لخدمة اسرائيل، والأصح تسميتهم بالجاهلية».
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي سلّم الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني في طهران، رسالة من نظيره السوري بشار الأسد «تتعلق بتطوير العلاقات الثنائية في جميع المجالات والإرادة المشتركة في مواجهة المخططات الغربية والأميركية وأدواتها في المنطقة، والتي تستهدف إضعاف محور المقاومة».
وأضافت «شدد روحاني على إصرار إيران على تعزيز علاقاتها مع سوريا والوقوف معا في مواجهة التحديات كافة. وأكد أن العلاقات الراسخة والإستراتيجية والتاريخية التي تربط بين الشعبين والبلدين الصديقين، سوريا وإيران، والمبنية على أسس التفاهم والمصير المشترك وتلبية طموحات وتطلعات الشعبين، لا يمكن لأي قوة في العالم أن تزعزعها أو تنال منها».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد