«مصادفـة»العـرض «ثلثـي مرجـلة».. ولـو كـره المبدعـون

11-02-2009

«مصادفـة»العـرض «ثلثـي مرجـلة».. ولـو كـره المبدعـون

في ندوة تكريمية لأسرة مسلسل «الاجتياح» أقامها أمس الأول منتدى الشهيد غسان كنفاني الثقافي في دمشق، انتهى المخرج شوقي الماجري إلى سؤال الحيرة ذاته: «لا أعرف لماذا قاطعوا مسلسل «الاجتياح»، لماذا يعرض المنتجون عن تقديم أعمال مشابهة؟»، قــبل أن يحــيله إلى الجمهور عساه يجد عندهم الأجوبة المقنعة. عباس النوري في مشهد من «الاجتياح».
كان فوز المسلسل بجائزة «أيمي أوورد» العالمية من وسط أكثر من 500 عمل درامي عالمي بوابة أمل لصناع المسلسل بإمكانية عرضه على نطاق أوسع بعد أن اكتفت بذلك فضائية «ألـ بي سي» وأعرضت عنه الفضائيات الأخرى لدرجة أن صناعه فكروا بعرضه على فضائية «الجزيرة الإخبارية». إلا أن «إيمي أوورد» لم تحرك على ما يبدو في خارطة عرض المسلسل ساكناً، لكنها حركت فينا المزيد من الحسرة والحيرة، ونحن نجد أن التقدير لما أُنجز في «الاجتياح» يأتي عالمياً بينما يتجاهله «مهرجان الإعلام العربي» في القاهرة منذ سنتين، فلم ينل أي جائزة أو تنويهاً من لجان هذا المهرجان.
أحداث غزة الأخيرة، ونزف الدم المهدور فيها، أعاد مسلسل «الاجتياح» إلى الواجهة الإعلامية. جاء العرض هنا وفق ما اقتضته «النخوة» العربية التي اعتدنا ألا تثار، وألا يفور دم الغيرة فيها إلا بعد أن يستباح الدم.. ألا يبدو مؤلماً أن يعرض «الاجتياح» على أنقاض الاجتياح؟
هكذا مدفوعة بـ«النخوة العربية» وما تقضيه مناسبة الموت العبثي وأخذ العزاء فيها عرضت «أم بي سي» أخيراً مسلسل «الاجتياح».
عرض المسلسل، الذي وظف ليروج لـ«ديموقراطية» الـ «أم بي سي» حين دعت مشاهديها لاختيار وقت عرضه، أكثر ما رُوِّج للمسلسل نفسه.. مع ذلك، بدا العرض بوابة أمل جديدة لصناع المسلسل، فبعرضه على «أم بي سي» قفز المسلسل إلى الواجهة الإعلامية على الأقل بحكم جماهيرية القناة.
في هذه الأوقات، يعرض مسلسل «الاجتياح» على ثلاث قنوات عربية بآن معاً: «أم بي سي»، «الفضائية الليبية»، وقناة «الساعة»..دون أن يعني ذلك أن المسلسل بدأ يأخذ حقه الطبيعي بعد أكثر من سنتين على إنجازه.
المسألة باختصار، أي مسألة العرض، تعتمد على المصادفة فقط، بعدها إما أن يخرج المسلسل من عنق زجاجة المنع، كما حدث مع مسلسل «التغريبة الفلسطينية»، أو يعود ليبقى أسير المستودعات كما هي حال مسلسلات «عيّاش» و«الشتات»... وغيرها الكثير.
رد نجاح العمل وانتشاره إلى «المصادفة» قد لا يروق لمبدعيه..لكن في دراما فلسطين بالذات، وما يُفرض عليها من حصار التجاهل، يبدو التعويل على المصادفة «ثلثي مرجلة» العرض، وبدون هذه المصادفة كان من الممكن أن يأكل الغبار مسلسلاً مثل «التغريبة الفلسطينية»... فقد رفض كثير من الفضائيات العربية (منها فضائيات لبنانية خاصة) مجرد استقبال المسلسل، بينما اضطر كاتبه الدكتور وليد سيف أن يحمل «خمس حلقات» من المسلسل بنفسه إلى صاحب القرار في إحدى الفضائيات ليتمكن من عرضه لأول مرة.
اليوم، ينال مسلسل الاجتياح «مصادفة» العرض ذاتها، فهل يلقى الرواج ذاته الذي ناله «التغريبة الفلسطينية»؟
لا أحد يستطيع أن يجزم بذلك، ذلك ببساطة لأن لا أحد يستطيع أن يجزم بأسباب إحجام المنتجين عن عرض هذه الأعمال في البداية، حتى يستطيع أن يجزم بسبب العرض لاحقاً... وهو ما يؤكد أن التعويل على المصادفة أكثر من «ثلثي مرجلة» العرض، ولو كره المبدعون!

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...