«يديعوت»: مبادرات تطبيع عربية مع إسرائيل
ما إن طرحت إسرائيل عرض «التطبيع في مقابل التجميد» حتى بدا ان جهات عربية تسعى إلى فتح قنوات اتصال بأشكال وحيثيات مختلفة مع الدولة العبرية. وفي هذا الصدد ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنّ دول الخليج قبلت بصفقة أميركية تقضي بفتح مجالها الجوي أمام الطائرات التجارية الإسرائيلية والتراجع عمّا أقرته قمة قطر الاستثنائية خلال حرب غزة من تعليق لأنشطة المصالح التجارية الإسرائيلية في مقابل تجميد أعمال الاستيطان، في وقت أرسلت البحرين وفداً رسمياً، هو الأول من نوعه، إلى تل أبيب للإفراج عن اثنين من مواطنيها كانا قد احتجزا على متن سفينة «روح الانسانية».
في هذه الأثناء، ذكرت مصادر إسرائيلية أنّ الغواصات الإسرائيلية عادت لتبحر عبر قناة السويس في مناورة لاستعراض القوة في وجه إيران. واحتفظت إسرائيل لفترة طويلة بغواصاتها الالمانية الثلاث من فئة «دولفين» والتي يعتقد بشكل واسع أنها تحمل صواريخ نووية بعيدا عن قناة السويس حتى تبعدها عن أنظار المصريين العاملين بالقناة.
وذكرت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية «بنا» أنه «في إطار الاهتمام الذي توليه المملكة لرعاياها في الخارج، وما يتعرضون له من أوضاع قد تحد من حريتهم الشخصية، ونظراً لأوضاع عدد من المواطنين البحرينيين الذين احتجزتهم السلطات الإسرائيلية وهم على متن السفينة المسماة (روح الإنسانية)، فقد قامت وزارة الخارجية بالاتصال بعدد من المنظمات والأطراف الدولية والدول الشقيقة والصديقة لتأمين الإفراج عن المواطنين المحتجزين في إسرائيل».
وأضافت أنّ «الاتصالات أسفرت عن موافقة السلطات الإسرائيلية على تسليم المحتجزين البحرينيين لممثلين عن مملكة البحرين، وعلى اثر ذلك قامت وزارة الخارجية بالتعاون مع وزارة الداخلية بإرسال بعثة إلى مطار بن غوريون لاستلام المواطنين، وقد تم استلام المحتجزين من السلطات الإسرائيلية وهم بخير وفي صحة طيبة».
وكان ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة التقى مسؤولين اسرائيليين خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في العامين 2000 و2003، في حين التقى وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن احمد آل خليفة نظيرته الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني في الأمم المتحدة في العام 2007، علماً أنّ الوزير البحريني كان قد دعا في تشرين الأول الماضي إلى إنشاء منظمة إقليمية تضم الدول العربية وإسرائيل وإيــران وتركيا من اجل التوصل إلى السلام في الشــرق الأوسط، وقد رفض نواب بحرينــيون ومعــارضون يومها هذه الدعوة معتبرين أنها تشــكل «خروجا عن السياسة البحرينية» ومدخلا إلى التطبيع.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الإدارة الأميركية حصلت على موافقة دول عربية على تحليق الطائرات التجارية الإسرائيلية المتوجّهة إلى الشرق الأقصى في أجوائها مقابل وقف إسرائيل أعمال البناء في المستوطنات. وأضافت الصحيفة أن تحليق الطائرات الإسرائيلية في الأجواء العربية سيقصر بشكل كبير مدة تحليق الطائرات، وأن مسارها الجديد سيمرّ في الأجواء العراقية والسعودية ودول الخليج.
وتشمل الصفقة أيضاً إعادة فتح مكاتب المصالح الإسرائيلية في بعض دول شمال أفريقيا والخليج، بعدما أغلقت خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ولفتت «يديعوت» إلى أنه تم البحث في هذه المبادرة خلال اللقاء بين وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل يوم الثلاثاء الماضي في نيويورك، كما تم بحثها خلال لقاءات عقدها مسؤولون إسرائيليون وأميركيون مؤخرا.
واعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما في رسالة إلى ملك المغرب محمد السادس أن على الدول العربية «أن تستند إلى التزام مبادرة السلام العربية للقيام بخطوات نحو إسرائيل، في اتجاه إنهاء عزلتها في المنطقة».
في غضون ذلك، كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية عن إن غواصة إسرائيلية أبحرت عبر قناة السويس إلى البحر الأحمر الشهر الماضي في إطار مناورة بحرية وصفت بـ«غير المعتادة»، وتستهدف استعراض قدرة إسرائيل الإستراتيجية في مواجهة إيران.
وقال مصدر إن الرحلة كانت مخططة منذ أشهر، ما يعني أن لا علاقة لها بالاضطرابات التي أعقبت انتخابات 12 حزيران الرئاسية. وكان من شأن الإبحار إلى الخليج العربي من دون عبور قناة السويس أن يرغم الغواصة، التي تعمل بوقود الديزل، على الدوران حول القارة الإفريقية في رحلة تستغرق أسابيع تكون فائدتها محدودة في استعراض القوة الإسرائيلي، وعلى المدى الأقرب يمكن أن تطلق هذه الغواصة صواريخها التقليدية على المواقع الإيرانية النووية الإيرانية.
وقال المسؤولون المصريون في قناة السويس إنهم لا يؤكدون التحركات العسكرية ولا ينفونها، وقال أحدهم إنه في حالة حدوث مثل هذا العبور فليس ذلك بمشكلة لمصر لأنها ليست في حالة حرب مع إسرائيل.
إلى ذلك، قال نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي عيران ليرمان إن إيران تشكل التهديد الأكبر على إسرائيل كونها تسعى لتكون قوة بديلة عن القوة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط. ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» الالكتروني عن ليرمان، الذي تولى أمس الأول مهام منصبه الجديد، إن «التهديد الأكبر الماثل أمام دولة إسرائيل هو سعي إيران لوضع نفسها كقوة بديلة لقوة أميركا كدولة عظمى في منطقتنا»، موضحاً أنّ هذا «الأمر لا يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني فقط وإنما بمجمل الأمور التي تجعل إيران تعرض نفسها كوريثة للاتحاد السوفياتي وكقوة مضادة للغرب».
لكن ليرمان قال إن «إسرائيل ليست موجودة في مسار تصادم مع الولايات المتحدة، فأميركا بقيت مثلما كانت ولم تتغير ومازال الشعب الأميركي مؤيدا لإسرائيل، كما أن أسس العلاقة مع إسرائيل متينة، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة مرّت بتغيرات سياسية تؤثر باتجاه إحداث تغيرات في وجهات النظر وسلم الأولويات، لكن في الجوهر العميق للعلاقات مع إسرائيل لم يطرأ تغير».
وفي هذا السياق، ذكر مصدر إسرائيلي أن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك سيتوجه إلى لندن غداً للاجتماع مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل. وسيكون الاجتماع بين باراك وميتشل هو ثاني اجتماع لهما خلال أيام قليلة بعدما عقدا لقاءات في نيويورك الأسبوع الماضي.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد