أبرز ملامح صفقة كاديما – العمل ومستقبل المفاوضات مع سورية

14-10-2008

أبرز ملامح صفقة كاديما – العمل ومستقبل المفاوضات مع سورية

الجمل: بعد ثمانية عشر ساعة من المفاوضات توصل حزب كاديما وحزب العمل الإسرائيلي إلى اتفاق على الائتلاف بينهما.
* الملامح البارزة لصفقة ائتلاف كاديما – العمل:
تقول التقارير والمعلومات الواردة من إسرائيل بأن صفقة كاديما – العمل قد تضمن الآتي:
• أن تطلق على زعيم حزب العمل الجنرال إيهود باراك تسمية نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي بالإضافة إلى منصبه كوزير للدفاع.
• أن يكون باراك الأرفع مرتبة من بقية الوزراء الآخرين.
• أن يتخلى الجنرال باراك عن مطلب القيام شخصياً بقيادة المفاوضات والمحادثات مع سوريا مقابل الحصول على مكانة الشريك مع ليفني زعيمة كاديما في كل ما يتعلق بملف المفاوضات مع سوريا ومع الفلسطينيين إضافة إلى إعطائه مكانة أكثر أهمية لجهة المشاركة في تطورات إدارة مفاوضات سوريا والفلسطينيين.
• أن يتم التفاهم المسبق على خط ليفني – باراك في كل ما يتعلق بالمبادرات والمقترحات وما شابه ذلك من الأجندة قبل أن يتم تقديمها إلى مجلس الوزراء الموسع أو المصغر، مع الإبقاء على حق ليفني في أن تستخدم صلاحياتها القانونية في طرح الاقتراحات والمبادرات من مبدأ منصبها كرئيس للوزراء.
• أن يتخلى حزب العمل عن مطلبه بزيادة عدد ممثليه في اللجان القضائية مقابل أن يُمنح حق الفيتو في الاعتراض على مشروعات القوانين والتشريعات المتعلقة بالنظام القضائي والعدلي.
• أن يتخلى حزب العمل عن المطالبة بزيادة مخصصات الميزانية مقابل أن تتم الاستجابة لمطالب حزب العمل بزيادة العلاوات للموظفين والإعانات للطلاب إضافة إلى تجميد الرسوم الجامعية.
اتفاق كاديما – العمل، ركز على العموميات وعلى ما يبدو فإن طبيعة خلال كاديما – العمل هي بالأساس تتميز بخصوصيتها الشكلية الإجرائية، وإضافة لذلك فإن كاديما هو بالأساس يمثل تيار الذرائيعة- الليكودية ذات القابلية للمساومة من أجل الاحتفاظ بالسلطة في الكنيست ومجلس الوزراء.
* توازن القوى الإسرائيلي الداخلي: تداعيات اتفاق كاديما – العمل:
على أساس اعتبارات توازن القوى داخل وبين السلطات الثلاثة فإن اتفاق كاديما – العمل الأخير سيترتب عليه نشوء تكتل كبير داخل المؤسسة التشريعية (الكنيست)، وحالياً يمكن القول بأن الاتفاق قد أنشأ كتلة برلمانية تتكون من 48 نائباً (29 لكاديما و19 للعمل) من إجمالي المقاعد البالغ 120 مقعداً، وتبقى أمام ليفني تجميع الأحزاب الصغيرة بما يسمح للائتلاف الجديد عدداً كبيراً من المقاعد ضمن أغلبية تعادل نسبة 50%+1 وهي 60 مقعداً.
ما زال الليكود متمسكاً بمعارضته الشديدة لأطراف الائتلاف الحاكم وتقول المعلومات الواردة اليوم بأن نتينياهو زعيم الليكود صرح مطالباً حزب شاس (12 مقعداً في الكنيست) بعدم الانضمام للائتلاف الحاكم واتهم نتينياهو الائتلاف بالسعي للتنازل عن القدس، هذا وتقول المعلومات بأن حزب شاس الذي يتزعمه الحاخام ييشاي ما زال متمسكاً بمطالبه الأساسية:
• الالتزام الصارم بعدم إدراج ملف القدس في أي مفاوضات سلام.
• تقديم المزيد من الإعانات لدعم الطفولة.
هذا، وتقول المعلومات بأن الجنرال باراك رغم اهتمامه بضرورة توسيع قاعدة تحالف كاديما – العمل، فإنه ما زال أقل حرصاً على إشراك شاس وبالتالي فمن المحتمل أن ينشأ اختلاف بينه وبين ليفني حول الأطراف التي يتوجب السعي لضمها فبينما يفضل باراك تجميع الأحزاب اليسارية الصغيرة والمعتدلة، فإن ليفني تفضل بسبب من خلفيتها الليكودية التوصل إلى صفقة مع شاس وهي الصفقة التي سيحاول باراك العمل إفشالها أو إقامتها على اتفاق فارغ المحتوى مع شاس.
* اتفاق كاديما – العمل: التأثير على ملفات السلام مع سوريا والفلسطينيين:
من المعروف أن صفقة السلام مع سوريا ما زالت تمثل الحلم الأساس لكل الزعماء الإسرائيليين بما في ذلك نتينياهو الذي برغم رفضه المعلن للمفاوضات فإنه سيبادر إلى إنجاز هذه المفاوضات فيما لو كان في منصب رئيس الوزراء. بكلمات أخرى، لن يتخلى لا حزب كاديما ولا العمل عن برنامج المفاوضات على المسارين السوري والفلسطيني ولكن ستظل المشاكل متمثلة في:
• نفوذ المؤسسة الدينية السلبي على الرأي العام إزاء قضايا الانسحاب من الجولان وإقامة الدولة الفلسطينية.
• الدور المعاكس غير المواتي الذي ظلت تقوم به قوى المعارضة السياسي الإسرائيلية بحيث إذا تفاوضت حكومة العمل – كاديما من أجل السلام فإن الليكود سيعمل لإجهاض المفاوضات، والعكس بالعكس، والسبب الحقيقي وراء ذلك يكمن في محاولة الطرفين حرمان الطرف المسيطر على الحكومة من الحصول على أي مزايا سياسية عن طريق ملف السلام.
من غير المتوقع أن يحدث تأثير كبير في تطورات ملف المحادثات السورية – الإسرائيلية في اسطنبول بوساطة تركية، ولكن التوقعات تشير إلى أن بعض التغييرات الطفيفة التي قد تحدث في حالة انضمام شاس إلى الائتلاف، فإن احتمالات أن تصبح المواقف الإسرائيلية أكثر تشدداً هو الغالب أما في حالة انضمام الأحزاب اليسارية الصغيرة إلى الائتلاف فإن احتمالات التشدد ستكون أقل.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...