أفكار "الصبي الذكي" لمفاوضات سلام تستبعد سوريا

19-09-2006

أفكار "الصبي الذكي" لمفاوضات سلام تستبعد سوريا

الجمل:  تفيد تقارير إعلامية الأمريكية بأن العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين ، يعمل حالياً في إعداد وصياغة مبادرة سلام عربية- إسرائيلية، وقد عبرالعاهل الأردني لمجلة التايمز الأمريكية، عن رغبته في الكشف عن الخطوط العريضة لخطة سلام عربية جديدة تسنتد إلى المبادرة التي أقرتها الدول العربية في قمة بيروت عام 2002م، والتي تبنت طرحها المملكة العربية السعودية.  معتبراً "إن هذا الأمر يمثل واحداً من الفرص الأخيرة لحل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني".
العاهل الأردني  الذي توقع أن هذا العام أو العامين القادمين، سوف يكونان حاسمان بالنسبة للشرق الأوسط عبر عن ثقته بقدرة رئيس الحكومة الإسرائيلية أيهود اولمرت  على تبديد الصعوبات والعوائق ، دون تحديد لنوع المصاعب وفي أي مجال. كما عاد وقال في حوار له مع صحيفة الحياة اللندنية أنه لا يحمل مشروعا أردنيا، "لكن هناك بعض الأفكار التي تم التوافق عليها بالتنسيق مع السعودية ومصر وبعض الدول العربية والرئيس الفلسطيني أبو مازن لإعادة تحريك العملية السلمية استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وخطة خارطة الطريق". ومن اللافت في هذا التصريح عدم ذكر الملك عبدالله لسوريا؟  الأمر الذي يثير أكثر من تساؤل حول ماهية وأهداف خطة السلام يطبخها المحور العربي "السعوديةـ مصرـ الأردن"
وتشير التوقعات إلى: إن أفكار العاهل الأردني، سوف تكون نسخة شديدة الشبه باتفاقية السلام الأردنية- الإسرائيلية، غير المتوازنة، والتي أخذ بموجبها الإسرائيليون كل شيء من الأردن، إلى الحد الذي لم يتركوا فيه لملك الأردن شيئاً سوى كرسيه الذي يجلس عليه.
خطة العاهل الأردني لكي تكون عربية، لابدّ أن يتم إعدادها بمشاورة الأطراف العربية، وبالذات الأطراف ذات العلاقة المباشرة بشكل أساسي والتي تتمثل في سورية، ولبنان والفلسطينيين، وبدرجة أقل الدول العربية الأخرى.
آن نشاط الثلاثي: الأردن، مصر، السعودية، في ملف الصراع العربي الإسرائيلي، وفي هذا الوقت بالذات له أكثر من دلاله، وعلى ما يبدو فإن هذا التحرك يرتبط كثيراً بحديث دينيس
 روس في منتدى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، والذي تحدّث فيه عن ضرورة أن تتبنى أمريكا إنشاء ورعاية مظلة عربية جديدة تتكون من الأردن، مصر، والسعودية، لتقوم بعملية تحقيق السلام والقضاء على الإرهاب، وإبعاد شبح النفوذ الإيراني عن الشرق الأوسط.
في كل أحاديث العاهل الأردني التي ظهرت حتى الآن، تركيز على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى المسألة اللبنانية، ولم ترد أي إشارة للأراضي السورية المحتلة، أو لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، الأمر الذي يبشر بولادة ناقصة لخطة العاهل الأردني، والتي يستحق عليه وصف (الصبي الذكي Generons guy)   الوصف الذي أطلقه عليه الرئيس الأمريكي  خلال مؤتمر صحفي مشترك  في آذار 2005. ولعل الذكاء في الطروحات الأردنية وحتى العربية ليس في استبعاد سوريا من مبادرة هي جزء منها ، وإنما فيما تحمله الخطة العربية بشكل غير مباشر من مؤشرات حول اتجاه المحور العربي المتحالف مع أمريكا، بشأن عزل سوريا ، من خلال العمل على تفعيل عملية السلام مع الفلسطينيين بعد تشكيل حكومة وطنية، أو على الأقل تبريد الجبهة الفلسطينية،  لإضعاف محور الممانعة وبالتالي إحكام الطوق على سوريا تمهيداً لتوجيه ضربة إليها كمقدمة لترويض إيران.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...