إسبانيا تعتقل «أمير ماربيا»
يطرح اعتقال رجل الأعمال السوري منذر الكسار في مطار مدريد أمس، بناء على مذكرة توقيف أميركية بتهمة «مساعدة منظمة إرهابية والتورط في تجارة الأسلحة»، علامات استفهام كبيرة لجهة التوقيت والغاية والهدف.
وجاء في بيان لوزارة الداخلية الإسبانية أن محكمة في نيويورك تشتبه في قيام الكسار «بتأمين المساعدة والإمكانات المادية لمنظمة إرهابية وبالتآمر لقتل مواطنين ومسؤولين أميركيين واستخدام صواريخ مضادة للطارئات وتبييض أموال».
وأعلنت السلطات الأميركية والإسبانية أن الكسار يواجه حالياً احتمال تسليمه إلى الولايات المتحدة لمحاولة بيع أسلحة لمتمردين في كولومبيا. وقالت السفارة الأميركية في مدريد «إن رجلين آخرين هما طارق موسى الغازي ولويس فيليب مورينو اعتقلا في رومانيا بتهمة التآمر لبيع أسلحة تقدر قيمتها بملايين الدولارات لمتمردي القوات المسلحة الثورية في كولومبيا والمعروفين باسم «فارك».
وقالت السفارة، في بيان، إن «الكسار والمعتقلين الآخرين متهمون بالتآمر لبيع أنظمة صواريخ أرض ـــ جو وقاذفات صاروخية وآلاف البنادق الآلية وملايين من طلقات الذخيرة لفارك». وأضافت أن «الثلاثة متهمون أيضاً من محكمة اتحادية في جنوب نيويورك بالتآمر لقتل أميركيين، كذلك فإن الكسار ومورينو متّهمان بغسل أموال أيضاً».
كما أن قاضي التحقيق الإسباني، رأى، خلال جلسة التحقيق الأولى في مدريد أمس، أن «التهمة الموجهة إلى الكسار مبالغ فيها». ووفقاً للقانون الاسباني، فإن أمام الولايات المتحدة 40 يوماً لتقديم مستندات تدعم أي طلب لتسليمها الكسار.
ويقيم الكسار في مدينة ماربيا الساحلية الإسبانية منذ فترة طويلة، ويعرف باسم «أمير ماربيا» بسبب الثراء الفاحش في أسلوب عيشه. وهو يمتلك العديد من القصور واليخوت إضافة إلى عشرات المؤسسات التجارية.
ويرتبط الكسار بعلاقة وثيقة بزعيم جبهة التحرير الفلسطينية محمد عباس (أبو العباس)، الذي توفي في سجن المطار في العراق عام 2003 بعدما اعتقلته القوات الأميركية أثناء محاولة دخوله إلى الأراضي السورية.
ولقد ذاع صيت جبهة التحرير الفلسطينية بعد عملية خطف سفينة «أكيلي لاورو» الايطالية سنة 1985. وبرّأت المحكمة العليا في اسبانيا ساحة الكسار عام 1995 من تهمة المساهمة في عملية خطف «أكيلي لاورو»، التي قتل فيها الأميركي اليهودي كلين هوفر.
وتتهم الولايات المتحدة الكسار «بأنه أمدّ، إضافة إلى جبهة التحرير، فصائل مسلحة عددية في نيكاراغوا وقبرص والبوسنة وكرواتيا وإيران والعراق والصومال وأماكن أخرى بالأسلحة والمعدات العسكرية».
وكانت دورية «اكسبرس» الفرنسية اتهمت الكسار بأنه على علاقة وثيقة بالنائب السابق للرئيس السوري رفعت الأسد على خلفية تجارة المخدرات. وادعت أن الكسار عقد صفقة مع وكالة الاستخبارات الأميركية مكنته من الوصول بمخدراته إلى الولايات المتحدة في مقابل مساعدة قدمها لها.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد