إسرائيل تدعم خطة أمريكية لتسليح الجيش اللبناني

11-09-2006

إسرائيل تدعم خطة أمريكية لتسليح الجيش اللبناني

في ظل الرغبة بإضعاف سوريا وحزب الله، وضعت الولايات المتحدة، بموافقة إسرائيلية، وفق ما نشرته يديعوت أحرونوت ، خطة لتسليح الجيش اللبناني وتدريبه، فيما تعرض رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت لانتقادات من وزراء كبار في حكومته لتفرده باتخاذه القرار برفع الحصار البحري والجوي عن لبنان.
من جهته، رأى رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عاموس يدلين ان المعركة في لبنان لتطبيق القرار 1701 قد تنزلق من الاختلاف السياسي الى مواجهة عسكرية بين الجناح الذي يقوده رئيس الوزراء فؤاد السنيورة وبين الجناح الذي يقوده حزب الله وسوريا، مشيرا الى ان الحزب لا يعتزم التخلي عن سلاحه بمحض ارادته، او ان يدع طرفاً آخر يقوم بالمهمة.
واختارت يديعوتعنوانا رئيسيا لصفحتها الأولى الأميركيون يسلحون الجيش اللبناني ويدربونه . وكتب المراسل السياسي للصحيفة شمعون شيفر أن الولايات المتحدة أعدت خطة لتسليح الجيش اللبناني وتدريبه كي يتمكن من التصدي لحزب الله وللدوائر المدعومة من سوريا. وأشار إلى أن إسرائيل أعربت عن موافقتها المبدئية على الخطة الأميركية.
وبحسب الصحيفة فإن الجيش اللبناني سيجتاز في الفترة القريبة المقبلة عملية شد وجه بل وأكثر من ذلك: فقد قررت الإدارة الأميركية أن تقترح على الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة خطة مساعدة شاملة في المجال العسكري. في إطار الخطة سيصل إلى لبنان خبراء من الجيش الأميركي لتدريب وحدات الجيش اللبناني .
وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة الأميركية تشتمل على مراحل عديدة: في المرحلة الأولى سترسل إلى لبنان معدات عسكرية بقيمة 30 مليون دولار، تتضمن مجنزرات، وغيرها من المركبات ووسائل الاتصال.
وقالت أن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض ستيفن هادلي، عرض الخطة الأسبوع الفائت على مبعوثي اولمرت اللذين زارا واشنطن، رئيس الطاقم يورام طورفوفيتش والمستشار السياسي شالوم ترجمان. وأوضح الأميركيون للإسرائيليين وجوب بذل الجهود لتعزيز حكومة السنيورة في مواجهة حزب الله ودوائر أخرى في لبنان تدعمها سوريا.
وبحسب يديعوتفإن الإسرائيليين أعربوا عن موافقتهم المبدئية على خطة الولايات المتحدة تسليح الجيش اللبناني وتدريبه، لكنهم طلبوا من الأميركيين أن يحرصوا على ألا يصل السلاح إلى أيدي حزب الله.
وشددت الصحيفة على أن مبعوثي رئيس الحكومة تباحثوا أيضا في مسألة أخرى طرحت في المحادثات التي جرت معهم في واشنطن، وتتعلق بالموقف من الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت أن الأميركيين يرفضون من الأساس فكرة قيام إسرائيل بفتح حوار من أي نوع مع الأسد الذي يعتبر مسؤولون أميركيون كبار انه أسير تماما في يد الإيرانيين . وترى الإدارة الأميركية أن سوريا تشكل قاعدة متقدمة لإيران لتنفيذ عمليات إرهابية ضد أهداف أميركية في العراق وضد المحافل المعتدلة في لبنان. كما أن سوريا، بحسب الأميركيين، تساعد وتشجع منظمات إرهاب فلسطينية تعمل من دمشق.
وبحسب الصحيفة، فإن الإسرائيليين طمأنوا محاوريهم إلى أنه ليس في نية أولمرت البتة الإشارة إلى سوريا برغبته في الدخول في مفاوضات. واتهمت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني سوريا وقيادة حماس المقيمة في دمشق بمنع إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت. وقالت ليفني في تقرير قدمته للحكومة الإسرائيلية في اجتماعها أمس أن سوريا لا تزال تقدم ملفاً إشكالياًوأنها تواصل أداء دور إشكالي في تغذية العنف في المنطقة ، مشددة على أن إسرائيل بعثت مرات عديدة لدمشق برسائل تبين لها أن عليها التعاون لتنفيذ القرار .1701
وذكرت هآرتسان وزراء كبارا في الحكومة الإسرائيلية انتقدوا أولمرت لاتخاذه منفرداً القرار برفع الحصار الجوي والبحري عن لبنان، من دون مناقشة الأمر في الحكومة أو في المجلس الوزاري المصغر أو حتى في طاقم السباعية . ولكن رئاسة الحكومة ردت على هذه الانتقادات بالقول أن القرار اتخذه رئيس الحكومة بالتشاور مع وزير الدفاع بناء على التفويض الممنوح لهما من الحكومة. وأوضحت هآرتسأن رفع الحصار تم بناء على طلب من الإدارة الأميركية للمساعدة على تعزيز سلطة السنيورة. ونقلت الصحيفة رأي مسؤولين أميركيين كبار بأن السنيورة قد يسقط عن سدة الحكم.
من جهة أخرى، أشارت دراسة أعدها الباحث الدكتور إيتان عزاني من معهد سياسات مكافحة الإرهاب ستعرض اليوم في مؤتمر هرتسليا السادس إلى أن تقليص قدرات حزب الله في لبنان جراء الحرب يمكن أن تدفع الحزب إلى تعزيز جهوده لتنفيذ عمليات مباشرة وبشكل غير مباشر في مناطق قتال أخرى . وبحسب عزاني، فإن حزب الله قد يمارس عملياته ضد إسرائيل عبر فلسطينيين أو فلسطينيي ال48 وربما سيفتح جبهة خارجية ضد أهداف إسرائيلية وأميركية أو قد يشارك في عمليات عبر هضبة الجولان.
وجاء في الدراسة التي حاولت إجمال آثار الحرب على لبنان، أن حزب الله على المستوى التكتيكي سيحاول المحافظة على قدراته في الجنوب اللبناني، جنوبي الليطاني، تحت ستار كثيف من السرية. وعلاوة على ذلك فإنه سيحاول ترميم بنيته في القرى وفي الخلاءاستناداً إلى نشطائه الذين يعيشون في تلك القرى، وأن يقوض بشكل دؤوب وبطيء الاتفاقات إلى أن تنضج الظروف ثانية من وجهة نظره، للمبادرة بتنفيذ عمليات على خط الحدود، حتى عبر المجازفةبمواجهة محلية مع الجيش اللبناني أو مع القوات الدولية. وفي المقابل فإن حزب الله سيواصل المحافظة على تعزيز قوته شمالي الليطاني وفي الأساس قدرته على إطلاق الصواريخ استعدادا لمواجهة مستقبلية مع إسرائيل .
واعتبر عزاني في الدراسة أن الحرب في لبنان خلقت وضعاً استراتيجياً جديداً في المنطقة سوف يؤثر على نمط سلوك محور إيران حزب الله في كل الميادين برغم أن ذلك قد يخلق احتكاكات وأزمة في العلاقات الدبلوماسية مع لبنان . وأشار إلى أن الحرب عادت ووضعت مسألة سلاح حزب الله على الطاولة اللبنانية في محاولة تشارك فيها دول عربية لتقليص قوة المحور الشيعي في الحلبة اللبنانية.
في المقابل قال رئيس الاستخبارات العسكرية ان الجيش اللبناني ينتشر في الجنوب بشكل فعال ، ما يسمح للقوات الاسرائيلية بالانسحاب في موعد لم يحدده. وأضاف ان هناك صراعاً داخلياً في لبنان بين جناحين احدهما يقوده السنيورة والآخر ينضوي تحت لواء حزب الله وسوريا.
ورأى يدلين ان المعركة في لبنان لتطبيق القرار 1701 قد تنزلق من الاختلاف السياسي الى مواجهة عسكرية بين هذين الجناحين، مشيرا الى ان الحزب لا يعتزم التخلي عن سلاحه بمحض ارادته، او ان يدع طرفاً آخر يقوم بالمهمة.
وقال يدلين ان حزب الله ملتزم بدقة بالهدنة ولا يريد جولة ثانية من القتال، لكنه مهتم بتشجيع الارهابالفلسطيني وبالقيام بعمليات لا تستدعي رداً عسكرياً اسرائيلياً شاملاً. وتابع ان سوريا تبحث تشجيع الارهابفي هضبة الجولان المحتلة، لكنه يرى ان دمشق ستفكر 10 مراتقبل ان تنفذ سياستها تلك.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...