إيران لن تتراجع عن برنامجها النووي وإسرائيل تقود أوروبا نحو التصعيد
ردت طهران على حملة التصعيد الدولية ضدها التي واكبت صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول «الأبعاد العسكرية» لبرنامجها النووي، مؤكدة أنها لن تتراجع في مسار هذا الأخير «قيد أنملة»، مدعومة من موسكو التي انتقدت التقرير ورفضت مزيدا من العقوبات على إيران التي هدد أحد قادتها العسكريين بـ«تدمير» اسرائيل إذا أقدمت على مهاجمة بلاده. لكن طهران أكدت في الوقت نفسه استعدادها للتفاوض على أساس «المساواة»، فيما قطع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الصمت الرسمي للدولة العبرية حول التقرير، ودعا العالم إلى «إنهاء مساعي ايران للحصول على أسلحة نووية».
وتصدرت باريس صفوف التصعيد الأوروبي ضد إيران، داعية لإحالة الملف النووي الايراني إلى مجلس الأمن، وملوحة بعقوبات «لم يسبق لها مثيل»، فيما أعلنت بريطانيا انطلاقها في العمل على إعداد عقوبات جديدة ضد إيران.
وتجدر الإشارة إلى أن التهويل الغربي بـ«اقتراب حصول إيران على القنبلة النووية» يعود إلى أكثر من ربع قرن، حيث تحدثت وسائل إعلامية أميركية نقلاً عن الاستخبارات الألمانية في العام 1984 عن «مراحل نهائية» في تصنيع إيران المزعوم للقنبلة، مرورا بإعلان لجنة الأبحاث في مجلس النواب الأميركي في بداية التسعينيات أن «خبر امتلاك إيران العناصر المطلوبة لصناعة أسلحة نووية لمدة سنتين أو ثلاث سنوات مؤكد بنسبة 98 في المئة».
وأعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان ايران «لن تتراجع قيد أنملة» بشأن برنامجها النووي، غداة صدور تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية يتهم طهران بأنها اجرت نشاطات تهدف الى انتاج سلاح نووي برغم نفيها ذلك. وقال نجاد «لن نتراجع قيد أنملة على الطريق التي سلكناها» مؤكدا مرة جديدة ان ايران «ليست بحاجة الى القنبلة النووية»، في خطاب بثه التلفزيون. واتهم احمدي نجاد الذي يقوم بجولة في وسط إيران، مسؤولي وكالة الطاقة بأنهم «ضحوا بسمعة الوكالة بتبنيها تأكيدات الولايات المتحدة غير الصحيحة». كما اكد مجددا ان ايران لا تسعى لحيازة السلاح النووي. وقال موجها كلامه الى الغرب «لسنا بحاجة الى القنبلة النووية، الشعب الايراني ذكي ولن ينتج قنبلتين في مواجهة القنابل العشرين ألفا التي تملكونها».
وأكدت وزارة الخارجية الايرانية ان طهران مستعدة «لإجراء محادثات مفيدة وإيجابية» بشأن برنامجها النووي اذا اجريت على اساس «المساواة والاحترام». وأكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست على قناة «العالم» الايرانية المتحدثة بالعربية عرض طهران الدخول في محادثات. وقال مهمانبرست «نحن دائما اعلنا استعدادنا لاجراء محادثات ايجابية ومفيدة». وأضاف «ولكن كما قلنا مرات عدة ان شرط نجاح مثل هذه المحادثات يكمن في ان تكون مبنية على المساواة واحترام حقوق الشعوب»، بحسب ما ورد في موقع التلفزيون. وتابع قائلا «نحن لا نرى في أسلوب المواجهة والمجابهة مسلكا جيدا للمباحثات».
وبحث مساعد أمين المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني علي باقري في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التطورات في برنامج ايران النووي. واستعرض باقري ولافروف في اللقاء الذي جرى في مقر وزارة الخارجية الروسية، وجهات النظر بخصوص تقرر الوكالة الدولة للطاقة الذرية حول برنامج ايران النووي. وأكد وزير الخارجية الروسي تمسك بلاده بتسوية قضايا الشرق الاوسط وشمال افريقيا عبر الحلول السلمية والحوار بدون تدخل القوى الاجنبية.
وأكدت روسيا ان تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول ايران لا يحتوي على أية معلومات جديدة حول الشبهات بسعي ايران الى انتاج اسلحة نووية، كما انه يحتوي على وقائع تم تفسيرها بشكل خاطئ. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية انه «طبقا لقراءتنا الأولية، فإن التقرير لا يحتوي على اية معلومات جديدة فعليا». وأضافت الوزارة في اول رد فعل روسي رسمي على التقرير، انه «يتحدث عن تجميع حقائق معروفة تم عرضها قصدا بشكل مسيس». وتابعت قائلة انه «يرتب المعلومات بشكل يجعلها تعطي انطباعا بأن برنامج ايران النووي فيه عنصر عسكري».
وأشارت روسيا الى ان «التهور» الذي طبع ممارسات القوى الغربية ضد الرئيس العراقي السابق صدام حسين ادى الى غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة. وأضاف البيان ان الدليل الواضح الوحيد الذي قدمه مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية يظهر ان ايران حسنت امكانية دخول مفتشي الامم المتحدة الذي تتيحه حاليا الى مواقعها النووية وأنها مستعدة الآن للدخول في محادثات مباشرة. وتابع البيان «في الوضع الصعب الناتج عن ذلك، سنواصل الضغط من اجل تبني نهج يشكل بديلا بناء لسياسة الضغط والمواجهة».
وتوعد مساعد قائد أركان القوات الايرانية الجنرال مسعود جزائري «بتدمير» اسرائيل في حال هاجمت منشآت ايران النووية. وصرح الجنرال جزائري لقناة «العالم» بأن «محطة ديمونا (النووية الاسرائيلية) هي اسهل موقع قد نستهدفه وما زالت لدينا المزيد من القدرات، وإذا حصل ادنى تحرك اسرائيلي (ضد ايران) فإننا سنشهد تدميره». وأضاف الجنرال جزائري ان «ردنا على هجوم لن يقتصر على الشرق الأوسط بل لدينا مخططات جاهزة للتحرك» من دون مزيد من التوضيحات.
من جهته، قال نتنياهو في بيان أصدره مكتبه «على العالم ان ينهي مساعي ايران للحصول على اسلحة نووية تشكل خطرا على سلام العالم والشرق الاوسط». وأضاف في اول رد فعل اسرائيلي رسمي على التقرير ان «تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يؤكد موقف المجتمع الدولي وإسرائيل بأن ايران تطور اسلحة نووية».
المصدر: السفير+ وكالات
إقرأ أيضاً:
ماهي رسائل تل أبيب الجديدة من تكرار تهديداتها القديمة ضد طهران
إضافة تعليق جديد