اتفاق إسرائيلي- فلسطيني: الاتفاق مع سوريا هو الحل
أشارت الصحف الإسرائيلية إلى أن الإدارة الأميركية، وبرغم استمرار تأييدها لأبو مازن، إلا أنها تمارس عليه سياسة التهديد المتواصل. وحذرت الإدارة الأميركية الرئيس الفلسطيني من مغبة تشكيل حكومة مع حماس إذا لم تلب هذه الحكومة كل الاشتراطات الأساسية. بل أن بعض الصحف الإسرائيلية عزت أمر تجميد المفاوضات مع حماس إلى الموقف الأميركي فقط.
ونشرت معاريف امس، بقلم مراسلها السياسي بن كسبيت، ما أسمته خطة مدريد . وأشارت إلى أن أبو مازن يسعى للتوصل إلى رزمة استقرار تسمح باستئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. وأوضحت الصحيفة أنه في محيط ابو مازن بدأت تنهض عناصر تؤيد اقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة، شريطة أن تُمنح ضمانات دولية ل انهاء الاحتلال في جدول زمني محدد. وترى محافل فلسطينية مقربة من ابو مازن، للمرة الاولى، ان على اسرائيل أن تبادر الى خطوة استراتيجية بحسب مبدأ سوريا أولا ، لانه فقط التقدم في القناة السورية سيساعد في انقاذ عربة المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية من الوحل.
وقالت الصحيفة أن هذه هي مبادئ وثيقة وضعتها محافل اسرائيلية غير رسمية، في أعقاب ثلاثة لقاءات سرية، عقدت في الاشهر الاخيرة في اوروبا بين اسرائيليين وفلسطينيين. وأشارت إلى أنه شارك من الجانب الفلسطيني مستشاران مقربان جدا من ابو مازن. ومن الجانب الاسرائيلي شارك ثلاثة أشخاص: شخص أمني كان حتى وقت سابق ذا منصب مركزي، وعضو سابق في منتدى المزرعة الذي كان يحيط بأرييل شارون وذو قدرة وصول عالية الى مكتب اولمرت ومحافل سياسية عليا، واسرائيلي ثالث مختص بالمفاوضات السياسية، كان ذا منصب مركزي في مساعي السلام التي قام بها إيهود باراك.
وأوضحت الصحيفة أنه تم في اللقاء الاخير الذي عقد قبل حوالي تسعة أيام، بلورة اقتراح رزمة استقرار يمكنها أن تنفذ بعد التحرير المرتقب لجلعاد شاليت، ولكن ليس كشرط لها، اساسها: 1 الجانب الفلسطيني يطبق وقف اطلاق نار كامل لكل المنظمات، في كل المناطق. 2 اسرائيل تسمح لحكومة السلطة الفلسطينية بالحكم. 3 اسرائيل تخرج من مراكز المدن في مناطق أ، وتعود الى مواقعها ما قبل 28 ايلول ,2000 توقف عملياتها العسكرية، باستثناء احباط قنابل موقوتة ، وتسمح بتواصل مواصلاتي فلسطيني، مع التشديد على شمالي السامرة. المبعوثان الفلسطينيان تلقيا من ابو مازن مصادقة على النقاط الاساس في هذا البرنامج. اما الجانب الاسرائيلي فاكتفى بنقل تقرير مكتوب الى القدس المحتلة.
واعتبر المراسل السياسي ل معاريف أن هناك في محيط ابو مازن من صاروا يدرسون بجدية فكرة دولة بحدود مؤقتة ، شريطة أن توفر الاسرة العربية ضمانات لانهاء الاحتلال ، وكذلك الموقف غير المسبوق في أوساط بعض الفلسطينيين المقربين من ابو مازن في ان على اسرائيل أن تستأنف المفاوضات مع سوريا أولا.
وتنقل الصحيفة عن أحد مستشاري أبو مازن قوله أن التسوية مع سوريا هي مفتاح انقاذ القناة الفلسطينية من المأزق والانطلاقة الإقليمية. فلا أمل في تحقيق تقدم في لبنان من دون سوريا... الاتفاق كفيل باخراج سوريا من نطاق النفوذ الايراني، تقليص تأثير الخط المتطرف في طهران. واخراج الجهاد الاسلامي من دمشق سيخفف على القناة الفلسطينية، وهذه امكانية لخلق سابقة اخرى لانهاء المطالب حيال اسرائيل، والتطبيع .
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد