اسرائيل تقتل وسوريا المتهمة

01-07-2006

اسرائيل تقتل وسوريا المتهمة

عقد مجلس الامن الدولي امس جلسة نقاش طارئة حول التطورات الجارية في فلسطين المحتلة، بطلب من الجزائر، لكنه لم يتخذ أي قرار يعكس شعوراً بالخطر مما يجري، وأقلها وقف الغارات الجوية والقصف المدفعي المستمر منذ أيام على قطاع غزة واعتقال العشرات من الوزراء والنواب الفلسطينيين. لا بل ان المندوب الاميركي جون بولتون، سعى كالعادة، الى حرف النقاش وفق ما تقتضيه ميوله السياسية الموالية لإسرائيل، بتوجيه أصابع الاتهام الى سوريا عن الوضع الخطير في المنطقة.

واعتبر بولتون أن سوريا مسؤولة عن الوضع الخطير في الشرق الاوسط. وقال لم تكن الامور آلت الى ما آلت اليه لو لم تكن سوريا داعمة للارهاب وتؤوي إرهابيين. ودعا بولتون الرئيس السوري بشار الاسد الى توقيف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل المقيم في دمشق، واصفاً إياه بالارهابي الدولي المعروف والعضو في حماس.
وطالب بولتون بإغلاق البؤر الارهابية المختلفة الموجودة في دمشق مشيراً الى أن الولايات المتحدة تدعو في مرحلة أولى وبهدف إيجاد مخرج للأزمة الحالية، الى الافراج الفوري وغير المشروط من جانب حماس عن الجندي.
وقال بولتون ان الولايات المتحدة تعتقد على نحو جازم أن من الشروط الاساسية لإنهاء هذه النزاع هو أن تنهي حكومتا سوريا وايران دوريهما كدولتين راعيتين للارهاب وأن تدينا عمليات حماس بما فيها عملية الخطف بشكل لا لبس فيه مضيفاً نطالب جميع الاطراف بأن تتجنب الافعال التي يمكن أن تصعّد هذا الوضع أو تؤذي مدنيين أبرياء مع التأكيد على حق اسرائيل المطلق في أن تدافع عن نفسها وعن حياة مواطنيها.
وأكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، تركيز الاتصالات المصرية حول اقتراح الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير في مقابل ضمانة بالإفراج عن عدد كبير من الفلسطينيين في وقت لاحق. وفي الوقت الذي شدد فيه الجيش الإسرائيلي من حملته العسكرية في القطاع من دون التقدم برياً لاحتلال شماله، تصاعد الخلاف بينه وبين رئيس الحكومة إيهود أولمرت. وتعاظمت الانتقادات الداخلية للحملة العسكرية التي تتأرجح بين ادعاء الرغبة في الإفراج عن الجندي الأسير والسعي لإحداث تغيير إقليمي عبر تفكيك حكومة حماس والتهديد بقصف دمشق.
وأشار مراسلو التلفزيون الإسرائيلي إلى أن الرئيس المصري حسني مبارك يحاول تمرير اقتراح بشأن تبادل أسرى يظهر على أنه مبادرات حسن نية. وأشار مراسلو القناة الثانية إلى أن مبارك يحاول الحصول من إسرائيل على ضمانة بالإفراج عن معتقلين فلسطينيين. وتوقع بعضهم أن يشكل وصول مدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان إلى غزة اليوم إشارة إنهاء القضية لا إشارة البدء بالتفاوض حول الصفقة.
ونقل المراسل السياسي للقناة الثانية عن مسؤولين في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أنه ليست هناك اقتراحات مصرية ملموسة، والأمر مجرد أفكار مشيراً إلى أن كل ما يجري هو محاولات جس نبض برغم دخول عدد من القوى الدولية والإقليمية فيها. غير أن المراسل العسكري للقناة قال إن في الجيش الإسرائيلي تفاؤلاً بقرب الإفراج عن الجندي الأسير. وبرغم أن المراسل بدا وكأنه يعزو التفاؤل للإفراج عن الجندي بالقوة أو بالتفاوض، فإنه قال إن أولمرت أكد أنه لن يفرج عن أسرى فلسطينيين. ومع ذلك فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية ترى أن الإفراج عن الجندي الأسير في مقابل سحب القوات الإسرائيلية من جنوبي القطاع وفتح المعابر وإطلاق سراح الوزراء الفلسطينيين، أمر مقبول عند قيادة الجيش.
وكانت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية قد ذكرت امس أن مبارك تحدث هاتفياً امس مع أولمرت، غير أن مكتب الاخير نفى الامر.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) قد أجرى اتصالات مع عدد من القادة العرب والأجانب لشرح الوضع الفلسطيني الراهن. وعلمت السفير أنه في الحديث الهاتفي بين أبو مازن ونائب الرئيس السوري فاروق الشرع، شدد الاخير على أن دمشق مع كل خطوة تخفف المعاناة عن الشعب الفلسطيني، مبدياً انتقاده للاتهامات التي توجه لقيادة حماس في الخارج بشأن علاقتها بالعملية. وبحسب مصادر فلسطينية، فإن الشرع قال لأبو مازن إن عملية كهذه لا يمكن أن تدار بجهاز تحكم عن بعد.
وشدد رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية، في أول ظهور علني له منذ بدء العدوان، على ان ما يجري اليوم امتداد لحرب شاملة وخطة مبيتة تتخطى الجندي المخطوف مضيفاً لقد خطفوا وزراء الحكومة ليخطفوا منا الموقف، لكننا نقول ان لا مواقف ستخطف، ولا حكومة ستسقط حتى لو ذهب كثير من الناس.
وفي قرار لا سابق له، سحبت إسرائيل امس، بطاقات الهوية التي تتيح حق الإقامة الدائمة في القدس المحتلة من وزير وثلاثة نواب فلسطينيين من سكان القدس الشرقية ينتمون الى حركة حماس.
وأعلنت كتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكري لحركة فتح، في بيان، مسؤوليتها عن أسر جندي إسرائيلي في الضفة الغربية، مرفقا به صورة لهوية الجندي. وأوضح البيان أن الجندي يدعى هيمان كفير شماؤل، من مواليد 24/8/,1982 من سكان منطقة حولون، ويحمل هوية رقم .062866256
من جهتها، طالبت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس باطلاق سراح الاسرى من النساء والاطفال بالاضافة الى الف معتقل ووقف العدوان، في مقابل الافراج عن الجندي الاسير جلعاد شاليت.
وتعاظمت مظاهر الخلاف بين الجيش الإسرائيلي وديوان رئاسة الحكومة حول قرار وقف عملية احتلال بيت حانون وبيت لاهيا ومشارف مخيم جباليا. وأشارت تسريبات صحافية عن مقربين من أولمرت إلى أن السبب وراء أمر وقف الهجوم ليس المبادرة المصرية وإنما سوء تخيط الجيش في الهجوم. وفي اعتقاد أولمرت والمقربين منه، أن الهجوم على بيت حانون وبيت لاهيا سيوقع مئات القتلى في صفوف المدنيين الفلسطينيين الذين يرفضون مغادرة منازلهم بعد إنذار وجهه الجيش لهم. ويرى أولمرت أن بوسع إسرائيل تحقيق غاياتها بطرق أخرى وأن شيئاً لن يحدث إذا تأجل الهجوم لوقت آخر أقل حساسية. وأبلغ أولمرت مقربيه أن الوضع حساس ويجب التصرف باتزان.
ويختلف أولمرت في موقفه هذا مع رجل السلام عمير بيرتس الذي يتوافق مع قيادة الجيش حول وجوب تنفيذ خطة احتلال بيت حانون وبيت لاهيا لوقف سقوط صواريخ القسام على سديروت وجوارها. ويشدد المقربون من أولمرت على أن قيادة الجيش وبيرتس يطرحون اقتراحات بالغة التطرف. ومع ذلك فإن ظهور الخلاف بين الجيش والحكومة أمر واضح.
وشدد ضابط كبير في هيئة أركان الجيش، في مقابلة مع صحيفة معاريف، على أن إسرائيل ليست بعيدة عن اتخاذ قرار باغتيال خالد مشعل. وإن كانت هناك حاجة فليكن داخل دمشق. وأن ما يحول دون إلقاء قنبلة بوزن طن في قلب دمشق في هذه المرحلة هو العلم بأن صلية من صواريخ سكود سوف تسقط على إسرائيل، وربما ستقع حرب تحاول فيها سوريا شن هجوم في الجولان. وأشار هذا الضابط، الذي لم تشر الصحيفة لاسمه، إلى أن مشعل محكوم عليه بالموت، وسيتم استغلال أية فرصة لإزاحته من دون توجيه ضربة فظة للسيادة السورية.
وفي ما يشبه الانتقاد لطريقة الحكومة في إدارة الأزمة، قال الضابط الكبير ان كل ما تفعله إسرائيل الآن هو مجرد الشغب. فهي تحاول أن تخلق وضعاً يغدو فيه واضحاً أن كل من يخطف إسرائيلياً سوف يتلقى الضربة. أو على الأقل سوف يتلقاها أصدقاؤه أو أصدقاء أصدقائه. إن ما يجري هنا هو محاولة لترميم الردع الإسرائيلي الذي تضرر، وفق رؤية الجيش، في الأسابيع الأخيرة. ويقولون في الجيش إن كل الشرق الأوسط يشاهدنا الآن فدعونا نقدم له الاستعراض المطلوب. وعلاوة على ذلك تحاول المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إحداث القطع مع صفقة ألحنان تيننباوم لتبادل الأسرى ومع صفقات التبادل التاريخية الأخرى... والجيش الإسرائيلي يعتقد أننا نواجه موجة اختطافات فلنوقفها من الآن وبحزم، برغم أنه واضح للجميع أنه يمكن جدا إعادة جلعاد شاليت في مقابل 200 من المعتقلين.
وشدد الضابط على أن حملة أمطار الصيف في حقيقتها هي فعل اضطرار لعدم وجود خيارات عمل ميدانية حقيقية. وهذه هي الحقيقة. فمشكلة هذه العملية أنها غير موجهة ضد المسؤولين المباشرين الحقيقيين، وهي تعاقب القوى المعتدلة نسبياً.
وتوحي حكومة أولمرت، في مقابل ذلك، بأنها لا تسعى فقط لتحرير الجندي الأسير واسترداد الردع الإسرائيلي وإنما تريد إحداث تغيير جوهري على الصعيد الإقليمي من خلال تفكيك حكومة حماس بخطوات عسكرية. فاعتقال الوزراء والنواب المنتخبين وإعلان أنها تلاحق كل الحكومة ورئيسها ثم الإقدام على قصف مكتب وزير الداخلية سعيد صيام، فعل يراد منه التوضيح بأن كرسي الحكم لحماس لن يثبت. وترى حكومة أولمرت، وفق يديعوت، أن فرصة ذهبية توافرت لها وللوضعين الإقليمي والدولي للتخلص من حماس. وهي تحاول الإيحاء بأن الهدف ليس فقط الافراج عن جلعاد شاليت بل تحطيم وتفجير حكومة حماس وسلطتها. وتعتبر الصحيفة أن تحطيم حكم حماس هو خطوة استراتيجية أكبر بكثير من شأنها أن تترك أثرها على المنطقة.
وتقول الصحيفة انه نشأت فرصة ذهبية يمكن فيها للعالم الغربي، العربي وأجزاء واسعة من الشعب الفلسطيني، أن يباركوا إبعاد حكومة حماس. ففرص كهذه لن تتكرر مرات عديدة، واذا لم تستغلها اسرائيل بالتعاون الكامل مع ابو مازن، مع الغرب، وبقنوات سرية حتى مع الدول العربية المعتدلة، فإن حماس ستعود الى عادتها، ستتعزز وقضايا مثل جلعاد شاليت ستكرر نفسها.
غير أن المعلق العسكري ليديعوت، اليكس فيشمان، يشدد على أن خطة تدمير حماس كانت معدة سلفاً قبل وقت طويل من أسر الجندي الإسرائيلي. وكتب أن هناك الآن تفاهماً غير مكتوب في إسرائيل بأنه يجب شطب حماس وإزالتها عن الخريطة السياسية. واعتبر أن اعتقال الوزراء والنواب لم يكن فعلاً اعتباطياً بل كان جزءاً من خطة كبيرة أعدت سلفاً، وتم إخراجها قبل الوقت المقرر سلفاً لها، وعلى خلفية اختطاف الجندي جلعاد شاليت. وأشار إلى أن اعتقال كبار المسؤولين في حماس كان بمثابة وسيلة الضغط التي يجب أن تدفع باتجاه إطلاق سراح هذا الجندي. ولكن، اذا لم توصل هذه العملية الى النتيجة الايجابية، فإن خطوة الاعتقال هذه ستكون الاولى في مسيرة تفكيك حكومة حماس.
وقال المراقب الدائم لفلسطين في الامم المتحدة رياض منصور ان المجلس لا يملك أن يظل سلبياً إزاء هذا العدوان العسكري ضد سكان مدنيين عزل والخروقات الخطيرة للقانون الدولي التي تنتهكها اسرائيل، سلطة الاحتلال.
مشدداً على ضرورة أن يدين المجلس هذا العدوان الاسرائيلي ويطالب بالوقف الفوري للاعتداءات، والامتثال لأحكام القانون الدولي وبنوده، بما فيه اتفاقية جنيف الرابعة، ويدعو الى الانسحاب الفوري لقوات الاحتلال الاسرائيلي من قطاع غزة وإطلاق سراح المسؤولين الفلسطينيين المحتجزين.
كما طالبت ثلاث جماعات فلسطينية مسلحة تحتجز جنديا إسرائيليا منذ الأحد، بإطلاق سراح ألف سجين عربي من السجون الإسرائيلية، نقلا عن بيان أرسل بالفاكس إلى وسائل إعلام صباح السبت.

ولم يشر البيان إلى أن هذا المطلب هو مقابل إطلاق سراح الجندي، جلعاد شاليط، الذي اختطف في هجوم جرئ نفذته جماعات فلسطينية في جنوب إسرائيل، وأسفر عن مصرع جنديين إسرائيليين.

وطالبت الجماعات الفلسطينية في بيانها بإطلاق سراح الأطفال والنساء المحتجزين في السجون الإسرائيلية.

وقالت قناة تلفزيونية إسرائيلية الجمعة إن شاليط حي يرزق، وأنه كان مصابا وعولج من جروحه.

 

 

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...