الأسد التقى الهاشمي ويلتقي علاوي غداً:الانتخابات العراقية مفصل أساسي
أكد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي للرئيس بشار الاسد، في دمشق امس، رغبة الحكومة العراقية بتطبيع العلاقات مع سوريا، موضحاً ان «هذه الرغبة لاقت استجابة طيبة» من القيادة السورية. ووضع دبلوماسيون الرسالة الشفهية التي نقلها الهاشمي من الحكومة العراقية الى الاسد في سياق المنافسة الانتخابية المستعرة في بغداد حول أصوات اللاجئين في دول الجوار كما حول التحالفات الإقليمية.
اما في بغداد، وفي خطوة مفاجئة قد تكون لها عواقب وخيمة على الانتخابات العراقية الأحد المقبل، جدد مجلس القضاء الأعلى مذكرة اعتقال صدرت في العام 2004 بحق زعيم «التيار الصدري» السيد مقتدى الصدر بتهمة اغتيال رجل الدين الشيعي عبد المجيد الخوئي في النجف في العام 2003.
وذكرت وكالة (سانا) أن الرسالة الشفهية للحكومة العراقية، التي أبلغها الهاشمي الى الأسد، «تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وتؤكد حرصها على تطوير هذه العلاقات في كافة المجالات».
وهذه أول رسالة رسمية يعلن عنها من الحكومة العراقية باتجاه دمشق بعد اتهامات حكومة نوري المالكي لسوريا بإيواء عناصر بعثية معارضة للحكم في بغداد تقف وراء تفجيرات «الأربعاء الدامي» في آب الماضي. وسبق للبلدين أن تبادلا الرسائل عن طريق وسطاء، ما أدى إلى وقف الحملات الإعلامية المتبادلة. وكان المالكي تطرّق، مؤخراً، إلى العلاقات السورية العراقية، مشيراً إلى «حدوث تحسن» فيها، إلا أن تصريحه وضع في إطار انتخابي داخلي من وجهة النظر السورية.
وكان الهاشمي، المقرّب من دمشق، بحث والأسد «تطورات الأوضاع على الساحة العراقية والتحضيرات الجارية للانتخابات التشريعية المقبلة هناك، والجهود المبذولة لعودة الأمن والاستقرار إلى العراق».
ونقل بيان رئاسي عن الأسد أمله في أن «تشكل الانتخابات المقبلة مفصلاً أساسياً في استعادة العراق لأمنه، وعودة الوفاق بين مكونات شعبه»، مؤكداً «حرص سوريا الدائم على إقامة أفضل العلاقات مع العراق ودعم أمنه واستقراره ووحدة أراضيه وشعبه».
بدوره، عبر الهاشمي، خلال اللقاء الذي حضره نائب الرئيس فاروق الشرع ومعاونه محمد ناصيف ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد وسفير سوريا لدى العراق نواف الفارس، عن «تقدير بلاده الكبير لما تقوم به سوريا من دعم ومساندة للشعب العراقي، وخاصة عبر احتضانها المهجرين العراقيين الموجودين على أراضيها».
وقال الهاشمي، بعد اجتماع مع الشرع، إن مباحثاته مع الأسد ونائبه كانت «بناءة ومفيدة وتصب في مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين»، معرباً عن سعادته بالنتائج التي تحققت خلال زيارته وأمله أن تفتح آفاقاً جديدة في تقدم العلاقات بين البلدين وتقوية الأواصر الأخوية بينهما.
وعبر الهاشمي عن رغبة بغداد في عودة الأمور الى مجاريها في العلاقة مع دمشق، موضحاً أن «هذه الرغبة لاقت صدى واستجابة طيبة» من القيادة السورية، معبراً عن الأمل في تطوير علاقات البلدين مباشرة بعد الانتخابات الأحد المقبل.
وأشار الهاشمي، الذي عقد أكثر من لقاء مع أبناء الجالية العراقية في دمشق، إلى أن «سوريا حريصة، ولديها نفس رغبة القادة العراقيين في تحقيق أوسع مشاركة جماهيرية في الانتخابات، وتسهيل مشاركة العراقيين الموجودين في سوريا»، معتبراً أن «هذه الانتخابات مصيرية، وربما تعيد رسم مستقبل العراق بطريقة أفضل».
وينظر دبلوماسيون باهتمام بالغ لضيوف سوريا من السياسيين العراقيين، ولا سيما أن زعيم «الكتلة العراقية» رئيس الحكومة الأسبق إياد علاوي سيزور دمشق غداً الخميس، بعد زيارة قام بها مؤخراً إلى الرياض حيث التقى الملك السعودي عبد الله. كما سبق لرئيس «المجلس الأعلى الإسلامي العراقي» عمار الحكيم أن زار دمشق قبل اسابيع.
وكان المالكي (ا ف ب، ا ب، رويترز) رحّب، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بثتها أمس، بوجود علاقات جيدة مع دول الجوار لا تكون مبنية على أساس تحالفات ومحاور.
وعن رأيه في دعوة أطلقها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال زيارته سوريا الأسبوع الماضي بأن يكون العراق حليفاً لبلاده في المنطقة، قال المالكي «نحن نرحب، ولكن ليس على أساس قاعدة أحلاف وتحالفات على حساب محاور في مقابل محاور».
إلى ذلك، ذكرت وكالة «اسوشييتد برس» إن مجلس القضاء الأعلى جدد مذكرة اعتقال صادرة بحق الصدر بتهمة اغتيال عبد المجيد الخوئي في النجف في العام 2003. وأوضحت أنها حصلت على نسخة من مذكرة الاعتقال، صادرة في 7 شباط الماضي، ضد الصدر و13 آخرين بتهمة قتل الخوئي. وأشارت إلى أن نائب وزير الداخلية آيدن خالد أكد صحة المذكرة.
وأكد المرشح عن التيار الصدري قصي عبد الوهاب صدور مذكرة اعتقال بحق الصدر. وقال «المذكرة رسمية وهي موجودة»، مضيفاً «نقوم بكل ما يمكننا من أجل كبح أتباعنا». واعتبر المتحدث باسم التيار صلاح العبيدي أن المذكرة «تهدف إلى تقويض القاعدة الشعبية لمقتدى الصدر»، فيما اتهم النائب عن التيار بهاء الأعرجي رئيس الوزراء و«ائتلاف دولة القانون» بإشاعة خبر صدور مذكرة الاعتقال «من أجل تعطيل العملية الانتخابية».
لكن المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ نفى أن يكون للمالكي أو حكومته أي دور في إصدار مذكرة الاعتقال.
زياد حيدر
المصدر: السفير
إقرأ أيضاً:
العامل السوري في الانتخابات العراقية
واشنطن متخوفة من تحالف سوري-سعودي يؤدي إلى صعود حكومة وحدة وطنية
إضافة تعليق جديد