الأسد سيترشح للرئاسة واستمرار المفاوضات الروسية ـ الأميركية للإستئثار بسوريا

15-01-2013

الأسد سيترشح للرئاسة واستمرار المفاوضات الروسية ـ الأميركية للإستئثار بسوريا

أعلنت موسكو أن الأمم المتحدة تدرس إمكان إرسال مراقبين دوليين إلى سوريا، مكررة دعوتها إلى إطلاق حوار سوري عام من دون شروط مسبقة، مشيرة الى ان واشنطن قلقة مثلها من سير الاحداث في سوريا و«لا تريد ان يتدهور الوضع»، فيما قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أمس، أن الرئيس السوري بشار الأسد ينوي أداء دور في أي عملية سياسية، خلال المرحلة الانتقالية، وانه سيترشح للانتخابات الرئاسية في العام 2014.
الى ذلك، أفادت معلومات ان المبعوث العربي والدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي سيقدم تقريرا الى مجلس الامن الدولي حول التطورات السورية في 29 كانون الثاني الحالي، فيما يسبقه اجتماع بين مسؤولين من الدول الاعضاء الدائمة في المجلس لبحث الازمة السورية.
وقال المقداد، في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إن الأسـد ينوي أداء دور في أي عملية سـياسـية، خلال المرحلة الانتقالية، مضيفا: «سيطرح الرئيس، وغيره من المرشحين، برامجهم أمام الشعب، الذي سـينتخب من يريد رئيسا. سيكون صندوق الاقتراع هو من يحدد القيادة السورية المستقبلية»، موضحا أن «هذا هو النظام المتبع في الغرب».
وتابع المقداد: «سيكون عبارة عن انقلاب عسكري إذا استمعت إلى ما تطرحه المجموعات المسلحة وأعداء سوريا» في إشارة إلى مطالبتهم بتنحي الأسد. وأكد أن «النظام السوري حريص على فتح الباب أمام تعزيز الديموقراطية في البلاد»، مضيفا «على من يريد الديموقراطية التقدم إلى الانتخابات كي لا يقتل».
واتهم المقداد بعض الحكومات الغربية وتركيا «بالتورط بشكل كبير في الأزمة الدائرة في سوريا، ودعم الجماعات الإرهابية ومدها بالأسلحة وإرسالها إلى سوريا، والوقوف ضد المبادرة التي طرحها الأسد في خطابه الأخير انطلاقاً من رغبتها في تدمير سوريا». وأشار إلى أن «الدول الغربية رفضت المبادرة حتى قبل أن ترى ما طرحه الأسد فيها»، معتبراً أن المبادرة «موثوقة وتحمل الكثير من الأفكار الجديدة وتعكس رغبة الشعب السوري في إجراء حوار وطني يشارك فيه الجميع، بما في ذلك الجماعات التي تتخلى عن سلاحها، لمناقشة حاضر سوريا ومستقبلها على أساس الديموقراطية وحقوق الإنسان والعدالة، ووضع دستور جديد وحرية التعبير»، لكنه شدد على أن هذا «الحوار لا يشمل الجهات التي لها صلة بالمجموعات المسلحة».
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي سيزور طهران اليوم على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع. وذكرت وكالة «مهر» إن مساعد وزير الخارجية حسن كاظمي قمي أكد للامين العام لرئاسة مجلس الوزراء السوري تيسير الزعبي، في طهران، «استعداد إيران لوضع تجاربها تحت تصرف سوريا بهدف عبور الأزمة الراهنة».

وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، لوكالة «انترفاكس» الروسية: «يبدو انه ستظهر الحاجة لإرسال قوة كبيرة من المراقبين إلى هناك (سوريا). اعتقد اني اعلم أن خيارات عدة يجري بحثها في الأمانة العامة للأمم المتحدة على مستوى الخبراء»، مضيفا إن «المسألة التي تخص الموعد وأبعاد وصلاحيات فريق المراقبة خاضعة للبحث». وتابع: «كان ذلك حديث شراكة مع زملائنا الأميركيين، وهم قلقون أيضا من سير الأحداث هناك ولا يريدون تدهور الوضع، بل يريدون الوصول بأسرع وقت إلى تسوية سياسية للأزمة».
وأشار إلى أن «الاجتماع الخماسي للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا سيعقد في 25 أو 26 أو 27 كانون الثاني»، وذلك قبل تقديم المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي تقريره الى مجلس الأمن في 29 كانون الثاني الحالي.
وحول مستوى المشاركين في هذا اللقاء، أعلن بوغدانوف، الذي التقى السفير السوري لدى روسيا رياض حداد، ان موسكو منفتحة على «أي فكرة». وقال إن «(لقاء) وزاريا غير مرجح كثيرا. سيكون إما على مستوى نواب الوزراء أو على مستوى الممثلين الدائمين».
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الإندونيسي مارتي ناتاليغافا، بحثا، في اتصال هاتفي، «سبل التسوية السياسية للنزاع في سوريا». وشدد لافروف على «عدم وجود بديل لمواصلة العمل مع سائر الأطراف السورية بهدف الوقف الفوري لأعمال العنف، وبداية حوار سوري عام من دون شروط مسبقة لتسوية القضايا الأكثر حدة على جدول الأعمال الوطني».
وفي بكين، كرر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي أن «الصين ترى أن الحل السياسي هو السبيل الواقعي الوحيد للخروج من الأزمة السورية»، معربا عن دعم بكين «لجهود الأطراف المعنية من أجل تعزيز الحل السياسي، فضلا عن جهود الوساطة غير المتحيزة التي يقوم بها الإبراهيمي».

وقال المبعوث المستقيل كوفي انان، خلال توقيع كتابه: «مداخلات: حياة في الحرب والسلم» في نيويورك، إن «خطة النقاط الست التي عملتُ عليها كانت لتكون بداية جدية للحل، لكن دولا كثيرة في المنطقة لم تكن جدية وقد خذلتنا، فكانت تعطينا الدعم الكلامي من جهة وتبيع سوريا السلاح من جهة أخرى». وأضاف: «هذه الدول راهنت على أن المعارضة ستحسم المعارك عسكريا على الأرض خلال سنة، لكن مضت سنة حتى الآن ولم تحسمها، وعندما تدخلنا بشكل جدي لم تتبنَّ هذه الدول خطة الحل بشكل صادق، فأطالت أمد المعارك والصراع وغشت الشعب السوري والقوى المتصارعة».
وأكد انان أن «الوضع المتفاقم في سوريا يشكل خطرا على استقرار المنطقة بكاملها، لأن الصراع سينتشر بشكل لا يمكن استيعابه». ورأى أن «ميزان القوى لا يزال لمصلحة الحكومة السورية بعكس ما يروج له بعض الزعماء ومجموعة كبيرة من الصحافيين»، مشددا على أن «سوريا لن تكون عراقا آخر».

وبحث وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو مع نظيره المصري محمد كامل عمرو، في اتصال هاتفي بينهما، «آخر تطورات الوضع السوري». وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية نزيه النجاري إن «الاتصال يأتي في إطار الاتصالات والتحركات العديدة التي يجريها عمرو لتكثيف الجهود الهادفة للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية».
إلى ذلك، قال رئيس المفوضية الأوروبية هيرمان فان رومبوي، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة: «الاتحاد الأوروبي رحب بتشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة وقبله باعتباره الممثل الشرعي عن الشعب السوري. ومن المهم الآن أن يتعامل (الائتلاف) مع الإبراهيمي وفريقه».
ودعا إلى «وقف المجزرة في سوريا حيث قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 60 ألف شخص قتلوا. هذا مرعب وغير مقبول. وأجدد موقف الاتحاد الأوروبي بأن على الرئيس الأسد التنحي، في الوقت الذي تبذل فيه جهود لتسهيل انتقال ديموقراطي وشامل»، مكررا «دعم الاتحاد لمهمة الإبراهيمي في العثور على حل سياسي للأزمة».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...