الأسد وعباس يناقشان «أفكاراً» للمصالحة

07-07-2008

الأسد وعباس يناقشان «أفكاراً» للمصالحة

الأسد وعباس خلال لقائهما في دمشق أمسسعت دمشق، خلال المحادثات التي أجراها الرئيس بشار الأسد مع نظيره الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، في دمشق، الى إيجاد »قواسم مشتركة« تمهد للحوار الفلسطيني الداخلي، فيما بدا عباس مصرا على عدم لقاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وهو ما رأت فيه الحركة »إذعانا للفيتو الاميركي« على محاورتها.
وذكرت »سانا« ان الأسد وعباس بحثا »في اجتماعين أحدهما موسع والآخر ثنائي... الوضع على الساحة الفلسطينية وعملية السلام« مضيفة انه »جرى تداول بعض الأفكار حول سبل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال الحوار الفلسطيني الفلسطيني الشامل، حيث أكد الرئيس الأسد بهذا الصدد ضرورة بذل أقصى الجهود من أجل تحقيق وحدة الصف الفلسطيني، معتبراً أن اللحمة الوطنية بين الفلسطينيين هي السبيل الوحيد لنيل حقوق الشعب الفلسطيني وتطلعاته لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف«.
وتابعت »سانا« ان الاسد »أكد للرئيس عباس دعمه للحقوق الفلسطينية، وخاصة أن سوريا تترأس القمة العربية لهذا العام، ودعمه لكل الجهود التي تبذل لتحقيق المصالح العليا للأمة العربية«.
واشارت »سانا« الى ان عباس »ثمّن الدور الذي تقوم به سوريا والجهود التي يبذلها الرئيس الأسد بصفته رئيساً للقمة العربية، في تعزيز التضامن العربي وفي لم شمل البيت الفلسطيني ودعم قضايا الشعب الفلسطيني المحقة والعادلة«.
وخرج عباس من اللقاء، مشيرا الى أن محادثاته مع الأسد كانت »ممتازة«. وكانت (سانا) قد نقلت عن عباس قوله لدى وصوله إلى مطار دمشق عن زيارته إلى سوريا التي تستمر يومين، »نحن عندما نأتي إلى سوريا، نأتي إلى بلدنا الثاني لنناقش الكثير من القضايا التي تهمنا، سواء القضايا السياسية والمفاوضات أو التهدئة في قطاع غزة والمبادرة الفلسطينية من اجل الوحدة الوطنية«.
ونقلت »سانا« عن المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة اشارته الى »تطابق وجهات النظر بين الرئيسين الأسد وعباس على قاعدة قرارات القمة العربية التي عقدت في دمشق، والمصالح الوطنية المشتركة والمصلحة القومية العربية«. وقال إن »عباس وضع الرئيس الأسد بصفته رئيساً للقمة العربية، في صورة المفاوضات على المسار الفلسطيني الإسرائيلي والمبادرة التي أطلقها بخصوص الحوار الوطني الشامل والقضايا الثنائية التي تهم الشعبين«. وأوضح أن »السلطة الفلسطينية مستعدة لتطبيق المبادرة التي أطلقها الرئيس عباس والتي قامت على أساس المبادرة اليمنية وأصبحت قراراً عربياً في قمة دمشق«.
وفي ما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل برعاية تركية، قال أبو ردينة إن »الرئيس عباس أبلغ الرئيس الأسد أن أي تقدم على هذا المسار من شأنه أن يعزز الموقف الفلسطيني في المفاوضات مع إسرائيل« مشيراً إلى أن »المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ما زالت متعثرة والفجوة بين الجانبين لم تزل كبيرة« بحسب »سانا«.
وكان أبو ردينة قد تجنب، في وقت سابق أمس، الرد على سؤال عما اذا كان عباس سيلتقي مشعل وقادة حماس، مشددا على ان »هذه الزيارة هي فقط لسوريا وللرئيس الأسد«.
وافادت »سانا« ان عباس ووزير الخارجية السوري وليد المعلم بحثا »الجهود الرامية الى تحقيق وحدة الصف الفلسطيني وضرورة إحياء الحوار الفلسطيني الفلسطيني« كما تشاورا »بخصوص عملية السلام واهمية التنسيق بين المسارين الفلسطيني والسوري، بهدف تحقيق سلام عادل وشامل ينهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية منذ العام ١٩٦٧«.
وقال المعلم بعد اللقاء، ردا على سؤال حول لقاء عباس بالفصائل الفلسطينية في دمشق، »نحن نتلمس من الأشقاء في الفصائل الفلسطينية وفي السلطة الفلسطينية، قواسم مشتركة من أجل التمهيد للحوار الفلسطيني الفلسطيني«. وعما اذا كان عباس سيلتقي مشعل، قال المعلم »نحن لا نتحدث عن اللقاء لمجرد اللقاء، نحن نتحدث عن أرضية مشتركة لاطلاق حوار فلسطيني يؤدى الى رأب الصدع الراهن من أجل وحدة الصف الفلسطيني« مشددا على أن »وحدة هذا الصف هي الضمانة للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني«.
أضاف إنه »اطلع من الرئيس عباس على تطور المحادثات على المسار الفلسطيني وأطلعه على فحوى المفاوضات غير المباشرة التي دارت بين سوريا وإسرائيل بوساطة تركيا« مؤكداً »وجود تنسيق سوري فلسطيني على هذا الصعيد«.
ورداً على سؤال حول النقاط التي تم التوصل اليها خلال المفاوضات مع إسرائيل، اجاب المعلم »مازلنا في بداية الطريق وكما قلت مرارا ان الهدف من هذه المفاوضات هو إيجاد أرضية مشتركة صالحة لإطلاق مفاوضات مباشرة برعاية دولية مناسبة، وما دمنا نتفاوض فهذا بحد ذاته شيء إيجابي«.
وسئل المعلم عما اذا كان يتوقع بدء مفاوضات مباشرة مع اسرائيل عقب زيارة الاسد الى باريس، فاجاب »لا علاقة لزيارة الرئيس الاسد لباريس بالمفاوضات غير المباشرة التي تجرى مع اسرائيل« موضحا أن زيارة الاسد لباريس »تقسم الى قسمين: الأول هو إجراء مباحثات ثنائية بين الرئيسين الأسد و(الرئيس الفرنسي نيكولا) ساركوزي، والثاني لإطلاق مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط«.
وعما اذا كان الرئيس السوري سيجتمع بقادة عرب في باريس، قال المعلم »تلقينا طلبات من زعماء عرب« مضيفا ان الرئيس السوري سيجري لقاءات ثنــائية على هامش زيارته الى العاصمة الفرنسية.
ويلتقي عباس اليوم الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة أحمد جبريل. وكان قد اطلع امس مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الخارج ماهر الطاهر والامين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة »على المبادرة التي أطلقها سيادته للحوار الوطني وتعزيز الوحدة الوطنية للخروج من حالة الانقسام التي عقبت الانقلاب في قطاع غزة« بحسب وكالة الانباء الفلسطينية (وفا).
وقال الطاهر بعد اللقاء إن »هناك قضايا خلافية جدية وانقساماً عميقاً بين حركتي فتح وحماس«، فيما رأى حواتمة أن »جميع الفصائل الفلسطينية، باستثناء الأخوة في حماس، أعطت أجوبة واضحة على مباركتها لمبادرة أبو مازن... إن بيانات حماس وتصريحات قادتها، لا تزال تضع شروطا إضافية، من بينها اتفاق المحاصصة الذي انهار بجحيم الحرب الأهلية والانقلابات السياسية والعسكرية«.
وكان مصدر كبير في حماس قال أن الحركة لم تتلق أي دعوة من الجانب السوري أو الفلسطيني للقاء عباس، فيما رجحت مصادر سورية ألا يحصل لقاء بين الطرفين، مشيرة إلى أن دمشق ركزت في حديثها إلى عباس على ضرورة بذل كل جهد ممكن من أجل تطبيق المبادرة اليمنية. وقالت المصادر ان الحوار الفلسطيني الفلسطيني والمصالح الفلسطينية، تعتبر أولوية بالنسبة لسوريا. ويرى مراقبون ان تدخلات إقليمية قد تعيق حلا فلسطينيا يأتي من دمشق.
ونقلت »وكالة فرانس برس« عن مصدر في حماس ان »رفض رئيس السلطة الفلسطينية مقابلة قيادة حماس في دمشق، هو نوع من الاستجابة للفيتو الاميركي الواضح الموضوع على الحوار« مضيفا »نستغرب هذا الموقف من محمود عباس، بعدما اطلق مبادرته في الرابع من حزيران للحوار ورحبت بها حماس«. وتابع ان »مبادرة عباس لن تكون ذات قيمة، طالما ان هناك اذعانا للفيتو الاميركي«. وكان مشعل قد بحث المصالحة الفلسطينية مع الاسد يوم الخميس الماضي.
وقال المسؤول في حماس خليل أبو ليلى ان الحركة تريد »اجراء محادثات مع فتح من دون شروط مسبقة ومناقشة كل القضايا على طاولة المفاوضات«.
ونقلت »رويترز« عن أمين سر »منظمة التحرير الفلسطينية« ياسر عبد ربه ان »الرئيس عباس لن يلتقي مشعل في دمشق او في اي مكان آخر، ما لم تلتزم حماس بإنهاء انقلابها في غزة«.
وقال العضو في لجنة تعد للحوار الوطني تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت، من جهته، إن عباس يحاول استكشاف مواقف حماس من خلال وسطاء عرب، قبل ان تستطيع مصر الدعوة الى حوار مباشر لانهاء الانقسام الفلسطيني. اضاف ان »الرئيس ناقش مع العرب وسيناقش مع الاسد، ما اذا كانت حماس مستعدة لتسليم مؤسسات السلطة الفلسطينية الى لجنة تابعة للجامعة العربية وخبراء امنيين عرب، وما اذا كانت ستطبق المبادرة اليمنية من خلال تشكيل حكومة جديدة من التكنوقراط واجراء انتخابات مبكرة«.
ونقلت »رويترز« عن دبلوماسيين عرب إن مصر مستعدة لاستضافة حوار بين الفصــائل الفلسطينية، لكنها لن تفــعل ذلــك الا بعد تلقي تأكــيدات بأن حمــاس وافقت على تطبيق المبادرة اليمنية.
الى ذلك، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ومسؤول حكومي اسرائيلي، ان عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت سيلتقيان في باريس في ١٣ تموز الحالي، على هامش قمة »الاتحاد من اجل المتوسط«. اضاف عريقات ان الوفد الفلسطيني المفاوض سيغادر بعدها الى واشنطن لاجراء محادثات مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس في ١٦ و١٧ من الشهر الحالي.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...