الأسد يدعو إلى ربط البحارالأربعة:سورياوأرمينياممرّان إجباريان للنفط
دعا الرئيس بشار الأسد، في يريفان أمس، إلى تذليل العقبات السياسية بين تركيا وأرمينيا بما يخدم التجارة المتبادلة بين البلدين من جهة، وسوريا من الجهة الأخرى، موضحا ان «الموقع الاستراتيجي لسوريا وأرمينيا يجعلهما ممرات إجبارية لخطوط النفط والغاز بين آسيا وأوروبا».
وأكد الأسد، خلال افتتاحه منتدى رجال الأعمال السوريين والأرمن في يريفان إلى جانب الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان، على ضرورة إقامة شبكة مواصلات برية بين منطقتي الشـرق الأوسط والخليج العربي من جهة، والقوقاز وآسيا الوسطى من جهة أخرى، داعيا الى ربط البحار الاربعة.
وأوضح الأسد، الذي اختتم زيارته إلى يريفان بزيارة الكنيسة الأرمينية الأرثوذكسية حيث اجتمع مع كاثوليكوس عموم الأرمن كاريكين الثاني قبل أن يعود إلى دمشق، أن هذه الفكرة نجحت عبر ربط البحر المتوسط مع الخليج العربي بخط سكك حديدية بين سوريا والعراق، مشيرا إلى خط آخر مع إيران، ومشروع يربط البحر الأحمر من خلال خليج العقبة في الأردن مع البحر المتوسط في سوريا.
ودعا الأســد، في المنــتدى الذي شارك فيه عدد كبيـر من رجال الأعمال الســوريين والأرمن، إلى العــمل على كافة أنواع الاستثــمارات، بــما فيها الصغيرة، معتــبرا أن «الجـسر» الشـعبي موجــود بــين البلدين.
وركز الأسد في حديثه على كيفية الاستفادة من العلاقة الخاصة بين الأرمن وسوريا، مشيرا إلى وجود عقبات تعترض الاستثمارات التجارية، خصوصا البسيطة منها والقائمة على التبادل التجاري. وقال «العقبة الموجودة الآن بيننا هي وجود خط بري عبر تركــيا، ولذلك ركزت خلال لقائي مع الرئيـــس (سيرج) سركيسيان على كيفية تحسين العلاقة مع تركــيا بما يخدم البلدين، ويخدم سـوريا أيضا».
وأشار الأسد إلى قصر المسافة بالطائرة بين دمشق ويريفان، التي لا تتجــاوز الساعتين، مشيرا أنها «أقرب من الرياض والكويت، وقطر والبحرين، واقرب من كل الدول العربية باتجاه الغرب».
وفي حديــثه عن الاستثمارات المشتركة، قــال الأسد إن هذا النوع من الاستثــمارات «بحاجة للتسهيلات، وهو ما نقوم به من خلال الزيارة وتــوقيع الاتفاقيات»، مشــيرا إلى الحاجة لمزيد من «خطوط التواصل المباشر» كخطوط الطيران.
وحول المشاريع المستقبلية، أوضح الأسد أن لكلا البلدين مشاريع مستقبلية واسعة وكبيرة الحجم، منوها بفكرة الربط السككي بين البحر المتوسط والخليج العربي حيث «انطلق منذ أسابيع أول قطار بين سوريا والعراق». وقال «الآن هناك مشروع السكك الحديدية عبر إيران، وبالتالي تصل مع الخليج، وسيكون بين سوريا وأرمينيا بعد سنوات».
وأكد الأسد أن «الموقع الاستراتيجي لسوريا وأرمينيا يجعلهما ممرات إجبــارية لخطوط النفط والغــاز بين آســيا وأوروبا، لذلك تسعى سوريا للحل السياسي في القوقاز وآسيا والشرق الأوسط لخدمة هذه المشاريع الكبرى والاستثمارات الضخمة المهمة لبلداننا وشعــوبنا». واعتبر أن هذه الأفــكار «ستــكون محورية في اجتماع اللجنة الثنــائية في أيلول المقبل»، منــوها بخطوة يتم دراستها تتــمثل «بكيــفية إعفاء رجال الأعمال المسجلين في غرف التجــارة والصنــاعة من هذا الإجــراء وتأشـيرات الدخول للبلدين كتســهيلات إضــافية».
من جهته، اعتبر سركيسيان أن الصداقة السورية الأرمينية «تخلق الظــروف المتــينة لتحقــيق العلاقــات المطلوبة»، داعيا رجــال الأعمــال من البلدين لزيادة نشاطهم «عبر مناقشة القاعدة القانونية لذلك»، مبديا «استــعداد البلدين لوضــع هــذه القاعدة». وأضاف «للأسف الشديد أشير إلى أن المشاعر الحارة التي يكنها الشعبان لبعضهما البعض لا تتناسب مع المستوى السياسي للعلاقات بين البلدين».
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد