الجيش الإسرائيلي وإشكالية انقلاب المذهبية العسكرية والقتالية

24-03-2008

الجيش الإسرائيلي وإشكالية انقلاب المذهبية العسكرية والقتالية

الجمل: بدأ القادة العسكريون الإسرائيليون ينتبهون إلى التطورات العسكرية الكمية والنوعية الجارية في منطقة الشرق الأوسط، والتي أدت إلى تزايد الإحساس العسكري الإسرائيلي بأن معادلة الردع الإسرائيلي لم تعد قائمة وفقاً لصيغتها القديمة، لأن "مياهاً كثيرة قد جرت" في منطقة الشرق الأوسط.
* ورقة الجنرال الإسرائيلي إيدو تيهوشان:
إزاء هذا الإدراك –المفزع بالنسبة للإسرائيليين- قام الجنرال إيدو تيهوشان الرئيس الحالي لمديرية التخطيط في الجيش الإسرائيلي والمرشح لتولي منصب قائد القوات الجوية الإسرائيلية، بإعداد ورقة حملت عنوان «كيف سيواجه جيش الدفاع الإسرائيلي التهديدات الإقليمية؟ - عرض استراتيجي».
* النقاط الأساسية في الورقة:
أشار الجنرال إيدو تيهوشان إلى النقاط الآتية:
• المصادر الرئيسية لتوليد الراديكالية والتطرف في منطقة الشرق الأوسط هي:
*الهلال الشيعي.
* حركة الإخوان المسلمين.
* حركة الجهاد العالمية.
• يستحوذ حزب الله اللبناني على أسلحة متطورة وبكميات كبيرة بما في ذلك الصواريخ والمقذوفات التي لا تتوافر أنواعها للكثير من جيوش العالم.
• أصبحت للعديد من المنظمات الفلسطينية قدرات عسكرية كبيرة إضافة إلى أنها أصبحت تعمل دون أي مسؤولية بحيث تعمل كل منظمة بمعزل عن الأخرى.
• إذا أرادت إسرائيل إيقاف الصواريخ والمقذوفات المنطلقة ضدها فإن عليها فرض السيطرة أولاً وقبل كل شيء على الأرض.
* قنوات التطرف الثلاثة:
يقول الجنرال إيدو تيهوشان بوجود ثلاثة صيغ نموذجية لفهم الفاعلين الدول – اللادول في منطقة الشرق الأوسط:
• حزب الله يمثل جزءاً من الهلال الشيعي ومثالاً للصيغة النموذجية الجديدة: المنظمة – اللادولة، وعلى خلفية الدعم الإيراني، والمعرفة العلمية والتكنولوجية أصبح وسيلة وأداة قوية لإيران التي أصبحت تمثل زعيم معسكر التطرف في المنطقة وتقوم بدعم حزب الله اللبناني الشيعي وحركة حماس الفلسطينية السنية. وإضافة لذلك تسعى إيران من أجل الحصول على القدرات النووية وفرض هيمنتها ونفوذها على المنطقة.
• حركة الإخوان المسلمين تمثل مصدراً للتطرف وتتبنى الحركة مذهبية متطرفة في تنفيذ أهدافها وهي تتبع أجندة طويلة الأجل.
• حركة الجهاد العالمي تمثل حركة متطرفة ولكنها لا تتمتع بمزايا الصبر وطول الانتظار التي لحركة الإخوان المسلمين وتعمل هذه الحركة عن طريق بعض المنظمات المنتمية لها في لبنان وسيناء ومن الممكن النظر إليها لجهة وجودها في السعودية الأردن.
* المتطرفين في مواجهة الذرائعيين:
يشير الجنرال إيدو تيهوشان إلى أنه مع بقاء الصراع العربي – الإسرائيلي واستمراره بشكل غالب مع الفلسطينيين، فإن هناك اتفاقيات سلام "جيدة" مع مصر والأردن. إضافة إلى أن الضغط في الشرق الأوسط سوف لن يكون فقط حول الصراع مع إسرائيل. لأن المنطقة يمكن النظر إليها باعتتبارها ساحة صراع بين معسكرين هما معسكر المتطرفين ومعسكر الذرائعيين. ومن ثم فإن على إسرائيل فهم وإدراك استراتيجية معسكر المتطرفين من أجل تطوير استراتيجية المواجهة الخاصة بها وتحقيق مصالحها.
إن حصول إيران على القدرات النووية سيترتب عليه إضافة بعد جديد للصراع، لجهة أن حصولها على هذه القدرات سيترتب عليه:
• حصول إيران على عامل الحماية والأمان المطلق.
• استمرار إيران بوتائر أكبر في تحقيق مصالحها.
• انتهاج سياسات توثر سلباً على المصالح الإسرائيلية في المنطقة.
* القضاء على الإرهاب في عصر التكنولوجيا والمجتمع المفتوح:
يرى الجنرال إيدو تيهوشان بأن عمليتين عالميتين قد تم القيام بهما بشكل أدى إلى جعل التحدي أكثر تعقيداً:
• تطور التكنولوجيا والأسلحة المتطورة.
• انفتاح المجتمعات المتطورة إزاء الوسائط التكنولوجية والمعطيات المدنية.
ويرى الجنرال إيدو تيهوشان بأن هاتين العمليتين قد ترتبت عليهما ضعف مقاومة إسرائيل لخطر الجماعات المتطرفة.
يخلص الجنرال إيدو تيهوشان المرشح لمنصب قائد القوات الجوية الإسرائيلية إلى الآتي:
• إن ما يحدث في قطاع غزة حالياً يمثل صيغة نموذجية للصراع بشكله الجديد.
• إن السيطرة العسكرية الميدانية على الأرض هي السبيل الوحيد لدرء الخطر العسكري القادم من قطاع غزة، والضفة الغربية، ولبنان.
* الجيش الإسرائيلي وإشكالية انقلاب المذهبية العسكرية والقتالية:
من المعروف أن الجيش الإسرائيلي ظل يعتمد في التأكيد على نظرية الردع والتفوق العسكري الإسرائيلي من خلال التأكيد على مذهبية الضربة الجوية والحرب الخاطفة. وعلى ما يبدو فإن ورقة الجنرال إيدو تيهوشان قد كشفت بشكل واضح وإن كان غير مباشر عن أزمة المذهبية العسكرية والقتالية التي يواجهها الجيش الإسرائيلي حالياً، لأن التخلي عن نظرية الردع والتفوق العسكري القائم على الضربة الجوية والحرب الخاطفة، واستبدالهما بنظرية الحرب البرية والسيطرة الدائمة على الأرض هو أمر غير ممكن عملياً لأن هذا النوع من الحروب سيعرض الجيش الإسرائيلي لحرب الاستنزاف وخوض الصراع والحرب اللامتماثلة التي سبق أن تجرع هزيمتها في جنوب لبنان عندما حاول الإسرائيليون البقاء في جنوب لبنان لأكثر من ثلاثة أيام.

 

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...