الجيش يؤمن مطار دير الزور العسكري وخلافات «الجهاديين» تكشف نفقا ضخما للإمداد في الغوطة

08-12-2014

الجيش يؤمن مطار دير الزور العسكري وخلافات «الجهاديين» تكشف نفقا ضخما للإمداد في الغوطة

استعاد الجيش السوري زمام المبادرة بعد نجاحه في إفشال الهجوم الذي شنّه مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» «داعش» على مطار دير الزور العسكري قبل عدة أيام. ورغم أن الاشتباكات لم تتوقف نهائياً في المناطق المحيطة بالمطار، إلا أن حدتها خفت إلى درجة كبيرة.
إلى ذلك، أدت الخلافات بين «جيش الإسلام» و«جبهة النصرة» إلى افتضاح وجود نفق ضخم يربط بين حي برزة وحي حرستا لنقل الإمدادات إلى مقاتلي الغوطة، وذلك في ظل تزايد نفوذ «داعش» في ريف دمشق، بينما تتصاعد حدة الصراع بين «النصرة» والفصائل المسلحة الأخرى في ريف إدلب.
وانكفأ مقاتلو «الدولة الإسلامية» بعد فقدان هجومهم على مطار دير الزور العسكري زخمه، متراجعين إلى أطراف القرى المحيطة به، حيث بدأ الطيران السوري بتنفيذ غارات مكثفة على مناطق انتشارهم على أطراف قرية الجفرة وحويجة المريعية بهدف توسيع منطقة تأمين المطار وحرمان المهاجمين من فرصة ثانية للاقتراب من أسواره.
كما أغار الطيران الحربي أمس على حويجة صكر التي شهدت اشتباكات عنيفة بين الطرفين أدت إلى مقتل عدد من مقاتلي «داعش». وامتدت الغارات لتشمل أحياء داخل مدينة دير الزور، منها حي العمال وحي المطار القديم، واستهدفت إحدى الغارات مقر المحروقات قرب دوار غسان عبود، ما أدى إلى تدميره واندلاع النيران فيه.
وأدّت المواجهات العسكرية في محيط مطار دير الزور العسكري خلال الأيام الماضية، إلى مقتل العشرات من عناصر «الدولة الإسلامية»، بينهم مقاتلون من جنسيات عربية وأجنبية، أما باقي القتلى فغالبيتهم من أبناء ريف دير الزور، ولا سيما بلدات البوليل والبوعمر والموحسن، الأمر الذي دفع البعض إلى اتهام «داعش» برمي أبناء المدينة في محرقة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، مشيرين إلى أن حشد أبناء هذه البلدات في معارك التنظيم يعتبر استمراراً منه في المجزرة التي يرتكبها ضد أبناء دير الزور منذ سيطرته عليها قبل أشهر، وإن كان الأمر يجري بشكل آخر، إلا أن الهدف واضح وهو التخلص من أبناء المدينة القادرين على القتال، وبالتالي ضمان عدم التمرد ضده كما حدث مع عشيرة الشعيطات.
وأبرز قتلى «داعش» من أبناء المدينة المدعو سليمان عيسى الكحيلات (أبو هاجر الشعيطي)، وهو شقيق أبو علي الشعيطي الذي يعتبر من أوائل من بايعوا «داعش» في المدينة بداية العام الحالي.
على صعيد آخر، أدّت الخلافات بين «جيش الإسلام» من جهة و«جبهة النصرة» من جهة أخرى، إلى افتضاح وجود نفق ضخم كلف حفره عمل عدة شهور متواصلة ومبالغ تقدر بملايين الليرات السورية، يصل بين حي برزة وحرستا، ويستخدم في كسر الحصار الذي يفرضه الجيش السوري على الغوطة.
وقد وصف هذا النفق بأنه من آخر المنافذ التي تستخدمها الفصائل المسلحة لتأمين الإمدادات إلى مجموعاتها المحاصرة في الغوطة الشرقية. ورغم أن مكان النفق ومساره لم يعرفا، إلا أن ما أدى إلى افتضاح وجوده قيام «أمير جبهة النصرة» في المنطقة أبو تراب الأردني باعتقال قيادي في «جيش الإسلام» كان مكلفاً بمهمة الإشراف على النفق، كي يتبادل الطرفان الاتهامات حول سعي كل طرف منهما إلى محاولة احتكار النفق لمصلحته الخاصة.
والجدير بالذكر أن حي برزة يعيش منذ عدة أشهر في ظل اتفاق تسوية بين المسلحين والجيش السوري، وقد يؤدي افتضاح هذا النفق إلى التأثير على مسار التسوية، خاصة في حال ثبوت تورط بعض الفصائل المشاركة في التوقيع عليها بالتكتم على النفق، أو المشاركة في استخدامه.
ويشير سعي «جبهة النصرة» إلى السيطرة على النفق إلى وجود مخطط لديها لافتعال أحداث في الغوطة الشرقية، خصوصاً في ظل المعلومات التي تتحدث عن تصاعد الخلافات بينها وبين «جيش الإسلام»، بالإضافة إلى مخاوفها من تنامي نفوذ «الدولة الإسلامية» في بعض مناطق الريف الدمشقي، حيث كان لافتاً إعلان الأخير عن معسكر لتدريب من أسماهم «أشبال الخلافة» في جنوب دمشق.
وتشير المعلومات التي حصلت عليها «السفير» من مصدر محلي في منطقة الحجر الأسود إلى أن حملة «جيش الإسلام» ضد مقاتلي «داعش» في الأشهر السابقة، لم تؤد إلى القضاء عليهم كما أشاع زهران علوش ومنابره الإعلامية وقتها، وإنما اكتفى عناصر «داعش» بالتخفي والاختباء، بانتظار اللحظة المناسبة التي يبدو أنها جاءت أخيراً.
وفي السياق نفسه، تمكن مقاتلو «الدولة الإسلامية» من السيطرة على منطقة بير القصب في ريف دمشق بعد اشتباكات عنيفة تواصلت لعدة أيام مع «جيش الإسلام». وتعتبر بير القصب ذات موقع استراتيجي مهم، سواء بالنسبة إلى منطقة الغوطة الشرقية حيث تشكل خط إمداد لها محاذيا للحدود الأردنية، أو بالنسبة إلى محافظة درعا التي تشكل بير القصب بوابة لها، نظراً لقربها من منطقة اللجاة. ولم يعد خافياً وجود نية لدى «داعش» للدخول إلى مدينة درعا.
إلى ذلك، استمر التوتر في ريف إدلب بين «جبهة النصرة» من جهة، و«حركة حزم» من جهة ثانية، حيث ما زالت قضية اعتقال القيادي في الحركة مشهور الطويل تتفاعل فصولاً، كان آخرها صدور بيان من الحركة يهدد باستهداف المئات من مقاتلي وقيادات «جبهة النصرة» ما لم يتم الإفراج عن قائدها.
ورغم الشكوك بصحة البيان، إلا أن الوقائع تشير إلى أن الأمور ذاهبة إلى التصعيد، خاصة في ظل إصرار «جبهة النصرة» على إنهاء أي وجود لحلفاء جمال معروف في ريف إدلب تمهيداً للتعاطي مع المنطقة على أنها «إمارة» خاصة بها، وإن لم يكن متوقعاً الإعلان عن ذلك رسميا. وازدادت، أمس، أجواء التوتر في ريف إدلب بعد شيوع أنباء عن اختفاء عضو «الهيئة الشرعية في فيلق الشام» الشيخ عبدالله رحال واتهام «النصرة» بخطفه.

عبد الله سليمان علي

المصدر: السفير

 

الجمل ـ محمد صالح الفتيح: شهدت دير الزور ليلة طويلة أخرى. عدة سيارات مفخخة، كانت أولاها "سيارة إسعاف"  حاولت الوصول إلى نقاط الجيش المتقدمة وتم التصدي لها. وشملت الاشتباكات مواقعاً قرب الطوق حول مطار دير الزور ومواقع أخرى في حويجة صكر التي أمن الجيش مايصل إلى 80-90% من مساحتها. أعداد القتلى في صفوف الدواعش، بحسب الإحصاءات الأولية، زادت عن المئة. وللجيش شهيد واحد وأقل من عشرين جريحاً.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...