الدراما السورية تشرب فنجان الدم وتتصارع مع الرمال
نتابع في الجزء الثاني عرض أهم الأعمال السورية في رمضان ونتناول اليوم المسلسلات التي تعرض للواقع البدوي وتلك التي تتناول شخصيات المشاهير.
دراما البدو
عادت الدراما البدوية إلى الواجهة وكانت البداية في العام الماضي حيث نال أكثر من مسلسل اهتمام المشاهدين وخاصة في منطقة الخليج العربي الأمر الذي شجع الفضائيات العربية على مد يدها لهذه الدراما التي كادت تقع في حفرة النسيان وفي رمضان القادم حوالي عشرة أعمال بدوية كان للدراما السورية عملان مهمان هما «فنجان الدم» و«صراع على الرمال» والعمل الثاني كان دافعاً لإنتاج الأول الذي بقي لعدة سنوات يبحث عن منتج وتصدى لإخراج «صراع على الرمال» المخرج المتميز حاتم علي في تجربة أولى له في هذا الإطار وكتب السيناريو والحوار هاني السعدي بناء على قصة وأشعار سمو الشيخ محمد بن راشد حاكم إمارة دبي وشارك في البطولة تيم حسن، صبا مبارك، طلحت حمدي، منى واصف، باسل خياط ،عبد المنعم عمايري حسن عويتي، عبد الرحمن أبو القاسم، زيناتي قدسية وفنانون عرب وتم تصويره في سورية والمغرب، ودبي وهو ملحمة عربية تدور أحداثها في القرن الثامن عشر فيها قصص الدم والعشق والحقد والحب والفروسية والوفاء والثأر والخيانة عبر أحداث يحركها رجل لا يفرق بين الماء والدم يتلاعب بمصائر القبائل ويقودها إلى الهلاك ويأمل من يقف وراء هذا العمل في أن يكون محاولة لتطوير شكل ومضمون الدراما البدوية.
وإذا كان المخرج حاتم علي قد انتهى مبكراً من عمله فإن الليث حجو مازال يسابق الزمن ليضمن الوصول في الوقت المناسب وفي حقيبته «فنجان الدم» للكاتب عدنان عودة وبطولة جمال سليمان، غسان مسعود، ميساء المغربي، قاسم ملحو، عبد المحسن النمر، بيير داغر، قصي خولي، باسم ياخور وعدد كبير من الفنانين السوريين وفي هذا العمل محاولة للاقتراب من عالم القبائل البدوية الشامية وعلاقتها مع السلطة العثمانية في القرن التاسع عشر من خلال أحداث جرت كما يحاول العمل تقديم فكرة عن الدور الذي قامت به القبائل العربية في تلك الفترة التاريخية وخاصة بما يتعلق بسعي القوى الاستعمارية للتغلغل من خلال خطب ود هذه القبائل التي كانت مفتاح المنطقة، «فنجان الدم» من الأعمال التي ستطرح قضايا متوقع أن تثير حراكاً كبيراً وخاصة في منطقة الخليج العربي.
دراما الشخصيات
في هذا الإطار هناك عملان بالإمكان أن يدخلا أيضاً إطار التاريخ القريب وهما «أسمهان» و«لورانس العرب» والأول اشترك في كتابته عدد من المؤلفين وهم ممدوح الأطرش وقمر الزمان علوش ونبيل المالح وقد تناقلته أيدي المخرجين حتى وصل إلى المخرج التونسي شوقي الماجري وتلعب سلاف فواخرجي شخصية أسمهان ويشارك في بطولة العمل عدد كبير من السوريين واللبنانيين والمصريين ومنهم عابد فهد، ورد الخال، أحمد شاكر، فراس إبراهيم، فادي إبراهيم، عبد الحكيم قطيفان، يوسف شعبان وسواهم ويتناول العمل سيرة حياة المطربة السورية الراحلة والدور السياسي الذي لعبته في الحرب العالمية الثانية وظروف قتلها الغامضة إضافة إلى مكانتها المتميزة في عالم الغناء والسينما وهو من الأعمال التي ستجد من يرحب بها ومن يقف بالضد منها وخاصة أن بعض أفراد عائلة الأطرش ليس راضياً بالكامل عن النص ولديه خشية أن يحمل قراءة قد تسيء إلى بعض رموزها.
أما العمل الثاني وهو «لورانس العرب» للكاتب هوزان عكو والمخرج ثائر موسى وبطولة جهاد سعد، مازن الناطور، رنا أبيض، زهير رمضان، زهير عبد الكريم وهو محاولة لتقديم رؤية جديدة وأولى لشخصية ضابط إنكليزي نُسجت حوله الأساطير والخرافات وحاولت السينما العالمية تضخيم دوره في الثورة العربية الكبرى عام 1916 كما يقترب العمل من الجاسوسة اليهودية سارة أرنسوهن والدور الذي لعبته في تقويض الإمبراطورية العثمانية عن طريق سعيها لترسيخ أقدام دولة صهيونية في فلسطين ويعد «لورانس العرب» من الأعمال التي تستحق المشاهدة وخاصة من النخب العربية نظراً لحساسية الشخصية والمرحلة التاريخية التي يتناولها.
أعمال كوميدية
مازالت الدراما السورية بعيدة بعض الشيء عن الكوميديا رغم أهمية هذا النوع الدرامي وفي رمضان القادم هناك أعمال تحمل من الطرافة ما يمكن أن تصنف على إنها أعمال كوميدية ومنها الجزء السادس من مسلسل «بقعة ضوء» للمخرج سامر برقاوي، وكما بات معروفاً فإن هذا العمل يقدم على مدى ثلاثين حلقة لوحات ناقدة إما لأوضاع اجتماعية أو سياسية اشترك في كتابتها عدد كبير من الكتاب كما يشترك في تجسيدها مجموعة متنوعة من الفنانين السوريين والجديد في هذا الجزء هو عودة «فرسان» هذا العمل إليه ومنهم أيمن رضا وباسم ياخور على أمل إعادة الألق لهذا المشروع الفني الهام الذي اكتسب شهرة واسعة لجرأة الطرح والشكل الفني الجديد والمتميز ونتوقع أن يحافظ برقاوي على روح وإهاب هذا المسلسل.
وهناك مسلسل «هيك اتجوزنا» للكاتب مازن طه والمخرج عمار رضوان وهو عبارة عن ثلاثين قصة كل واحدة منها تتناول قصة زواج بأسلوب كوميدي ويشارك فيه سلاف فواخري، جومانة مراد، وائل رمضان، باسم ياخور، باسل خياط، حسن عويتي، وسواهم.
ويدخل رافي وهبي على خط الكوميديا من خلال مسلسل «حارة على الهوا» مؤلفاً ومخرجاً وفيه يحاول طرح قضايا يعاني منها المجتمع العربي بأسلوب كوميدي ساخر ويشارك في المسلسل: بسام كوسا، سلمى المصري، خالد تاجا، عمر حجو، اندريه سكاف، جرجس جبارة وبعض نجوم الكوميديا في سورية وهناك مسلسل «رفيف وعكرمة» للمؤلف عبد المجيد حيدر والمخرج مأمون البني وبطولة مازن الناطور ويارا صبري حيث يطرح العمل بعض القضايا الاجتماعية بأسلوب كوميدي.
عمل بوليسي
هناك عمل بوليسي واحد هو «وجه العدالة» وهو من إعداد المحامي هائل اليوسفي وشارك عدد من الكتاب في تأليف السيناريو والحوار وهو من إخراج سيف الشيخ نجيب في أول تجربة إخراجية له ومن إنتاج وبطولة النجم سامر المصري في أول تجربة إنتاجية له أيضاً وبمشاركة عدد من الفنانين السوريين وفي هذا العمل استعادة لأهم حلقات البرنامج الإذاعي المشهور «حكم العدالة» الذي نال ومازال متابعة جماهيرية واسعة في سورية.
أعمال تاريخية
تراجعت الدراما التاريخية في العامين الأخيرين ولأسباب كثيرة وفي رمضان القادم هناك عمل سوري تاريخي واحد يتناول السيرة النبوية العطرة يشترك فيه عدد كبير من نجوم الدراما السورية والعربية وهناك عمل تاريخي آخر اشترك فيه نجوم سوريون وهو أبو جعفر المنصور حيث يلعب النجم عباس النوري بطولة المسلسل وهو من المسلسلات التي استغرق تصويرها وقتاً طويلاً وكان من المفروض أن يعرض في العام الماضي وفي هذا العمل للمخرج شوقي الماجري اقتراب من شخصية الخليفة العباسي الثاني والدور الذي لعبه في ترسيخ الدولة العباسية من خلال القضاء على المتربصين بها ونتوقع أن يحمل العمل قراءة جديدة ومعمقة لتلك المرحلة العاصفة في التاريخ العربي الإسلامي. وهناك عمل تاريخي للمخرج فردوس الأتاسي هو «ابن قزمان» شاعر الزجل الأندلسي.
محمد أمين
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد