الدول الست تقدّم لإيران حوافز «أكثر إغراءً»

03-05-2008

الدول الست تقدّم لإيران حوافز «أكثر إغراءً»

لم ينجح موقف واشنطن المتشدد من إيران، والتهديدات والاتهامات المتزايدة التي غصت بها التصريحات الأميركية على مدى الأيام الماضية، في منع الدول الكبرى من التوصل الى اتفاق على تقديم رزمة حوافز جديدة الى طممثلو الدول الست والاتحاد الأوروبي عقب اجتماعهم في لندن أمسهران في مقابل إيقاف برنامجها النووي الحالي، الذي اعتبرت إسرائيل انه يمكن ان يجتاز نقطة اللاعودة التقنية قبل نهاية عام .2008
وقال وزير الخارجية البريطانية، ديفيد ميليباند، في بيان عقب اجتماع وزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن وألمانيا في لندن، «يسعدني ان اقول إننا توصلنا الى اتفاق بشأن عرض سيقدم الى حكومة إيران... لقد تمحور اجتماعنا حول تحديث وتطوير عرض الحوافز الذي قدمناه لإيران عام 2006».
وأكد ميليباند ان هذا العرض «لن تكشف تفاصيله الا للحكومة الإيرانية، ونأمل أن تدرك الجدية والخطورة التي نتولى بها معالجة هذا الملف وأن ترد بسرعة على المقترحات التي نقدمها». وقد أشار دبلوماسي اوروبي الى ان
«مساعدة إيران في تطوير طاقة نووية مدنية لا يزال محور عرض القوى الكبرى»، وأن العرض «يشمل بنوداً اقتصادية قد تجعله أكثر إغراءً».
وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس استبقت اجتماع لندن بالقول امس الأول إنها مصممة على عدم تقديم مزيد من الحوافز الى إيران. وقالت «سنلقي نظرة على ما عرضناه على الإيرانيين... لكنني لا ارى اي دليل على اهتمام الإيرانيين بهذا المسار». وأضافت «اذا كانت هناك امور يمكن ان نفعلها لتحسين فرص ان ينفذ الإيرانيون التزاماتهم، فهذا جيد... لكنني لا اعتقد ان المشكلة تكمن في مجموعة الحوافز بل في الإرادة الإيرانية».
وعكست تصريحات رايس موقفاً اميركياً متشدداً تتبناه واشنطن في الأيام الأخيرة، بعدما عمدت الى تصــعيد لهجتها ضد ايران عبر تكرار تحذيراتها اليها. وقد اعتبر رئيس اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل مولن امس الأول ان «التأثير اللامسؤول» لإيران في الــشرق الاوســط الذي يعتمد على «السعي لامتلاك» سلاح نووي و»دعم الارهاب»، يهدد المنطقة برمتها.
ورأى مولن، الذي كان يتحدث امام مجموعة من اليهود الاميركيين في مؤتمر لمناسبة الذكرى الستين لإعلان قيام اسرائيل (النكبة)، ان ايران تقع «في قلب مشاكل الشرق الاوسط». وأضاف «ان سعيهم للحصول على اسلحة نووية ودعمهم للحركات الارهابية وبالتالي الكابوس الحقيقي الذي يشكله التقاء هذين النشاطين، يشكل تهديداً لإسرائيل وللمنطقة برمتها».
وتماشياً مع التصعيد الاميركي، قال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شاوول موفاز، الذي يترأس وفداً إسرائيلياً يجري «محادثات استراتيجية» مع الاميركيين، إن إيران يمكن ان تجتاز نقطة اللاعودة التقنية في برنامجها النووي قبل نهاية عام ,2008 وذلك استنادا الى تقديرات جديدة للاستخبارات الإسرائيلية.
في موازاة ذلك، اعتبر رئيس وزراء فرنسا، فرانسوا فيون، ان ايران ستواجه عزلة عالمية الا اذا انخرطت مع الغرب بشأن برنامجها النووي لكن شن هجوم على إيران لمنعها من امتلاك اسلحة نووية «ليس خياراً». وقال في مؤتمر صحافي في واشنطن «علينا ان نفعل كل ما في استطاعتنا كي نتجنب ان نجد انفسنا في مواجهة خيار وحيد بقصف ايران. الخيار الوحيد هو الضغط على الحكومة الايرانية من خلال الوسائل الدبلوماسية والاقتصادية والمالية».
اما في ايران، فقد قال مرشد الجمهورية آية الله السيد علي خامنئي في شيراز امس الأول، إن «التهديدات والكلام العنيف الذي يطلقه مسؤولو وأبواق الاستكبار هو حرب نفسية... الجميع يعرفون بأن الأعداء لا يجرؤون على مهاجمة هذا الشعب العظيم والعريق لأنهم سيدخلون ساحة من غير الممكن الخروج منها، لكن ورغم ذلك فإن على القوات المسلحة أن تصبح أقوى وأكثر استعداداً يوماً بعد يوم».
وكرر خامنئي امس قائلاً إن «تهديد وعربدة أعداء إيران الإسلامية هي بسبب رعبهم وهلعهم من تعلق الشعوب المتزايد بالثورة الإسلامية». وأضاف «إن الأجانب طامعون بثروات إيران وخيراتها اللامتناهية»، مشيراً إلى «أن نهضة الشعب وتألق الطاقات الإيرانية الشابة في العلوم والتقنيات المختلفة ومنها التقنية النووية المدنية قد خيبت آمالهم وأثارت غضبهم».
وفي خطبة الجمعة في طهران، قال حجة الإسلام احمد خاتمي انه «اذا تحرك المجانين في واشنطن او تل ابيب فإن الأمة الإيرانية ستصفعهم صفعة قوية لن تقوم لهم من بعدها قائمة». واعتبر في الوقت ذاته ان الولايات المتحدة لم تهاجم بعد إيران «لأنها لم تتمكن من ذلك وليس لأنها لا تبتغي تحقيق هذه الغاية».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...