الشـرع يرحب بالمبادرة العربيـة «بما يتوافـق والسيادة الوطنيـة»
أعلن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، أمس، أن دمشق «ترحّب بالمبادرة العربية والاهتمام بمضمونها، بما يتوافق مع السيادة الوطنية»، مشيراً إلى أهمية الحوار الوطني الذي بدأت التحضيرات له في سوريا»، فيما كانت اللاذقية تشهد تظاهرة شارك فيها عشرات الآلاف دعماً للرئيس بشار الأسد، وذلك بعد يوم من تظاهرة مماثلة في دمشق.
في هذا الوقت، شددت بكين على ضرورة «سلمية الإصلاح» في سوريا بما يخدم شعبها ويحترم مطالبه المشروعة، معلنة دعمها لجهود الجامعة العربية تجنباً للتدخل الخارجي، فيما أكدت موسكو على أهمية الإصلاحات الجارية في سوريا للخروج من الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها، وكذلك أهمية الجهود التي تبذل من أجل إجراء الحوار الوطني الشامل.
وأعلن المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار ارنو أن أعضاء مجلس الأمن يمكن أن يلتقوا مرة جديدة للتشاور في إصدار قرار جديد ضد سوريا، بعد فشل المحاولة الأخيرة مطلع تشرين الأول الحالي بسبب الفيتو المزدوج الروسي الصيني. وقال «نحن جميعنا نستفظع ما يجري في سوريا وكل الوعود بالإصلاح لا توصل إلى أي مكان». وأضاف «ربما وفي وقت محدد قد نعود إلى مجلس الأمن» لاتخاذ خطوة مشتركة تستهدف سوريا.
وذكرت وكالة الانباء السورية «سانا» إن الشرع عرض للمبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط وو سيكة، في دمشق، «مسيرة الإصلاح التي أعلنها الأسد تلبية لمصالح المواطنين وتحقيقاً لآمال وطموحات الشعب السوري»، معرباً عن «تقدير سوريا لمواقف الصين في مجلس الأمن الدولي إلى جانب روسيا الاتحادية من أجل دعم مسيرة الإصلاحات التي تقوم بها سوريا ورفض التدخل الخارجي بشؤونها الداخلية».
وأشار الشرع إلى أن «الشعب السوري الذي يعبر بشكل متواصل عن إرادته ودعمه لمسيرة الإصلاح الوطني يؤكد في الوقت ذاته رفضه الحاسم لأي تدخل خارجي»، معبراً عن «ترحيب سوريا بالمبادرة العربية والاهتمام بمضمونها، بما يتوافق مع السيادة الوطنية»، مشيراً إلى أهمية الحوار الوطني الذي بدأت التحضيرات له في سوريا».
وقال المبعوث الصيني، في مؤتمر صحافي في مقر السفارة الصينية في دمشق بعد اجتماع مع الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم، «يجب احترام إرادة الشعب ومطالبه المشروعة، وهناك توافق واسع النطاق بشأن المشاركة الواسعة وسلمية الإصلاح». وأضاف «نعتقد أنه يمكن تحقيق مطالب الشعب السوري من خلال مشاركته ودفع عملية الإصلاح»، داعياً إلى «وقف أعمال العنف كافة حقناً للدماء وإجراء إصلاحات من خلال الحوار وغيره من الطرق السلمية» مضيفاً «يجب احترام خيار الشعب».
وأعرب وو سيكة «عن الأمل بأن تسرع الحكومة السورية في تنفيذ التعهدات في الإصلاح وإطلاق عملية سياسية شاملة ذات مشاركة واسعة من الأطراف المعنية بأسرع وقت ممكن، وذلك بالاستجابة لتطلعات الشعب السوري ومطالبه المحقة». واعتبر «أن الأولوية الأولى حالياً هي أن على الأطراف المعنية في سوريا تغليب مصالح الوطن والشعب، ووقف أعمال العنف كافة واتخاذ إجراءات ملموسة لوقف الاشتباكات الدموية وسقوط ضحايا».
وحول المبادرة العربية لحل الأزمة في سوريا، أكد وو سيكة «أن الصين تدعم وساطة الدول العربية ولها الموقف والاعتبارات نفسها»، مشدداً على «أن الصين تشيد وتدعم جهود الجامعة العربية من اجل دفع سوريا لإطلاق عملية سياسية شاملة ذات مشاركة واسعة تجنباً للتدخل الأجنبي». وأعرب عن أمله في أن «تُحسن الأطراف جميعها في سوريا التعامل مع الجامعة العربية لإيجاد حل مناسب لهذه القضية».
وكان الوفد الوزاري العربي المكلف بالوساطة بين القيادة السورية والمعارضة التقى الرئيس السوري بشار الأسد، في دمشق أمس الأول، حيث أعرب رئيس الوفد رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني عن ارتياحه معلناً عن لقاء آخر في 30 الحالي في دمشق أو الدوحة.
وأكد وو سيكة أن «الصين صديق لجميع أبناء الشعب السوري»، مضيفاً «يمكن القول إن الصين ليست مدافعة عن أي طرف من الأطراف في سوريا، وليس لها مآرب أنانية وتسعى إلى اتخاذ مواقف عادلة».
ودافع عن استخدام بكين للفيتو في مجلس الأمن ضد اتخاذ عقوبات ضد سوريا. وقال «جاء ذلك انطلاقاً من مبدأ التزامنا بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية في سوريا، وبهدف حماية ميثاق الأمم المتحدة خدمة لمصالح الدول النامية»، مؤكداً أن بلاده «ستواصل جهودها لتحقيق الاستقرار في سوريا».
ورداً على سؤال حول إمكانية أن تقوم بكين بمواجهة الدول الغربية في حال طرح الموضوع السوري في مجلس الأمن مرة أخرى، قال وو سيكة «كما ذكرت فإن موقف الصين في مجلس الأمن الدولي موقف عادل وليست لديها مآرب أنانية وجاء انطلاقاً من التزامها في ميثاق الأمم المتحدة وسنواصل هذا الموقف إذا كان يخدم مصالح سوريا والسلام والاستقرار في المنطقة».
وتابع إن «السجل الاقتصادي والتجاري والعلاقة الاقتصادية والتجارية بين البلدين يخدم مصالح الجانبين، وان الموقف المبدئي للصين أنها لا تفضل فرض عقوبات على دولة لأن ذلك يلحق الضرر بالشعب»، داعياً «المجتمع الدولي الى ان يلعب دوراً ايجابياً وبناء كي لا تمس بمصالح الشعب». وقال إن «الصين كصديق للشعب السوري طرحت بعض الأفكار والمقترحات لمساعدة الأصدقاء»، داعياً إلى «ترك قضية سوريا لشعبها لإيجاد طرق مناسبة لحل الأزمة الراهنة».
وكانت وكالة (سانا) ذكرت أن المبعوث الصيني أكد، خلال لقائه المعلم، «استمرار التعاون والتعاضد بين البلدين في المحافل الدولية والوقوف ضد محاولات التدخل الخارجي بالشؤون السورية».
وأكد وو سيكة «عمق علاقات الصداقة القائمة بين سوريا والصين وحرص بلاده على امن سوريا واستقرارها المهمين لاستقرار منطقة الشرق الأوسط». وثمن «الجهود التي تبذلها القيادة السورية في هذا الصدد وفي مواجهة الأوضاع الراهنة من خلال الحوار وانجاز الإصلاح».
من جهته، شرح المعلم للمسؤول الصيني «أبعاد الظروف الحالية التي تمر بها سوريا، وبيّن الخطوات التي اتخذتها القيادة السورية لتلبية المطالب المشروعة للمواطنين وجهودها لتحقيق الإصلاح، والجهود المبذولة لعقد مؤتمر للحوار الوطني في دمشق». وأشارت «سانا» إلى انه جرى خلال اللقاء «إطلاع المبعوث الصيني على نتائج اجتماع اللجنة الوزارية العربية مع الرئيس بشار الأسد».
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال لقائه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في موسكو، دعم بلاده لعملية البحث عن حلول للتوصل إلى وفاق وطني في سوريا بدعم من جامعة الدول العربية.
وقالت وزيارة الخارجية الروسية في بيان أن لافروف «أعرب عن دعمه للعملية الايجابية للبحث عن حلول صعبة ومقبولة بالنسبة إلى الجميع، والتي بدأت بفضل جهود جامعة الدول العربية من أجل التوصل إلى الوفاق الوطني في سوريا، والإسراع بالتحرك في طريق الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية».
وأشار البيان إلى أن لافروف ناقش مع المقداد «مجموعة من مسائل العلاقات الثنائية الروسية - السورية مع التشديد على النية في توسيع التعاون الاقتصادي لاحقاً».
وذكر أن «المقداد أحاط الجانب الروسي علماً بنتائج زيارة وفد اللجنة التابعة للجامعة العربية إلى دمشق». وأضاف أنه «حسب تقديرات الجانب السوري فإن المحادثات مع الوفد الذي استقبله الأسد كانت بنّاءة، وجرى التأكيد خلالها على الاهتمام المشترك بتجاوز الأزمة في سوريا من دون تدخل خارجي، وعن طريق إيجاد حلول وسط، وتم الاتفاق على مواصلة الاتصالات في القريب العاجل».
وذكرت «سانا» إن المقداد قدّم «عرضاً للأوضاع التي تمرّ بها سوريا نتيجة الهجمة الغربية والحملات الإعلامية المضللة والتحريضية التي تتعرّض لها للنيل من إنجازاتها الوطنية ومواقفها القومية». وأكد «ثقة سوريا بتجاوز الظروف التي تمرّ بها بفضل وعي وصمود شعبها، ودعم الأصدقاء لها، وتعرية ممارسات وأهداف القوى المتطرفة والمجموعات الإرهابية المدعومة من دول غربية وإقليمية».
إلى ذلك، قال وزير النفط والثروة المعدنية المهندس سفيان العلاو، في مؤتمر صحافي، إن «وزارة النفط اتخذت إجراءات حاسمة بالتعاون مع الجهات المعنية لمنع الاعتداءات على خطوط نقل النفط، والبدء بإصلاح كل النقاط التي تعرضت للتخريب والضرر، والتي تجاوز عددها في محافظة إدلب أكثر من 50 نقطة، وفي محافظة حماه أكثر من 10 نقاط».
وحول موضوع تصدير النفط السوري في ظل العقوبات الأميركية والأوروبية، قال العلاو إن «هناك مباحثات مع أكثر من 50 شركة وتجار ومهتمين للتوصل إلى اتفاقات لتصدير كميات من النفط السوري»، موضحاً أنه «تم توقيع ثلاثة عقود لتصدير كميات كبيرة من النفط يبدأ تنفيذها خلال الشهر المقبل».
ودعا ناشطون على صفحة «الثورة السورية» على موقع «فيسبوك» إلى التظاهر اليوم في «جمعة الحظر الجوي»، فيما احتشد مئات الألوف من السوريين في اللاذقية دعماً للأسد وذلك بعد يوم من تجمع ضخم في دمشق. وحمل المتظاهرون صوراً للأسد ولوّحوا بالأعلام السورية. وذكرت «سانا» «احتشد أكثر من مليون مواطن في ساحة المحافظة في مدينة اللاذقية شاركوا خلالها في مسيرة جماهيرية حملت عنوان «سوريا أم الكل» مشكلين لوحة وطنية دعماً للإصلاح والقرار الوطني المستقل ورفضاً للتدخل الخارجي بجميع أشكاله».
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن تركيا تستضيف مجموعة معارضة مسلحة ضد النظام السوري، وتقدم المأوى والحماية لقائد المجموعة والعشرات من عناصر «الجيش السوري الحر» في معسكر يحرسه الجيش التركي، وتسمح لهم بالتخطيط لشن هجمات عبر الحدود.
ونقلت عن مسؤولين اتراك وصفهم علاقة انقرة بقائد المجموعة رياض الاسعد وحوالى 70 شخصاً، يعيشون في «معسكر المسؤولين»، على انها انسانية محضة، معتبرين ان هم تركيا الاساسي هو حماية المنشقين. وقال الاسعد للصحيفة، في مقابلة رتبتها وزارة الخارجية التركية وتحت مراقبة مسؤول فيها، «سنقاتل النظام حتى يسقط. نحن قادة الشعب السوري ونقف الى جانبه».
واشارت الى ان الاسعد وصل الى مكتب مسؤول حكومي تركي، بحماية 10 جنود اتراك مدججين بالسلاح، بينهم قناص. واوضحت انه في نهاية المقابلة طلب الاسعد والمسؤول في وزارة الخارجية الاتصال بوزارة الخارجية من أجل إجراء مزيد من المقابلات. وقال الاسعد «نحن جيش. نحن المعارضة، ونحن على استعداد لشن عمليات عسكرية. اذا زودنا المجتمع الدولي بأسلحة يمكننا إسقاط النظام خلال فترة قصيرة».
وكالات
إضافة تعليق جديد