الصحافة الأمريكية اليوم الأحد
تحالف المسلمين من مختلف الأصول والألوان بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول، والخلاف بين الوكالات الأميركية في إعادة إعمار العرق، فضلا عن المطالبة بالإفراج عن المعتقلين الويغريين في غوانتانامو، كانت أهم المواضيع التي تطرقت إليها الصحف الأميركية اليوم الأحد.
حاولت صحيفة نيويورك تايمز أن تسلط الضوء على التحالف بين المسلمين ذوي الأصول المهاجرة من جنوب آسيا والبلاد العربية وبين السود ذوي الأصول الأفريقية، متتبعة ما يجري في منطقة هارليم الأميركية شمال منهاتن.
ومضت تقول إن الإسلام بالنسبة للعديد من الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية الذين اعتنقوا الإسلام، تجربة روحية وسياسية وتعبير عن السلطة في بلد يشعرون فيه بأن النخبة البيضاء هي المسيطرة. أما بالنسبة للمسلمين المهاجرين، فإن الإسلام هوية وأميركا مكان المحاكاة والتقدم.
وقالت الصحيفة إن هذين القسمين من المسلمين بقيا على مدى عقود منفصلين، غير أن تلك الفجوة بدأت تضيق بينهما منذ أحداث 11سبتمبر/أيلول.
وأوضحت أن المسلمين السود بدؤوا إرشاد المهاجرين إلى السبيل لتصعيد حملة الحقوق المدنية، وبالمقابل يمنح المسلمون الأجانب الأميركيين السود أدوار القيادة في بعض أكبر منظماتهم، مشيرة إلى أن المجموعتين انضمتا إلى قوى سياسية واحدة وشكلتا تحالفات واتفقتا على تأييد بعض المرشحين.
ونقلت الصحيفة عن إمام في نيويورك يدعى سراج وهاج وهو أميركي من أصل أفريقي قوله "إن المسلمين لن يحققوا النجاح في أميركا حتى يحدثوا تزاوجا بين المجتمعات المحلية والمهاجرة".
ولفتت نيويورك تايمز النظر إلى أنه ربما لا يوجد مكان آخر في العالم يحاول فيه المسلمون من أصول وثقافات ومعتقدات مختلفة مد أيديهم بعضهم لبعض من أجل التعايش عدا مكة المكرمة إبان تأدية فريضة الحج التي تجمع الأبيض والأسود والغني والفقير والسني والشيعي.
في تقرير مطول حول الخلاف بين الوكالات الأميركية المشتركة في مساعدة العراق على استعادة الحياة الطبيعية، قالت صحيفة واشنطن بوست إن الرئيس الأميركي جورج بوش دعا العام الماضي عقب بلوغ العنف في العراق ذروته، وزراء الزراعة والتجارة إلى اجتماع في كامب ديفد للقاء الفريق الأمني القومي.
وخلال الاجتماع الذي استمر ساعتين حث بوش الوزراء على مزيد من الانخراط في إعادة إعمار العراق، مما دفع الوزراء إلى مطالبة دوائرهم لدى عودتهم بإعداد قائمة من المشاريع في العراق، وبعثوا بها إلى السفارة في بغداد.
غير أن الوثيقة فجرت قنبلة بيروقراطية في المنطقة الخضراء ببغداد، حيث كان البند الثاني في الوثيقة يدعو إلى خفض المعونات الغذائية المقدمة للعراقيين التي يعتمد عليها أكثر من نصفهم.
ولكن هذا البند أثار سخط الدبلوماسيين في السفارة، لاسيما أن خبراء الاقتصاد رغم إيمانهم بضرورة إجراء التغيير يعتقدون أن تطبيقه حسب توصيات وزارة التجارة، من شأنه أن يذكي العنف الذي قد يفضي إلى الإطاحة بالحكومة العراقية.
وقالت الصحيفة إن الخلاف بين وزارة التجارة ووزارة الخارجية يوضح التنافس الذي اندلع في داخل الحكومة الأميركية، إذ يسعى البيت الأبيض لمشاركة أجزاء أخرى من البيروقراطية الفدرالية في إعادة بناء العراق، ولكن بدلا من التعاون وجدت الوكالات الأميركية نفسها منقسمة بسبب الفجوة بين المسؤولين المثاليين في واشنطن الذين لم تطأ أقدامهم أرض العراق من قبل، وبين موظفي السفارة الذين يطمحون إلى تعزيز التغيير، ولكن العنف والخلل الوظيفي يحول دون تحقيق ذلك.
خصصت صحيفة بوسطن غلوب افتتاحيتها للحديث عن 17 من الويغريين (وهم أقلية مسلمة تتكلم التركية وتعيش في الصين) المعتقلين في غوانتانامو، وقالت إن وزير الدفاع روبرت غيتس اتبع لهجة مختلفة عبر طرده المسؤولين عن فضيحة وولتر ريد، غير أن ثمة انتهاكات إنسانية أخرى تزداد سوءا في غوانتانامو، لا تختلف عن فضيحة ريد.
وقالت الصحيفة إن غيتس يستطيع أن يبدأ عملية استعادة سمعة الولايات المتحدة كبلد يحترم حقوق الإنسان، عبر إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين.
وأشارت بوسطن غلوب إلى أن هؤلاء المعتقلين هم من المجتمعات الإسلامية التي تشعر بالاضطهاد في بكين، وكانوا يقطنون في قرية بأفغانستان عندما شنت الولايات المتحدة حربها عام 2001، فلاذوا بالفرار إلى باكستان حيث اعتقلتهم القوات الباكستانية وسلمتهم إلى الأميركيين مقابل خمسة آلاف دولار عن كل واحد منهم، مشيرة إلى أن الجيش أقر أنه لا أحد من هؤلاء يشكل تهديدا للبلاد وأنهم لا يندرجون تحت وصف "مقاتلين أعداء".
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد