العبادي: أبلغنا السوريين بالضربات الجوية ولن نقبل بأيّ تدخل برّي في العراق
أعرب رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي، أمس، عن رفضه المشاركة العربية في الغارات التي ينفذها التحالف الدولي ضد "داعش" في الأراضي العراقية، فيما كشف عن طلب عراقي من قوات "التحالف" لضرب تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" في سوريا، قائلاً إن العراق أرسل وفداً إلى سوريا من أجل إطلاعها على هذا الطلب.
وأكد العبادي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، رفض العراق أي وجود بري على أراضيه قائلاً: "نقول بشكل واضح إننا لن نقبل بقوات غير عراقية في العراق، ولو كان لدينا غطاء جوي فاعل لهزمنا تنظيم داعش"، رافضاً أي تدخل عسكري عربي ضمن حملة "التحالف" في العراق، ولافتاً إلى أن بلاده "تريد اتفاقات عربية من نوع مختلف تربط بين الشعوب وتقوم على المصالح المشتركة".
وكانت دول عربية عدة منها السعودية والأردن قد شاركت في "التحالف الدولي" الذي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة "داعش"، ونفذت الطائرات التابعة لهذه الدول ضربات جوية ضد التنظيم في سوريا، ولكن الطائرات الأميركية والفرنسية والبريطانية هي وحدها التي نفذت غارات في العراق.
وشدد العبادي على أن القوات العراقية كانت ستدحر "داعش لو توفر لها غطاء جوي جيد"، مؤكداً أن العراق لن يقبل "أي قوات برية عدا القوات العراقية"، كما حذر من أن "الاستقطاب الدولي والإقليمي هو الذي أدى إلى ظهور داعش".
وحول الضربات الجوية التي نفذها "التحالف" في سوريا قال العبادي: "أرسلنا وفداً إلى سوريا لإطلاع السوريين على الغرض من طلبنا من التحالف قصف داعش داخل سوريا لأن الإرهاب عابر الحدود".
وفي السياق نفسه، أكد وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري أن بلاده لا تحتاج مقاتلين في حربها ضد "الإرهاب" وإنما هي بحاجة إلى أسلحة ودعم لوجستي، مشيراً إلى أن كلاً من إيران والصين قدمتا دعماً للعراق خارج نطاق التحالف الدولي - العربي الذي تقوده "واشنطن"، كما شدد على ضرورة عودة العلاقات العراقية - التركية لسابق عهدها، مشيراً إلى أن "دول الجوار العراقي ستحتل الأولوية في التعامل معها وخاصة الدول الست المجاورة للعراق".
إلى ذلك، زار رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري إقليم كردستان، بعدما قاطع عدد من نواب برلمان الإقليم الاجتماع البرلماني الأخير، احتجاجاً على الخلافات القائمة حول الميزانية العامة.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس مجلس نواب الإقليم يوسف محمد في أربيل، أكد الجبوري أن البحث تناول "كافة المسائل المصيرية العالقة"، واعداً "بتنفيذ كافة الاتفاقات الموقعة مع حكومة الإقليم"، مشيراً إلى السعي نحو "تمتين العلاقات" معه.
من جهته، شدد محمد على ضرورة "تعاون كافة الأطراف في ما بينها من أجل حل المسائل العالقة"، معتبراً أن "محاولة الانفراد بالسلطة من قبل الحكومة المركزية العراقية أدى إلى بروز المشاكل والخلافات القومية والمذهبية التي يعاني منها العراق اليوم".
في غضون ذلك، تواصلت المواقف الدولية ضمن إطار حملة "التحالف الدولي"، وقررت فرنسا "تعزيز" ما أسمته "وسائلها العسكرية المستخدمة" في العراق، حسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان، من دون أن تحدّد ما إذا كانت تعزيزات في العتاد أو العديد أو الاثنين معاً.
وأعلنت قيادة أركان الجيش الفرنسي إرسال ثلاث طائرات مقاتلة إضافية من طراز "رافال"، ونشر فرقاطة مضادة للطائرات في الخليج في إطار تعزيز التدخل العسكري الفرنسي في العراق.
ووفقاً لمسؤول فرنسي فإن من المحتمل أن تقرر باريس إعادة نشر مقاتلاتها في بلدان مثل الأردن أو الكويت للاقتراب من موقع العمليات وتجنب عملية معقدة للتزود بالوقود في الجو، كما لفت إلى أن باريس تنوي تعزيز دعمها للقوات على الأرض، خصوصاً في إقليم كردستان.
كما نفذت بريطانيا سلسلة ثانية من الضربات الجوية ضد مواقع "داعش" غرب بغداد، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية.
بدوره قال رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت إن طائرات عسكرية استرالية ستشارك في الحملة التي يشنها "التحالف" في العراق، عبر القيام بمهمات دعم وتزويد بالوقود.
إلى ذلك، أكد مدير المدفعية العراقية، اللواء الركن سعد العلاق، أن "المدفعية الروسية من نوع (توس 220 ميلليمتر) والتي استلمها العراق ضمن صفقات التسليح الروسية ستدخل قريباً في المعارك التي يخوضها الجيش العراقي ضد مسلحي داعش"، وأضاف أن "منتسبي المدفعية العراقية تلقوا التدريبات اللازمة على هذا النوع من السلاح على أيدي خبراء روس".
أمنياً، يستمر مسلسل التفجيرات الذي يضرب بغداد لليوم الثالث على التوالي، حيث قتل 11 شخصاً وأصيب 34 آخرون على الأقل في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف سوقاً شعبياً في منطقة بغداد الجديدة جنوب شرق العاصمة.
وفي هذه الأثناء تواصلت المعارك في محافظتي ديالى والأنبار، بين مسلحي "داعش" والجيش العراقي مدعوماً من قوات العشائر، وقال قائد شرطة محافظة ديالى جميل الشمري، إن 20 عنصراً من "داعش" قتلوا وأصيب 10 آخرون بجروح خلال المواجهات في تلال منطقة الصدور شمال شرقي بعقوبة، فيما أعلن قائد شرطة الأنبار اللواء أحمد صداك الدليمي عن قيام عناصر "داعش" بمداهمة منازل ضباط ومنتسبين للقوات الأمنية في حي الجمهورية وسط الفلوجة، وأضاف أنهم "قاموا بزرع عبوات ناسفة في 12 منزلاً يملكها ضباط ومنتسبون للقوات الأمنية وقاموا بتفجيرها بالكامل".
وكالات
إضافة تعليق جديد