العراق: اشتباكات في منطقة إستراتيجية وهجمات تشعل حريقا في أقدم أسواق بغداد
هي الحرب المفتوحة التي تستكمل تنفيذ فصولها الفئات التابعة لتنظيم "القاعدة" في العراق في مواجهة الدولة ومختلف مكوناتها، مستفيدة من انقسامات المجتمع السياسي لتنقّل مخططاتها، من هجمات إرهابية وتفجيرات واشتباكات، بين عدد من المناطق والمحافظات. آخر العمليات الأمنية سُجل أمس، حيث سيطر عشرات المسلحين على أجزاء مهمة من ناحية سليمان بيك الإستراتيجية في محافظة صلاح الدين، والتي تقع على الطريق الرئيسي الذي يربط العاصمة بغداد بشمال البلاد.
وفي هذا الصدد، قال مدير الناحية طالب البياتي إنّ "مسلحين من القاعدة وداعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام) سيطروا فجر اليوم (أمس) على مركز الناحية" بعد مهاجمة نقاط سيطرة للقوات الأمنية العراقية. وأضاف أنّ بعض المسلحين الذين يحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة "توجهوا إلى المساجد حيث بدأوا بالتكبير ودعوة الأهالي إلى ترك منازلهم"، مشيرا إلى أنّ الجيش "يطوق الناحية والطوافات تحوم فوقها".
وفي وقت لاحق، قال البياتي إنّ المسلحين يتمركزون على أسطح المنازل، وان قوات مدرعة انتشرت على أطراف سليمان بيك، فيما نزحت مئات العائلات منها.
من جهته، قال قائمقام قضاء طوزخرماتو، وهو قضاء يضم خمس نواح بينها سليمان بيك، شلال عبدول "انتشر عشرات المسلحين من تنظيم داعش في ثلاث قرى واقعة غرب الناحية وأحياء أخرى في جانبها الغربي". وذكر أنّ "قوات الجيش والشرطة تتمركز في الأبنية الحكومية الواقعة في شرق الناحية حيث تدور اشتباكات متقطعة من دون أن يكون هناك حسم للموقف".
وكانت ناحية سليمان بيك، الواقعة على بعد نحو 150 كيلومترا في شمال العاصمة، قد سقطت في أيدي مجموعات من المسلحين المناهضين للحكومة في شهر نيسان الماضي لعدة أيام، قبل أن تستعيد القوات الحكومية السيطرة عليها. وتأتي سيطرة المسلحين مجددا على الناحية في وقت لا تزال مدينة الفلوجة في محافظة الانبار وبعض مناطق مدينة الرمادي تخضع لسيطرة مسلحين مناهضين للحكومة أيضا.
في هذا الوقت، أعلن مجلس محافظة صلاح الدين، أمس، أنّ القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي وافق على استحداث "قيادة عمليات صلاح الدين" وتوحيد جميع القيادات الموجودة فيها، استجابة لمطلب المحافظة.
وفي تطورات الأوضاع في محافظة الانبار، برز الخبر الذي نشرته مواقع تعنى بأخبار الجماعات الجهادية بشأن مقتل أبو عبد الرحمن الكويتي في معارك في الرمادي، مشيرة إلى انه "أمير اعزاز في سوريا" والى انه انتقل إلى العراق منذ شهر. وأضافت انه كان في ضيافة "القائد العسكري لعمليات الرمادي" في تنظيم "داعش" شاكر وهيب.
أما في بغداد، فقد أدى تفجير عبوتين في سوق الشورجة الواقع في وسط العاصمة، إلى مقتل ستة مدنيين، على الأقل، وإصابة نحو 15، فيما ذكر مصدر أمني، مساء أمس، أن "حصيلة حريق سوق الشورجة بلغت تسعة قتلى و26 مصابا".
كما أسفر التفجير عن اندلاع حريق كبير أتى على معظم بضائع السوق العربي الواقع داخل سوق الشورجة، احد أقدم الأسواق في بغداد حيث تباع الألبسة والعطور. وتحتل سوق الشورجة التراثية والشعبية، منذ تشييدها في أواخر العهد العباسي، مكانة رمزية في ذاكرة العراقيين وخصوصا أهالي بغداد، على اعتبار أنها أقدم مركز تجاري في العاصمة وفي البلاد. وتقع السوق في منطقة تاريخية وسط المدينة قرب "جامع الخلفاء"، الذي بني في القرن العاشر وتتفرع منه عدة أسواق متخصصة، منها سوق الصابون وسوق التوابل، إلى جانب أكثر من عشرة خانات وأربعة مساجد.
في سياق منفصل، قال معاون مدير مكتب التعاون الأمني في السفارة الأميركية في العراق اللواء الطيار وليم بيل بيندر، في لقاء مع عدد من وسائل الإعلام العراقية أمس، إنّ "الولايات المتحدة سلمت العراق (أمس الأول) نحو 27 صندوقا كبيرا من الأسلحة وخمسة ملايين اطلاقة لمختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة"، موضحاً أنّ "واشنطن ستسلم الجانب العراقي خلال اليومين المقبلين نحو 1300 قذيفة دبابة".
وتابع قائلاً إنّ الجانب الأميركي "سلم العراق خلال الأسبوع الماضي نحو 2400 صاروخ للطوافات و13 صاروخا من نوع هلفاير"، مضيفاً أنّ واشنطن "ستسلم بغداد خلال الأسبوعين المقبلين نحو مئة صاروخ هلفاير ... فضلاً عن تسليم 200 صاروخ هلفاير (أيضاً) بعد 60 يوماً". وأوضح أنه "تم تقليص مواعيد تسليم (الأسلحة) من سنوات إلى أسابيع لكوننا نقاتل عدوا واحد وهو داعش".
وتابع مدير مكتب التعاون الأمني في السفارة الأميركية "حصلت موافقة الحكومة الأميركية على بيع طوافات اباتشي للعراق وإلى حد الآن لا نعرف العدد الذي سيتم بيعه إلا انه قد يتراوح بين 12 إلى 24 طوافة"، كاشفاً في الوقت ذاته أن "شهر أيلول المقبل سيشهد تسليم العراق أول طائرة من طراز F16 ... الولايات المتحدة أكملت تدريب سبعة طيارين على طائرات F16 وستدرب نحو 12 طيارا العام المقبل".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد