العراق: مئات الضحايا في يومين
انشغل العراقيون، أمس، في لملمة آثار موجة العنف الدامية التي ضربت عاصمتهم بغداد ليل أمس الأول، وقتلت 67 شخصا، على الأقل، وأصابت أكثر من 190 آخرين، وسط قلق تجاه تردي الأوضاع الأمنية بعدما بلغ عدد الذين قتلوا في العراق منذ بداية الشهر الحالي أكثر من 540 شخصا، وليبلغ بذلك معدل ضحايا العنف اليومي نحو 25 شخصا.
وفي وقت كان سكان بغداد يهمّون بدفن ضحاياهم ومحو آثار العنف الذي تسبب به تفجير 12 سيارة وعبوتين، قتل 19 شخصا، على الأقل، وأصيب حوالي 25 في هجمات متفرقة، أمس.
واستهدفت التفجيرات في بغداد، التي وقعت بعيد موعد الإفطار، منطقة الكرادة وحي المواصلات وحي الشرطة الرابعة ومنطقة الطوبجي ومنطقة البياع ومنطقة الزعفرانية، ومنطقة المدائن، إضافة إلى منطقة بغداد الجديدة. كما أدت هجمات أخرى يوم السبت الماضي إلى مقتل عشرة عراقيين على الأقل، وإصابة نحو 15 في مناطق متفرقة.
وإزاء هذه التطورات قرر مجلس النواب العراقي عقد جلسة طارئة للمجلس يوم الخميس المقبل لمناقشة الوضع الأمني في بغداد وفي محافظة ديالى، بحسب ما أعلن مقرر المجلس النائب محمد الخالدي، الذي أضاف أن الجلسة ستعقد بحضور الحكومة المحلية في كل من المحافظتين.
من جانبه، أصدر رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي بيانا، أمس، قال فيه «ندين ونستنكر التفجيرات الإجرامية الآثمة التي استهدفت أهلنا في بغداد ومحافظات عدة والتي تأتي ضمن حملة الاستهدافات الإجرامية البشعة الرامية إلى بث الفرقة وإثارة النعرة الطائفية بين أبناء الشعب الواحد»، داعياً الأجهزة الأمنية إلى «عدم الاستسلام للإرهابيين والعمل على اتخاذ إجراءات أكثر فاعلية لحماية المواطنين الأبرياء».
بدوره، أكد زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر في بيان أن «أصحاب المفخخات يقتلون العراقيين بكافة أطيافهم ومشاربهم وعقائدهم وانتمائاتهم ويستهدفون الطفل الصغير والرجل الكبير ولا يفرقون بين النساء والرجال»، مضيفاً «نرى في خضم ذلك كله صمتا مطبقا لا يتعدى الاستنكار أو أصوات خجولة لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تؤمّن للعراقي أي أمان أو سلام».
وشنّ الصدر حملة على الحكومة العراقية، وقال «ليعلم الجميع أنا لن أطيق الوقوف إزاء هذه التفجيرات، ولن نعطي للحكومة فرصة أخرى لا مئة يوم ولا حتى أقل من ذلك ولا أكثر، وأن الحكومة باتت في العد التنازلي الأخير».
وفي حصيلة جديدة لأعمال العنف، قتل 19 عراقياً، بينهم ثلاث نساء وخمسة من قوات البشمركة، وأصيب نحو 25 في هجمات متفرقة وقعت أمس.
واستهدفت هذه الهجمات سوقاً في منطقة التاجي، حيث قتل أربعة أشخاص وأصيب نحو 15، كما استهدفت نقطة تفتيش لقوات البشمركة في منطقة الزاب غرب كركوك، ما أدى إلى مقتل خمسة عناصر عرب من البشمركة.
ووقعت الهجمات الأخرى في منطقة البسماية جنوب شرق بغداد وفي منطقة السرج في وسط الموصل، إضافة إلى هجوم في منطقة الشرقاط في محافظة صلاح الدين، وهجوم بتفجير عبوة في منطقة الوجيهية شمال مدينة بعقوبة.
في سياق منفصل، برز أمس الأول، الطلب الذي تقدم به رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى وزارة الخارجية العراقية بهدف استدعاء ديبلوماسي عراقي يعمل في العاصمة السعودية الرياض على خلفية «كلام طائفي» نسب إليه.
وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء أن «المالكي وجّه وزارة الخارجية بضرورة استدعاء الموظف الديبلوماسي في السفارة العراقية في الرياض معد العبيدي»، موضحــــــاً أن القرار جاء «لما نســـــب اليه من كلام طائفي للتحقيق معه ومعاقبته في حالة ثبوت إساءته».
وأكد المالكي بحسب البيان ان «العراق والوحدة الوطنية العراقية لا يمكن ان يمثلها أمثال هؤلاء».
وكانت صحيفة «الشرق» السعودية نسبت يوم الخميس الماضي حديثا إلى العبيدي قال فيه إن «التشيع حركة سياسية بدأها اليهودي اليمني عبد الله بن سبأ بالتعاون مع الفرس حتى يشقوا الصف الإسلامي من خلال معتقدات وطقوس منافية».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد